الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس اعتمد على «فقه الواقع» فى نقد «الأزهر»

الرئيس اعتمد على «فقه الواقع» فى نقد «الأزهر»
الرئيس اعتمد على «فقه الواقع» فى نقد «الأزهر»




لم يعد الخطاب الدينى يتلخص فى توحيد خطب الجمعة وانتشار قوافل دعوية من علماء الأزهر للمحافظات، أو تغيير موضوعات الخطب الدينية الرسمية لوعاظ وأئمة وزارة الأوقاف فى المناسبات لكن تجديد الخطاب الدينى يكمن فى تغيير عمق بنية الخطاب الدينى ومرجعياته، ومنطوقه، وتوظيفاته وتحديد خطط المؤسسة الدينية الرسمية فى بعض المشكلات الراهنة، من قبيل مواجهة الإرهاب، والتطرف الدينى، ومواكبة العصر، وفقه الواقع.
وتحدثت المؤسسات الدينية فى مصر كثيرًا عن تطوير الخطاب الدينى الذى يتناسب مع مستجدات العصر لتصحيح صورة الإسلام، ونبذ الأفكار المتطرفة والتعصب حتى لا يتعاطف الشباب مع أى جماعات إرهابية.
وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية الأزهر الشريف بصفته المؤسسة الدينية المسئولة عن نشر الإسلام الوسطى بتجديد الخطاب الدينى الذى تقاعس عنه منذ سنوات، وتطوير أداء الدعاة والوعاظ بما يتناسب مع مستجدات العصر وفقه الواقع.
وقال الرئيس إن الأزهر الشريف إمامًا ودعاة مسئولون عن تجديد الخطاب الدينى والدعوة بالحسنى وتصحيح الأفكار والمفاهيم التى ليست من صحيح الدين، مطالبًا بثورة دينية لدعم خلق الرسول وتغيير المفاهيم الخاطئة. وقال موجها خطابه للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إنهم والدعاة مسئولون أمام الله عن تجديد الخطاب الدينى وتصحيح صورة الإسلام، وسوف أحاججكم به أمام الله»، مؤكدا أن سمعة المسلمين تأثرت بما يحدث من عنف قائلا: «لا يمكن لمليار وربع مسلم التغلب على 6 مليارات، بل يجب أن نراجع مفاهيمنا نحن، لأنه لا يمكن أن يكون هناك دين يتصادم مع الدنيا كلها، فالمشكلة ليست فى الدين، ولكن فى الفكر، وهذا يتطلب دورًا كبيرًا من علماء الأزهر والأوقاف».
وطالب السيسى الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء بسرعة الانتهاء من عناصر الخطاب الدينى، الذى يصحح المفاهيم، وأن يكون هذا التجديد واعيًا ويحفظ قيم الإسلام ويقضى على الاستقطاب الطائفى والمذهبى ويعالج التطرف والتشدد.
بدوره قال الشيخ عبدالعزيز النجار مدير الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية إن مفهوم الخطاب الدينى الذى تحدث عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى المقصود به ليس تغيير ثوابت الدين ولا التبديل فى نصوصه وإنما اختيار الموضوعات التى تتماشى مع طبيعة العصر والأحداث، وأن يكون الموضوع بعناصره متماشيًا مع العصر ومواكباً للمستجدات.
وأضاف مدير الدعوة خلال حديثه لـ«روزاليوسف» أن أسلوب الخطابة الذى وجد منذ مائة عام لا يصلح هذه الأيام بعد انفتاح العالم وعصر العولمة والسموات المفتوحة وعلى الجميع التفاعل مع جميع الحضارات والتقدم، مشيرًا إلى أن الأزهر يعمل على تدريب الأئمة والوعاظ على مهارات جديدة تناسب معطيات العصر.
وعن أسباب تأخر تجديد الخطاب الدينى حتى الآن أوضح النجار أن الأزهر لم يتأخر ولكنه يطور من خطابه أولاً بأول لكن قد تكون الخطوات التى يتبعها الأزهر مستمرة ومطالبة رئيس الجمهورية للأزهر بتجديد الخطاب الدينى تعنى استمرار الأزهر فى خطته وتطوير أدائه لأن الأزهر يطور نفسه بنفسه وليس طلبًا من أحد، وأن دوره لم يتوقف.
