الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجرائم الإرهابية تضع الجماعات المتطرفة على «مشانق» أوروبا

الجرائم الإرهابية تضع الجماعات المتطرفة على «مشانق» أوروبا
الجرائم الإرهابية تضع الجماعات المتطرفة على «مشانق» أوروبا




ترجمة ـ سيد مصطفي
 

ذكرت صحيفة «البايس» الإسبانية أن ضحايا الإسلام المتشدد  أصبحوا أكثر من الضحايا المباشرين للهجمات الإرهابية، حيث يعاني  السكان المسلمون المقيمون فى أوروبا مأساة حياتية بسبب الصورة الخاطئة التى نقلت عن الإسلام عبر تلك العمليات الإرهابية، التى كان آخرها العملية التى حدثت موخرا بفرنسا، بعد أن أصبحوا مراقبين كظلهم من مختلف جيرانهم الأوروبيين.

وباتت الشكوك تحوم فوق أى عمل جماعى خاص بهم خاصة من  اليمين المتطرف، وصاحب ذلك تحذيرات من الخبراء من تفشى ظاهرة «الإسلاموفوبيا» أو الخوف من الإسلام فى القارة، والتى قد ينتج عنها هجمات على المساجد وتمييز وظيفى ضد المرأة المسلمة.
 وبينت «البايس» أنه على الرغم من أن تفاصيل ما حدث فى العملية الأخيرة غير معروفة حتى الآن، إلا أنه يثير القلق لأنه سيزيد مستوى الخوف من الإسلام فى أوروبا بعد الاعتداء الذى وقع فى فرنسا.
وأكدت الصحيفة أنه لا يوجد أى معلومات دقيقة فى جميع أنحاء الاتحاد الأوروبى حول اضطهاد المسلمين، ولكن قدمت العديد من الشكاوى إلى الاتحاد منها منع ارتداء الحجاب، وإشعال النار فى أماكن العبادة، وقد بدأت وكالة الحقوق الأساسية فى الاتحاد الأوروبى فى جمع البيانات لتقديم رؤية كاملة العام المقبل.
وأضافت الصحيفة أنه فيما يتعلق بردود الفعل التى تحدث بين الاتهامات الأوروبية  للمسلمين وميل بعض منهم إلى ارتكاب أعمال عنف، قامت الوكالة الأوروبية بإجراء دراسة فى عام 2010، أكدت أن الأشخاص الذين وقعوا ضحايا للتمييز معرضين لخطر أكبر  وهو اعتماد المواقف العنيفة فى حياتهم، مبينة أن واحدًا من كل أربعة من الشباب الذين شملهم الاستطلاع فى «فرنسا ـ إسبانيا ـ المملكة المتحدة».
وفى نفس الوقت اعترفت الصحيفة بوجود 70 من الإسبان أو الأجانب المقيمين فى إسبانيا حاليا يقاتلون فى صفوف منظمة «داعش» الإرهابية، الأمر الذى يحميهم من مخاطر التنظيم، فضلا عن أن خبراء أمنيين أكتشفوا «اندماج متزايد» للمرأة فى سوريا، الأمر الذى يعكس بدوره ازدياد عدد الأطفال المنضمين لداعش.
 وفى السياق ذاته علق المحلل الإسبانى مانويل باثكيس مونتالبان، على حادث شارل إبدو الأخير فى فرنسا بأن خليفة تنظيم داعش الإرهابى يواجه أوروبا، مؤكداً أن أبوبكر البغدادى فعلاً بات موجوداً داخل أوروبا، وعلى ذوى الخبرة أن يعلموا كيف نجح «محاربوه» فى التوغل بقلب القارة.
وأشار المحلل إلى أن الخليفة يريد أن يضع حدًا لحرية الأوروبيين وأفعالهم العنيفة وذلك عبر طريقين، الأول: التخلى عن الحرية، من خلال فرض القوانين المقيدة لحرية التعبير عن الأفكار، حيث يكون للناس فقط الحق فى الدفاع عن أنفسهم  أمام المحاكم، وعدم المساس بالرموز أو الأساطير «الإسلاميةـ المسيحيةـ اليهودية ـ العلمانية»، إلى جانب ما اسماه المحلل وسائل الإعلام الممولة من قبل الإرهابيين، والتى تعتمد علي  تقييد الحريات السياسية وسيادة القانون ودعم التعذيب والاختطاف.
ونوه مونتالبان إلى أن أوروبا تعتمد على وصول المهاجرين إليها بنسب كبيرة، فى الوقت الذى تتبنى فيه الجبهة الوطنية الفرنسية أو الألمانية منهج «الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب» للحد من وجود المسلمين فى أوربا، منوها إلى أن عدم اندماج الأوروبيين مع المهاجرين يؤدى بالحتم إلى اختفاء أوروبا.
ولفت المحلل إلى عدم وجود فكر مماثل لـ«الإسلاموفوبيا» فى أوروبا سوى فكر «الخلافة»، الذى يتزامن مع فكرة الإسلام الذى يستند إلى قيمة حرفية لقراءة القرآن الكريم، ويساند هذا الفكر الحكومات التركية والسعودية التى تقوم بشكل مقنع لهذا النموذج من فهم الإسلام.
وفى نفس السياق ذكرت صحيفة البايس أن اليمين المتطرف فى أوروبا نجح فى استغلال الهجمات التى وقعت فرنسا، وأنها خير مثال للترويج للأفكار التى دعا لها لسنوات، وهو محاولة لمناهضة ما يسمى «صبغ القارة الأوروبية» من المهاجرين ذوى الأصل المسلم من فرنسا إلى السويد، مرورا بالمملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا.
وأكدت الصحيفة أنه بعد عدة أسابيع،  من إثارة  مسيرات الوطنيون الأوروبية ضد أسلمة الغرب «بيجيدا» فى ألمانيا، استفادت الحركة  من باريس لتبرير الهجمات على المسلمات، منوهة إلى أنها ليست الوحيدة فى ألمانيا، حيث إنها بلد لا يتردد فى تشويه صورة أى أقلية بسبب ماضيها القريب.
وأضافت البايس أنه قام 7 نواب فى البرلمان الأوروبى ببحث ومطالبة الأطراف الرئيسية بالنظر بجدية فى ما أسموه، الإستمرار فى اﻻفتراء على بيجيدا.