الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

نفق «الثلاثينى» حبر على ورق

نفق «الثلاثينى» حبر على ورق
نفق «الثلاثينى» حبر على ورق




الإسماعيلية ـ شهيرة ونيس

بعد انتظار أكثر من عام على بدء العمل بنفق الثلاثينى كشف اللواء أحمد القصاص محافظ الإسماعيلية عن الموعد الرسمى لافتتاح النفق الذى يقع فى وسط البلد، وخلال جولته التفقدية للمشروع العملاق قال المحافظ: إنه سيتم افتتاح النفق رسمياً منتصف يناير الجارى.
وكانت محافظة الاسماعيلية قد أعلنت فى ديسمبر 2013 عن بدء العمل فى تنفيذ مشروع نفق الثلاثينى المار أسفل السكة الحديد، بهدف القضاء على الزحام المرورى فى منطقة وسط البلد، بتكلفة إجمالية تصل لـ230 مليون جنيه.

كما شهدت الإسماعيلية منذ بدء العمل فى تنفيذ المشروع الذى تم إسناده للهيئة الهندسية للقوات المسلحة كجهة إشراف على المشروع العديد من التضاربات فى موعد الانتهاء منه، على خلفية إعلان المحافظ مدة لا تزيد على الـ6 أشهر، قبل ان تصل لأكثر من عام تقريباً، وهو ما أثار غضب الشعب الاسماعيلى فى ظل حالة الشلل المرورى التى أصابت جميع شوارع المدينة فى أعقاب غلق شارع الثلاثينى «الجمهورية» الذى يعد أحد أهم وأكبر شوارع الإسماعيلية.
 وعلى الرغم من أهمية المشروع بالنسبة للمدينة التى دائماً ما تشهد اختناقاً مرورياً مستمراً بوسط البلد خاصة فى موسم الصيف، إلا أن الشكل النهائى للمشروع جاء صادماً لغالبية المواطنين فى ظل عدم مراعاة أبعاد مختلفة للمشروع دون النظر لأهميته بالنسبة للمواطنين قبل قائدى السيارات.
فيما افتقد نفق الثلاثينى للعديد من الخدمات الخاصة بالمواطنين، خاصة ضعفاء الأمة من كبار السن والعجائز والمرضى وذوى الاحتياجات الخاصة، فى ظل انعدام وسيلة انتقال خاصة بهم لعبور أسوار النفق المرتفعة، الأمر الذى نتج عنه فصل جانبى النفق عن بعضهما البعض، وهو ما دفع المسئولين لإعادة إنشاء ممشى لعبور النفق، دون مراعاة لضعفاء الأمة من المواطنين خاصة ذوى الاحتياجات الخاصة.
وعلى جانب آخر شن المجلس القومى لشئون متحدى الإعاقة، هجوماً حاداً على مشروع النفق بعد أن اقترب من أعماله النهائية نتيجة عدم توافر وسيلة انتقال تعبر بهم أسوار النفق العالية فى ظل استخدام غالبيتهم للكراسى المتحركة ذات العجلات الدائرية، مما جعل من مهمة انتقالهم بوسط البلد مستحيلة.
كما قام المجلس بطبع منشورات تحمل شعار المجلس مصحوبة بصور حية لعيوب مشروع النفق، وتوزيعه على المواطنين بهدف تعريفهم بهذه الأخطاء الفنية التى لن تؤثر عليهم فحسب بل تمتد لغالبية فئات المواطنين، فى ظل حاجتهم الدائمة للتنقل بين الجانبين لانتشار العديد من المحال التجارية بهذه المنطقة، فضلا عن تواجد عدد كبير من المصالح الحكومية والتجارية فى نفس المنطقة، مما يجعل من أهمية توافر وسيلة انتقال آمنة ضرورة ملحة لكل فئات المجتمع وليس ذوى الاحتياجات الخاصة فقط.
وشمل المنشور الذى انتشر فى مناطق متفرقه بالمحافظة وخاصةً بمحيط النفق، بعض الصور لكوبرى المشاة المخصص لعبور المواطنين أعلى مزلقان السكة الحديد وهو ما وصفوه بالتعجيزى بالنسبة لكل ضعفاء الأمة، دون استثناء فى ظل استحالة صعودهم لارتفاع الكوبرى الشاهق، لافتين الى فشل هذه التجربة من قبل بمزلقان أرض اللواء بالقاهرة، عندما رفض المواطنون استخدام الكوبرى وقاموا بكسر الأسوار الحديدية، الأمر الذى يجعل كوبرى الاسماعيلية مهددا بالفشل.
وعلى هذا الأساس، فتحول حلم مشروع نفق الثلاثينى للقضاء على الزحام المرورى، إلى كابوس ليهدد كثيراً من فئات المجتمع الإسماعيلى، نتيجة لوجود بعض العيوب الفنية، والتى شهدت شدا وجذبا بين المحافظ ومواطنى المنطقة المحيطة، على خلفية مطالبتهم بضرورة إنشاء ممشى متكامل بجميع المواصفات الفنية، أمام شارع سعد زغلول، وهو ما وافق عليه المحافظ شرط تحمل التجار جميع تكاليف إنشاء هذا الممشى، وأصدر تعليماته لرئيس الحى بعمل الإجراءات اللازمة لتنفيذ اقتراح المواطنين، غير أن الأمر مر مرور الكرام على المسئولين وباتوا يتنصلون من المسئولية حتى تحول الأمر إلى سراب فى ظل غياب الرقابة على هؤلاء المسئولين.