وأكد أن الأزهر لا ينتظر من يطالبه بتطوير نفسه وتجديد الخطاب الدينى لكن الأزهر يطالب بدعم مادى وتشجيعه فى الاستمرار على التطوير من أدائه، مشيرًا إلى أن الأزهر تحمل كثيرًا ومسئوليته أمام الله وإذا قصر الأزهر فى دوره سيحاسب علماءه أمام الله، لأن العلماء يبلغون رسالته منذ مئات السنوات.
وعلى جانب متصل قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية إن المتأمل بحق والمتدبر بصدق فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى مع أدبه وتهذيبه يؤكد أنه نقد الأزهر نقدًا علميًا صريحًا من فقه الواقع، ملخصه أنه لا وجود للخطاب الدينى حتى الآن، ويوجد تقاعس شديد من المعنيين بتجديد الخطاب الدينى وأنذرهم بغضب الله عليهم وقال لشيخ الأزهر بالتحديد «سأخاصمك وأحاسبك أمام الله».
وأضاف «كريمة» خلال حديثه لـ«روزاليوسف» أن حديث الرئيس عن عدم تطوير الخطاب الدينى حتى الآن يدل على أن الرئيس لم يقتنع بالمؤتمرات ولا البيانات ولا التصريحات التى تستهلك محليًا ودوليًا ولا تأثير لها، موضحًا أن الرئيس يلح على الأزهر بالتفعيل الحقيقى لتجديد الخطاب الدينى لأن تركه على هذا النحو سيسبب مفاهيم خاطئة تلتصق بحقيقة الإسلام وستعود بأضرار جسيمة على المجتمع المسلم.
وردًا على عدم تطوير الخطاب الدينى حتى الآن بقوله «الذين يبلغون رسالات ربهم ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله» (سورة الأحزاب)، مؤكدًا أن أدوات تجديد الخطاب الدينى موجودة لكن تحتاج إلى عزائم الرجال وعندما يحسن الاختيار ويحملون الخطاب المتجدد على عاتقهم.
وأوضح الشيخ أحمد ترك مدير عام بحوث الدعوة بالأوقاف أن الفترة المقبلة سوف تشهد مزيدًا من الجهد فى مجال تجديد الخطاب الدينى ومواجهة الدخلاء على الدعوة، وذلك من خلال تبنى القضايا العصرية وتصحيح المفاهيم ونشر سماحة الإسلام.
وقال «ترك» إن الوزارة بدأت فى مناقشة هذه القضايا من خلال صالون الأوقاف الثقافى والذى يعقد أسبوعيًا، ويناقش قضايا الإلحاد والتشدد والعنف، وذلك بالإضافة للقوافل الدعوية التى تجوب مراكز الشباب.
وقال الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف إن ما تردد حول وجود خلافات لشيخ الأزهر مع مؤسسة الرئاسة أو جهات سيادية ما هى إلا «بروباجندا» ومسرحية هزلية.
وأضاف عضو لجنة الفتوى السابق فى تصريحات خاصة إن المؤسسات الدينية الفترة الماضية دورها أصبح هزيلًا وضعيفًا سواء وزارة الأوقاف أو دار الإفتاء أو الأزهر الشريف وفقدوا مصداقيتهم أمام الناس، مشيرًا إلى أن المؤسسات الدينية تجمل صورتها أمام الناس عما ارتكبته من أخطاء.
وأوضح أن هناك ما لا يقل عن 82 ألف طالب حولوا من التعليم الأزهرى للتعليم العام والتى تعتبر صدمة فى الأزهر ومناهجه.
وكان الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، قد أعلن تبنى دار الإفتاء المصرية للدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى لتجديد الخطاب الدينى خلال احتفال مصر بالمولد النبوى.
