الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الحضرة الجديدة» معقل لـ«القمامة» وموقف لـ«التكاتك»

«الحضرة الجديدة» معقل لـ«القمامة» وموقف لـ«التكاتك»
«الحضرة الجديدة» معقل لـ«القمامة» وموقف لـ«التكاتك»




الإسكندرية - نسرين عبد الرحيم


تعد منطقة الحضرة الجديدة من المناطق الشعبية والعشوائية حديثة العهد بمحافظة الإسكندرية، حيث لايتجاوز عمر تلك المنطقة ثلاثة عشر عاما فقط، تلك المنطقة التى تقسمها ترعة المحمودية الى قسمين جعلت شهرتها كمنطقة عشوائية تفوق أشهر منطقة «الحضرة القديمة»، نظراً لتحول ترعة المحمودية إلى مقلب يضم أطنانا من القمامة والمخلفات التى يتم حرقها كل مساء وتتسبب فى تلوث الهواء وانبعاث روائح كريهة لا يمكن وصفها.
فحينما تسير فى المنطقة التى تبدأ من كوبرى الزهور تجد رائحة القمامة تغمر الهواء، ناهيك عن وجود أكبر معقل «كارتات» و«عربجية» يتزعمهما أحد الأشخاص الخارجين عن القانون، الذى قام بانشاء مكتب عبارة عن خيمة صنعها من الأقمشة فى أول المنطقة أسفل الكوبرى، إلى جانب انتشار التكاتك بشكل عشوائى وكميات كبيرة جدا، يقودها صغار السن من الشباب، علاوة على انتشار الباعة الجائلين وأصحاب المحلات الذين يفترشون خارج محالهم.
الأمر الذى يجعل المار على قدميه عرضة لصدمة توك توك أو حصان أو ميكروباص، أو ربما تنزلق قدماه بفعل الطين الذى ينتشر فى الشوارع، فضلا عن أن انتشار المبانى العشوائية بالمنطقة، جعل الضغط على شبكة الصرف يزداد بصورة كبيرة ويتهالك بسرعة تفوق الحدود المعقولة.
التقت «روزاليوسف» عددا من أهالى المنطقة لرصد المشاكل التى يعانى منها السكان، والتى تسبب لهم الأمراض والأوبئة..
تقول أسماء، طالبة بكلية الطب البيطرى، إن منطقة الحضرة الجديدة تعد من المناطق العشوائية مثلها مثل مناطق كثيرة بالثغر، لافتة إلى أنها تعانى من عدة مشاكل أبرزها وجود العربجية والخيول الذين يهددون حياة الأهالى بالخطر، مضيفا: تعد الكارتات عالماً أخر داخل الحضرة الجديدة، حيث يسيطر عليها أحد الاشخاص قام بتنصيب نفسه زعيماً عليهم، من خلال إنشاء مقر له عبارة عن خيمة أسفل الكوبرى، وحال وقوع مشاجرة بين العربجية لايمكن لاحد من أهالى المنطقة السيطرة عليها نظراً لاستخدام الأسلحة البيضاء بشكل كبير فى المشاجرات.
وأضافت هبة عاملة بإحدى المحلات المطلة على الترعة، أن تواجد أكوام القمامة على ضفاف الترعة يتسبب فى انتشار الحشرات والزواحف والروائح الكريهة بشكل كبير يوما تلو الآخر، ناهيك عن أنه عندما يتم حرق القمامة تتسبب فى حدوث أدخنة منبعثة تضر بالصدر، مشيرا إلى أن كبار السن يعانون من السير نتيجة لضيق الشوارع وازدحامها بالتكاتك والاحصنة والميكروباصات والذين يسيرون بسرعة وتعلو أصوات  الاغانى بشكل مزعج ناهيك عن انتشار الباعة الجائلين.
وأوضح الحاج محمد، من سكان المنطقة، أن الأهالى يعيشون فى فزع من العربجية ولا أحد يستطيع أن يتحدث معهم حتى لو تم صدامه، موضحا أنه عندما تنشب مشاجرة يتطور الأمر بشكل كبير، مشيرة إلى أن المنطقة تعانى من تراكم المياه فى الشتاء وغرق الشوارع فى الطين وعدم وجود فرصة للسير على الأقدام، مستنكرة من تهالك شبكة الصرف الصحى لازدحام المنطقة بالسكان والمبانى العشوائية غير المرخصة وأيضا قيام البعض بتشييد الأبراج السكنية منذ الثورة دون حسيب أو رقيب.
ونوهت رقية، إحدى السكان، إلى أن المنطقة بها أيضا تجار مخدرات، منوهة إلى أن المنطقة تعانى الزحام الشديد لقيام أصحاب المحلات بالافتراش خارج المحل ما أدى إلى ضيق الشوارع والأذقة.
بينما أكد الشيخ صالح، أن هناك طريقا فى آخر المنطقة تسير فيه السيارات بشكل سريع ولا يوجد به مطبات على الإطلاق ما جعل هناك العديد من الحوادث، مناشداً المسئولين بضرورة عمل مطبات لإجبار السيارات على السير بهدوء.
وطالب ياسر محمود،  مؤسس إحدى الجمعيات الأهلية، مؤسسات المجتمع المدنى بالتكاتف مع المحافظة لتحسين الطرق بالثغر وإزالة الإشغالات والتخلص من أسباب الزحام والعشوائية، لافتاً إلى ضرورة الاهتمام بمشكلة البناء العشوائى، مشددا على ضرورة توعية الشباب بأهمية العمل التطوعى بحيث لا يظهر أى مرشح فى تحسين صورته لينصبه المواطنون ويزكونه فى الانتخابات المقبلة من خلال قيامه برصف شارع أو تحسين الخدمة.