السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خد عندك بقى يا وزير الأوقاف!

خد عندك بقى يا وزير الأوقاف!
خد عندك بقى يا وزير الأوقاف!




وليد طوغان

هاتفنى مكتب الدكتور مختار جمعة وزير الاوقاف مستفسرا عن تفاصيل ما كتبت الأسبوع الماضى.. كانت لفتة جيدة. أكد مستشار الوزير الاعلامى أن الدكتور جمعة جاد فى سياسته لإحكام قبضة الدولة على خطباء وأئمة المساجد فى مواجهة التطرف.. كان كلاما جيدا. قال أنه لا الشيخ ياسر برهامى ولا غير الشيخ ياسر برهامى سوف يفلت من العقاب لو اختطفوا منابر المساجد.. أو اعتلوها دون وجه حق.. كان حديثا زى الفل.  ثم سألنى عن اسم المسجد الذى طلع  برهامى منبره قبل اسبوعين وخطب الجمعة دون إذن الاوقاف.. وفى اى محافظة؟.. كانت صدمة.
تساءل وزراة الأوقاف عن الواقعة بعد 3 أسابيع!
تسأل وزير الأوقاف الصحافة عن المسجد الذى اخترق منه أحد اقطاب السلفية خطوطاً قالت الوزارة انها صعبة الاختراق، وضرب اجراءات قالت الوزارة انها شديدة الصرامة، تمنع «أى من هب ودب» من امامة المسلمين بجميع محافظات الجمهورية؟
يستفسر أحد مستشارى الوزير  من الصحافة: حصل فين؟ امتى؟ مع أن المفترض أن الصحافة هى التى تسأل: حصل ليه؟ وازاى؟ وعملتوا إيه لضمان عدم حدوثه  مجددا؟
مقال الأسبوع الماضى، هنا فى روزاليوسف، كان بعد 3 أسابيع من واقعة خطيرة طلع فيها أحد رموز السلفية منبر أحد المساجد.. دلدل لسانه للأوقاف.. وقال حطة يا بطة يا فلفل شطة للمسئولين والإداريين ووكلاء الوزارة على كل ضامر يأتين من كل فج عميق.
قلت لمستشار الوزير: برهامى خطب بمسجد الرحمة بالضبعة. قال: كتبت إنه اعتلى منبر أحد مساجد كفر الشيخ. رددت: مسجد الفتح بكفر الشيخ كان بعدها بأسبوع.
بدا أنه لم يقتنع.. ما على الرسول إلا البلاغ.
بدأ السلفيون سياسة تعفير وجه الوزارة  فى التراب.. والوزير مازال يسأل . يسيرون فى اتجاه مرمطة ضوابط الوزارة.. باصرار أقطابهم على الاستمرار فى الخطابة بالمساجد بلا امتحان.. ولا ترخيص.. بينما مكتب الدكتور مختار جمعة غير مقتنع.
طب خد عندك بقى يا وزير الأوقاف: ليس برهامى وحده هو الذى اخترق حظرك.. هناك آخرون.. هناك كثيرون. تقدر تقول  معظم مشايخهم فى اكثر من محافظة طلعوا المنابر الاسابيع الماضية، كلهم ممن رفضوا امتحان الائمة الذى نصبتوه، ووضعتوا انوارا وكهارب الانتصار على بابه.. بينما لم يحضر منهم احد.
خد عندك تلك القائمة: فى الإسكندرية، طلع المنبر كل من الشيخ محمود عبدالحميد وسعيد الروبى  وأحمد فريد أعضاء مجلس ادراة الدعوى السلفية. فى الفيوم الدكتور عادل نصر. فى بنى سويف الشيخ سعيد العفانى. هناك الكثير.. أجمعهم حاليا لمعاليك.. لم أسرد القائمة لمستشار معالى الوزير لأن التفاصيل لم تكتمل..  اكتبها مع شديد الدهشة أن الوزارة لا تعلم.
المعركة ليست بين الأوقاف والسلفيين. ليست حربا بين الدكتور مختار جمعة وبين الشيخ فلان الفلانى أو علان العلانى.. السلفيون يحاولون تصويرها هكذا.. لكنه ليس صحيحا. المعركة تكرر الصدام  بين بلد  وجماعة.. بين كيان كبير اسمه الدولة وبين تيار يصف نفسه بانه الوحيد «بتاع ربنا».. وان شمس الدين تطلع له وحده.. وشمس الإيمان تشرق عليه وحده..  بينما غيره من الغاوين.
الحرب بين دولة يجب ان تهيمن.. وتتسلطن،  وبين تيار تطرف.. يرى ان سلطة الدولة حرام.. وحكمها كفر.. وسيادتها إلحاد.
بدأ هذا التيار من المساجد.. وتنامى فى المساجد.. توالد على المنابر.. تصاعدت سطوته بين البسطاء من داخل بيوت الله، قبل ان يكسر الزجاج .. ويكشر عن اسنان طويلة مثل جلابيب وذقون مشايخه.. فيحقر المرأة.. ويعادى الأقباط. يرفض الديمقراطية.. ويحرم احترام علم البلاد.. ويقول إنه لا انتماء الا لله والدين.. وأن الانتماء للوطن بدعة لان الارض كلها أرض ربنا!
فى البداية استبشرنا بوعود الدكتور مختار جمعة. الرجل فى بداية وزارته أكد نيته وقدرته إعادة الأمور لنصابها. تفاءلنا بتصريحاته عن اجراءات بدا أنها  أشد بأسا من الحديد. اعتقدنا أن حركة إخضاع الراغبين من السلفيين فى الخطابة بالمساجد للامتحان كشفتهم.. ظننا انها قتلتهم قضاء وقدر. طبيعى نستغرب رفضهم الامتحان.. وفى الوقت نفسه قدرتهم على تنفيذ ما يريدون.
رغم تأكيدات الاوقاف.. واجراءات وزير الأوقاف، طلع مشايخ السلفية المنابر. طلعّوا لسانهم للدولة، ثم بعد 3 اسابيع من وقائع مختلفة.. يستفسر مكتب وزير الاوقاف فى مكالمة سريعة بعد صلاة الظهر: حصل  فين الكلام ده؟!
اللهم زيدك حسماً وشدة.. يا شيخنا!