وأكد نجم فى تصريح صحفى أن الدار سوف تشهد تطورا كبيرا فى المرحلة المقبلة، بهدف تحقيق أعلى درجات التواصل الفعال مع جميع المتعاملين معها من عموم المسلمين، مضيفا أن الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية استجاب لدعوة الرئيس السيسى وبدأ بإصدار توجيهاته للعاملين فى جميع قطاعات دار الإفتاء بالسعى لتقديم مزيد من الخدمات الشرعية والإفتائية بصورة عصرية تناسب الواقع المعيش.
وكشف نجم، عن خطة الدار المكثفة لنشر الثقافة الإفتائية الصحيحة التى تنتهج منهج الأزهر الشريف مؤكدا أن مفتى الجمهورية أصدر تعليماته بالتوسع فى أعمال مرصد التكفير بالدار الذى يرصد فتاوى التكفير ومقولاته على مدى الساعة فى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ومواقع الإنترنت، ومواجهة هذه الأفكار المتطرفة والرد عليها بمنهجية علمية رصينة ومنضبطة، تلبية منها لنداء الواجب فى الحفاظ على الوطن فى هذه الظروف الصعبة.
وأضاف مستشار مفتى الجمهورية أن الدار سوف تواكب التطور التكنولوجى الهائل وتسعى فى العام الجديد لاستخدام كل الوسائل للتواصل مع طالبى الفتاوى والرأى الشرعى دون قيود، ولذلك فإن الدار ستتوسع خلال العام الجديد فى استخدام الفضاء الإلكترونى ومواقع التواصل الاجتماعى والاستفادة من التقنيات الحديثة فى إطلاق أول قناة لدار الإفتاء على موقع «يوتيوب» على الهواء مباشرة.
وأشار مستشار مفتى الجمهورية إلى أن الفترة المقبلة ستشهد أيضا وضع الآليات الفعالة والضوابط العلمية لمواجهة من يتصدرون للفتوى من غير المتخصصين، والذين عادة ما تثير فتاواهم البلبلة فى المجتمع الإسلامى، مؤكدا أن سبيل الخروج من حالة البلبلة الناجمة عن فتاوى غير المتأهلين هو الرجوع إلى الشروط التى حددها الشرع فيمن يتصدى للفتوى.
كما كشف نجم أنه سيخرج عن الدار فى المرحلة المقبلة مجموعة كبيرة من الأبحاث الشرعية فى المسائل المتعلقة بفروع الفقه والقضايا المعاصرة الدقيقة، منها ما تم ولكنه قيد الدراسة الآن، ومنها ما هو تحت العمل والإنشاء، وهو ما يقوم عليه قسما الإشراف العلمى والأبحاث الشرعية.
وعقد وزير الأوقاف اجتماعا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لدراسة توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بشأن تجديد الخطاب الدينى.
وأكد وزير الأوقاف فى تصريحات صحفية أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى كلمته التى كان ألقاها فى ذكرى المولد النبوى الشريف بشأن تجديد الخطاب الدينى، جعلتنا نعمل لإعداد الصالون الثقافى الرابع حول «آليات تجديد الخطاب الديني» بحضور نخبة مميزة من العلماء والمفكرين.
وقال إن هناك اجتماعاً للجنة تحضيرية للمؤتمر الخامس والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى يهدف إلى الإسهام فى تصحيح ما شوّه من صورة الإسلام والمسلمين ويُعقد تحت عنوان «عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه- طريق التصحيح»، مضيفا أن عام 2015م سيكون عام تجديد الخطاب الدينى وإعمال الفكر والعقل وتبنى ثقافة التفكير، وعام العناية بالقرآن الكريم وفهم قيمه وأخلاقه، والعمل على تحويلها إلى واقع ملموس فى حياتنا، وهو عامُ عمارة المساجد بامتياز، حيث وضعت الوزارة خطة عملية ممولة من موزانة الدولة وموارد الذاتية لإحلال وتجديد وصيانة أكثر من ألف مسجد هذا العام، لتأكيد أن الوزارة فى ظل توجيهات الرئيس تعمل على نشر الفكر الإسلامى الصحيح الذى يُعد صمام أمان للفرد والمجتمع، وأفضل وأقصر الطرق لمواجهة التطرف والإرهاب.
