الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«تل أبيب» تستغل اعتداءات فرنسا لتحسين صورتها

«تل أبيب» تستغل اعتداءات فرنسا لتحسين صورتها
«تل أبيب» تستغل اعتداءات فرنسا لتحسين صورتها




تقرير- إسلام عبد الكريم وأميرة يونس

استغلت إسرائيل الهجمات الإرهابية فى فرنسا لمحاولة استعداء العالم ضد شعوب الشرق الأوسط العربية والإسلامية، ولتقريب العلاقات بينها وبين أوروبا ولتحسين صورتها، خاصة لدى فرنسا التى لم تصوت لصالح إسرائيل مؤخرا فى مجلس الأمن وفضّلت دعم الفلسطينيين.
إذ تحاول إسرائيل عبر الدوائرالسياسية والإعلامية، استغلال الأوجاع الفرنسية والتخوف الأوروبى من الهجمات الإرهابية فى فرنسا، لتبرير جرائمها ضد المنطقة والشعب الفلسطينى
واستغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية الهجوم لتقديم تعازيها ومواساتها للغرب، وحملت بين ثناياها لوما لفرنسا على موقفها مؤخرا فى مجلس الأمن بعد التصويت لصالح مشروع القرار الفلسطيني. فنشرت صحيفة «هاآرتس» تقريرا شبهت فيه الهجوم بأحداث الحادى عشر من سبتمبر.
واتهمت الإعلام العربى بأنه كان خجولا فى التعامل مع الحدث، وأن بعض وسائل الإعلام العربية «بررت» الهجوم الإرهابي، واعتبرته نتيجة لتدخلات فرنسا فى المنطقة – بحد زعم الصحيفة.
وعلى المستوى السياسي، لم يدخر رئيس الحكومة الإسرائيلى «بنيامين نتانياهو» جهده لاستغلال الحادث ليخدم المصالح الصهيونية، إذ حث فرنسا والدول على أن تتوحد وتشن حملة واسعة النطاق ضد ما سماه «الاسلام المتطرف». وزعم أن فرنسا واسرائيل و«الدول المتحضرة» تواجه التهديد نفسه، وجاء ذلك عند استقباله السفير الفرنسى بتل أبيب «باتريك ميزوناف» لتقديم التعازى له.
واستغل اللقاء لمهاجمة الفلسطينيين وحزب الله وإيران، وهى مصالح إسرائيلية بحتة لا تمت للموضوع بعلاقة. ورأى أن تلك المنظمات الإرهابية تحمل تسميات مختلفة مثل تنظيم «الدولة الإسلامية» والقاعدة أو حتى «حماس» و«حزب الله»، وأن الحقد والتعصب والتعطش للدماء يحركهم.
 وفى سياق متصل دعت الولايات المتحدة رعاياها فى الخارج إلى توخى الحذر بعد اعتداءات فرنسا، إذ أوضح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أنه على تواصل مستمر مع الفرنسيين إلى حين انتهاء الهجمات المأساوية.
وأعلنت الخارجية الأمريكية فى بيان لها أنها مازالت قلقة من التهديدات المتواصلة للقيام باعتداءات إرهابية ومظاهرات وأعمال عنف أخرى ضد رعايا ومصالح للولايات المتحدة فى الخارج.
وأوضحت الخارجية أن المعلومات الحالية تشير إلى أن «داعش» والمنظمات التابعة لها ومجموعات إرهابية أخرى تخطط لشن هجمات إرهابية ضد مصالح أمريكية وغربية فى أوروبا.
وأن هناك معلومات مؤكدة بأن مجموعات إرهابية تسعى أيضا إلى مواصلة شن هجمات ضد المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتة إلى «داعش» فى سوريا والعراق وحزب الله وتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وتنظيم القاعدة فى اليمن.
كما أعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال «مارتن ديمبسى»، أن الجهود الأمريكية للتصدى لتنظيم «داعش» فى العراق تقوم على «المثابرة ومواصلة زيادة الضغط» على جبهات عدة، ستمكّن القوات العراقية فى نهاية المطاف من شن هجوم مضاد شامل فى الوقت الذى تختاره.
وحول فرص شن هجوم فى الربيع، قال إنه يعمل مع الزعماء العراقيين العسكريين والمدنيين لتحديد الوتيرة التى ستشجعهم فى إطارها وتساعدهم على شن هجوم مضاد، لكنه شدد أن هذا لا يعنى الانتظار حتى الربيع لتفعل القوات الأمريكية دورها.
وعلى جانب آخر حذر «اندرو باركر» رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانى «ام آى 5» من أن مجموعة إسلامية متطرفة متواجدة فى سوريا تخطط لشن «اعتداءات واسعة النطاق» فى الغرب، وأن الاستخبارات قد تكون عاجزة عن ردعها.
مضيفا أن المقاتلين العائدين الى الغرب بعد القتال فى سوريا يمكن أن يحملوا معهم «عقيدة ملتوية» قد تقودهم الى تنفيذ اعتداءات على معالم شهيرة فى دولهم. ومع أن تنظيم «الدولة الاسلامية» يشكل التهديد الابرز، الا أن المقاتلين المنضوين تحت لواء القاعدة يشكلون خطرا ايضا.