الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رشاد كامل يكتب: مجزرة باريس وفضائيات «التدليس»!

رشاد كامل يكتب: مجزرة باريس وفضائيات «التدليس»!
رشاد كامل يكتب: مجزرة باريس وفضائيات «التدليس»!




لا يوجد إنسان عاقل واحد فى هذا العالم يمكن أن يبدى ذرة تعاطف مع تلك الجريمة البربرية البشعة التى حدثت تجاه مجلة تافهة دأبت على السخرية من الأديان السماوية.
مجلة تافهة استغلت حرية التعبير وراحت تزدرى الأديان والأنبياء ولم يكن يسمع باسمها أحد، حتى جاء الإرهابيان الفرنسيان من أصل جزائرى وقاما بما قاما به من مجزرة بشرية ترفضها كل الأديان السماوية.
الجريمة المروعة هزت العالم كله شرقه وغربه شماله وجنوبه مؤمنيه وملحديه وكان هذا التضامن العالمى والوقفة المليونية الحاشدة لمحاربة الإرهاب فى كل مكان!!
أخيرًا صدق العالم واعترف بما كانت تحذر مصر منه منذ تسعينيات القرن الماضى، ولم يلتفت العالم لتحذيرات وتنبيهات مصر طوال ربع قرن من تزايد مخاطر الإرهاب.
لقد تابعت الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية (الحرة، فرانس24، روسيا اليوم، تركيا العربية، الصين) أحداث الجريمة المروعة ورصدت أحداث مظاهرات باريس الحاشدة يوم الأحد الماضى.
راح الضيوف والأساتذة والمحللون فى هذه الفضائيات يشرحون ويحللون ما جرى، لكن المؤسف والمحزن أن واحدًا منهم لم يتحدث عن مصر ومعاناتها مع إرهاب أسود بغيض ارتدى ثيابًا دينية!!
الكل تحدث عن مجزرة «شارلى إبدو» ولم يتحدث واحد منهم عن عشرات المجازر والمذابح الإرهابية التى طالت الشعب وجنود الجيش والشرطة طوال سنوات على أيدى هؤلاء القتلة!!
ولم يفتح أحدهم فمه بكلمة واحدة عن مساندة العواصم الأوروبية لهؤلاء القتلة وإيوائهم بل ومنحهم حق اللجوء السياسى بل والدفاع عنهم!
لم يتحدث واحد من هؤلاء الضيوف عن انتهازية وازدواجية الإعلام الغربى، عندما يلح ويلت ويعجن فى محاكمة الإرهابيين الذين قتلوا خيرة أبنائنا فى كرداسة والمنيا وسيناء وعشرات الأماكن!!
حتى الضيوف من المتحدثين العرب أصابهم الخرس وفقدوا ذاكرتهم وراحوا يتحدثون عن الإرهاب بشكل هلامى همايونى، ولم يذكر أحد أن كل هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية ولدت من رحم جماعة الإخوان، وأن بعض هذه الحركات تلقت الدعم المادى والمعنوى من الدول الكبرى ومخابراتها.
فضائيات العالم وصحافته تبكى وتحزن ــ ومعها ألف حق ــ على ضحايا مجزرة باريس، لكنها لم تذرف دمعة واحدة أو تصدر بيانًا واحدًا تبدى فيه تعاطفها ــ حتى ولو كان بالكلام ــ مع شهداء مصر على مدى سنوات طويلة.
لكن كله كوم وما فعلته الفضائيات الإرهابية التى تبث من استانبول عاصمة السلطان «أردوغان» فلم تعرف أو تسمع باسم هذه المجزرة، ولم تذكر عنها شيئًا، إنها مشغولة بما هو أخطر وأكبر وأعظم.
هذه الفضائيات (رابعة ومكملين ومهرتلين والشرق ومصر الآن) فإن نجومها الأشاوس المسعور المذعور «محمد ناصر» وتابعه بقلظ «معتز مطر» والأخ «زوبع» و«سودان» فلا يشلغهم إلا زيارة الرئيس «السيسى» للكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد.
الفاهم قوى فيهم وصف الزيارة بأنها غير جائزة شرعًا، والفهيم الجهبذ اعترف بأنه لا يجوز تهنئة نصرانى، فما بالك بزيارة رئيس الدولة لهؤلاء النصارى.
أما قلة أدب وسوء تربية المتصلين بهذه البرامج فهى شىء لا يمكن تصوره، ولا يمكن كتابته أو حتى نطقه إلى فى مواخير!!
وهل يصل الأمر بهم لسب دين مشايخ وقساوسة (يا ساتر يا رب).
وأقل ما يقال عن هذه الفضائيات أنها تحترف التدليس وتمارس التهجيص دون خجل!! اخص على كده!!