بينما قال الشيخ عمرو الوردانى أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى احتفالات المولد النبوى الشريف، كلمة من قائد هذه الأمة لتحمل كل واحد مسئولياته فى تجديد الخطاب الدينى والدعوة بالحسنى وتصحيح الأفكار والمفاهيم التى ليست من ثوابت الدين، مشيرا إلى أن تجديد الخطاب الدينى أصبح ضرورة مُلحة فى عصرنا الحالى.
وأضاف الوردانى: أن الخطاب الدينى له أهمية قصوى فى دفع عجلة البناء ودحض حجج المتطرفين والغلاة فى الدين، مشيرا إلى أن التطرف لا يعيش إلا فى درجة من درجات انخفاض الوعى، موضحا أن فوضى الفتاوى هى السند الحقيقى للجماعات المتشددة، قائلا: سبيل الخروج من حالة البلبلة الناجمة عن فتاوى غير المتأهلين هو الرجوع إلى الشروط التى حددها الشرع فيمن يتصدى للفتوى ومن أهمها العلم الشرعى وهو ما يُعبر عنه فى واقعنا المُعاصر بــ«التخصص».
وأشار إلى أن دار الإفتاء ستبدأ فى العام الجديد خدمة جديدة للقيام ببيان الأحكام الشرعية وصحيح الدين ومواجهة فوضى الفتاوى، حيث ستتم تدشين «دار الإفتاء المُتنقلة» التى ستجوب محافظات مصر ومراكزها وقراها لتلقى استفسارات الناس والرد على تساؤلاتهم وبيان الأحكام الشرعية الصحيحة وتصحيح المفاهيم.
وأوضح أن المواجهة الفكرية تعتبر حجر الزاوية فى مواجهة التطرف والغلو، وهى ما يميز منهج دار الإفتاء المصرية فى التعامل مع التطرف والإرهاب وهى ظاهرة جذورها فكرية، ولا يمكن القضاء عليها إلا بالمعالجة العلمية المنضبطة، مشددا على دور الخطاب الدينى فى محاربة الأفكار المتطرفة والهدامة التى تسعى لنشر الخراب والفتن عبر اجتزاء النصوص الدينية وتأويلها بغير حقها، وتنزيلها على وقائع وأحداث لا تمت لها بصلة.
وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: إنه ينبغى أن يدرك الجميع أن تجديد الخطاب الدينى لا علاقة له بثوابت الدين وأصوله ولا علاقة له بالعقيدة، إنما يكمن فى تطوير لغته وآلياته والمطالبة بأخذ كل ما هو جديد لمواكبة الواقع المعاصر والمستجدات المستمرة، لافتا إلى أن المراد هو الفهم الجديد القويم للنص الذى يؤدى إلى العلاج الجيد ومن ثم الوصول إلى الخطاب المبنى على صحيح الدين انطلاقا من قاعدة المقدمات الجيدة التى تؤدى إلى النتائج الجيدة.
وأكد الشيخ عبد الناصر بليح المتحدث الرسمى لنقابة الأئمة والدعاة أن تجديد الخطاب الدينى الذى ينادى به رئيس الجمهورية لن ينفذ فى يوم وليلة ولكنه يحتاج إلى دراسة موضوعية متأنية وآليات لتنفيذ وتجديد وتطوير وتحديث الخطاب الدينى وتحمل محمل الجد والاجتهاد والمثابرة على تحقيق الهدف المنشود من وراء هذا التجديد والتطوير.
وطالب خلال تصريحات خاصة الأئمة بتقديم بحث يعرضون فيه وجهة نظرهم ورؤية كل إمام لهذا التطوير وماهى الأساليب والوسائل التى يتم استخدامها.. كذلك ما هى المعوقات التى يجب الحذر منها.
وتابع بالقول: يتم تسليم أبحاث الأئمة للوزارة فى موعد أقصاه 15 فبراير ويتم تشكيل لجنة لفحص البحوث وإعطاء مكافأة مجزية لأفضل عشرة أبحاث فى تطوير الخطاب الدينى وتختار اللجنة أفضل العناصر التى يمكن الاستفادة منها فى عملية التطوير.