الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محلب: نقف مع تنمية «أديس أبابا» لكن ليس على حساب حصتنا من المياه

محلب: نقف مع تنمية «أديس أبابا» لكن ليس على حساب حصتنا من المياه
محلب: نقف مع تنمية «أديس أبابا» لكن ليس على حساب حصتنا من المياه




كتب - حسن أبوخزيم
استقبل المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بطريرك الكنيسة الإثيوبية، الأنبا متياس الأول والوفد المرافق له، بحضور وزيرى التجارة والصناعة، والصحة المصريين.
فى بداية اللقاء، رحب رئيس الوزراء بالبطريرك والوفد المرافق له، مشيدا بزيارته المهمة، التى تؤكد الأخوة بين قيادتى وشعبى البلدين والكنيستين المصرية والإثيوبية، وتثبت عمق العلاقات التاريخية بينهما، كما أعرب عن سعادته بقدوم الوفد إلى مصر فى وقت يحتفل فيه جميع المصريين بالأعياد الدينية، حيث تزامنت الاحتفالات بالمولد النبوى الشريف مع احتفالات عيد الميلاد المجيد.
كما شدد رئيس الوزراء على ضرورة عمل الجانبين المصرى والإثيوبى معا من أجل توطيد العلاقات بينهما استنادا للمشاعر الإيجابية التى يحملها كل شعب تجاه الآخر، مضيفًا أن مصر تقف مع جهود التنمية فى إثيوبيا، دون أن يكون ذلك على حساب حصة مصر من النيل، الذى يعد المصدر الرئيسى للمياه بها، وأكد أن توازن المصالح يجب أن يكون قائما، حيث إن من حق إثيوبيا توليد الكهرباء، مع حق مصر فى الحفاظ على حصتها من مياه النيل، معربًا عن ثقته فى إدراك الجانب الإثيوبى ذلك.
من جانبه أشاد بطريرك إثيوبيا بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى الكنيسة المصرية احتفالها بأعياد الميلاد، مؤكدا أن تلك اللفتة الكريمة قد أسعدتهم كثيرا فى الكنيسة الإثيوبية، مشيدا بتلك المواقف القيادية، التى تحتوى الجميع وتشمل كل أطياف الوطن.
كما أعرب البطريرك عن سعادته بزيارة مصر، مشيرا إلى أنه كان يتطلع منذ فترة لإتمام تلك الزيارة، معربًا عن تقديره لحفاوة الاستقبال، ومؤكدا أنه يدعو دائما ويصلى من أجل مصر وإثيوبيا، كما أبدى سعادته باستعادة مصر لأمنها واستقرارها، وتمنى لها المزيد من السلام والطمأنينة.
وأضاف الأنبا متياس إن مصر وإثيوبيا مرتبطتان بأشياء كثيرة منذ القدم، حيث هناك تاريخ مشترك يجمع شعبيهما، ونيل عظيم يربطهما معا، معربا عن تطلعه إلى تحقيق المزيد من التعاون الإيجابى، مؤكدا أنه يصلى دوما ليستمر الترابط والاستقرار، الذى يجمع الجانبين، مؤكدا أن نهر النيل هبة من الله وعلى الجميع الاستفادة منه.
من جانبه، قدم رئيس الوزراء الشكر للبطريرك الإثيوبى على كلماته والمشاعر الودية الطيبة التى أبداها، كما عرض وزيرا التجارة والصحة عددا من أوجه التعاون والمساعدات التى يمكن أن تقدمها مصر للجانب الإثيوبى خلال الفترة المقبلة، والتى تشمل مجالات الصحة والتجارة البينية. وفى سياق آخر أكد المهندس إبراهيم محلب أن مصر تقترب حالياً من استكمال المرحلة الثالثة والأخيرة من خارطة المستقبل، وباكتمال هذه المرحلة يصبح لدينا دولة ديمقراطية مدنية حديثة مكتملة الأركان.
جاء ذلك خلال المؤتمر السنوى الثالث فى مصر، الذى نظمته مجموعة CI كابيتال، وأضاف محلب نحن نواجه، وبإصرار، كل التحديات الاقتصادية، ونعد لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد «مصر المستقبل»، كما نشرع فى إصلاح تشريعى حقيقى، وكذا إصلاح إدارى، فى الوقت الذى نحارب فيه الإرهاب الأسود بكل قوة وإصرار.
وأشار إلى أنه لا يمكن إنكار أن مصر شهدت مرحلة من النمو الاقتصادى فى الفترة ما بين أعوام 2004-2010، حيث بلغ معدل النمو 7٪، وزيادة الاستثمار الأجنبى المباشر إلى 13 مليار جنيه، وصافى الاحتياطيات الأجنبية ما يقرب من 40 مليار دولار، وانخفض العجز المالى إلى 9٪. ولكن المشكلة هى أن النمو الاقتصادى الذى تحقق خلال هذه الفترة لم ينعكس أثره إيجابا على الحياة اليومية للغالبية من أبناء الوطن. وأضاف  اليوم أؤكد بكل ثقة أن الرؤية الحالية التى توجه النمو الاقتصادى لمصر، تشمل مواجهة جميع التحديات، وتحقيق النمو الاقتصادى المتكامل، والتنمية الشاملة.
وأكد محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن الفرص الاقتصادية الواعدة لمصر هى كنوز وثروات لم تكتشف بعد، ولا يوجد برنامج إصلاح واحد يلائم جميع الاقتصادات، ولكن برنامج الاصلاح الاقتصادى المصرى الذى يهدف إلى تحقيق النمو الاقتصادى والجودة المستدامة، يرتكز على ثلاث ركائز أساسية هى «التنمية الشاملة، والشفافية، والإدارة الرشيدة».. فالبنسبة للتنمية الشاملة قال محلب: هدفنا رفع معدلات النمو الداخلى، والذى يتسم بالابتكار والاستمرارية، وذلك لتحقيق قفزة اقتصادية، تمكننا من رفع قدراتنا التنافسية، وضمان الأمن الاقتصادى، فلدينا مجموعة من المشروعات العملاقة للبنية التحتية، وكذا بعض المشروعات التى تعمل على تطوير المؤسسات الاقتصادية، وقاعدة الدخل لاقتصادنا. كما تعمل على دمج القطاع غير الرسمى فى الاقتصاد، هذا القطاع الذى ساهم كثيرا فى دعم النشاط الاقتصادى حتى فى تلك الاوقات التى انخفضت فيها معدلات النمو.
وعلى جانب آخر عقدت أمس جلسة مباحثات مصرية ــ عراقية برئاسة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصرى وحيدر العبادى رئيس وزراء دولة العراق، بمشاركة عدد من الوزراء من الجانبين. وفى بداية الاجتماع رحب المهندس إبراهيم محلب برئيس الوزراء العراقى والوفد المرافق له، مهنئًا إياه بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ومتمنيًا لها التوفيق فى أعمالها من أجل رفعة العراق ووحدة أراضيها. كما أكد محلب أن العلاقات الثنائية متميزة وعميقة وعلى جميع المستويات الشعبية والرسمية، وأن هناك تقاربًا ثقافيًا وفكريًا كبيرًا بين الدولتين. وأعرب محلب عن أمنياته بنجاح القمة العربية المقبلة بالقاهرة، مؤكدًا ضرورة وجود رؤية عربية موحدة لمواجهة خطر الأفكار المتطرفة، مشددًا على دور الأزهر الشريف كمنبر للوسطية الإسلامية، وأهمية زيادة التعاون بينه وبين النجف الأشرف خلال تلك المرحلة الدقيقة لمواجهة التنظيمات المتطرفة، مشيرًا إلى أهمية لقاء رئيس الوزراء العراقى غدًا مع فضيلة الإمام الأكبر كرسالة مهمة للتسامح والوحدة بالعالم الإسلامى.
وفى ختام كلمته، أوضح أن الاجتماع خطوة مهمة فى إحداث مزيد من التقارب والتكامل الاقتصادى بين البلدين، مشددًا على ضرورة المتابعة المستمرة لما يتم الاتفاق عليه، والعمل على إزالة أية معوقات تقف فى طريق التنفيذ.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء العراقى عن تقديره وعظيم شكره للحفاوة البالغة التى لاقاها والوفد العراقى خلال استقباله بمصر، مؤكدًا أن المنطقة تواجه تحديات عديدة بسبب الفكر المتطرف.