الرئيس يؤكد ضرورة تثبيت دعائم الدولة والحفاظ على مؤسساتها

كتب - أحمد إمبابى ونسرين عبدالرحي ومحمود محرم وداليا سمير


دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى رؤساء وقيادات الاحزاب السياسية الى التخلى عن المصالح الخاصة لاستعادة  قوة الدولة  وزيادة القدرة على تحقيق آمال وطموحات الشعب المصرى، وشدد على اهمية دور الاحزاب السياسية فى تشكيل الوعى لدى المواطنين وتبنى القضايا التى تهدف الى تحقيق مصلحة الوطن جاء ذلك خلال استكمال مناقشة المشهد السياسى مع قادة الاحزاب والقوى السياسية.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بان الرئيس استهل لقاءه مع رؤساء الاحزاب السياسية بعرض تطورات المشهد السياسى المصرى مشيرا الى ان مصر تعرضت خلال السنوات الماضية لظروف صعبة أثرت بشكل مباشر على قدراتها، مؤكدا ان الهدف الاستراتيجى فى الوقت الحالى يتمثل فى تثبيت دعائم الدولة المصرية والحفاظ على مؤسساتها .
اضاف ان الرئيس السيسى اكد ان البرلمان المقبل سوف يتمتع بصلاحيات واسعة، وهو ما يستدعى اختيار افضل العناصر القادرة على الاضطلاع بالمسئوليات الملقاة على عاتقها ومواجهة التحديات الجسيمة التى تواجه مصر من اجل العبور بالوطن فى هذه الظروف الحرجة التى يمر بها .
وشدد الرئيس على حرصه الكامل على عدم تدخل الدولة ومؤسساتها فيما يجرى حاليا على الساحة الداخلية من تكتلات وتحالفات حزبية أو سياسية خاصة بالعملية الانتخابية حتى لا يؤدى ذلك إلى وجود حالة من الاستقطاب والانقسام.
واكد ان انحيازه الوحيد هو للشباب، مشيرا الى أهمية اشراكهم بشكل فعال فى الحياة السياسية وتشجيع ترشحهم فى الانتخابات البرلمانية، واشار الى الاهتمام الكبير الذى توليه مؤسسة الرئاسة للشباب والمرأة، وهو ما انعكس فى ارتفاع حجم تمثيلهم فى المجالس المتخصصة التابعة لرئاسة الجمهورية .
 وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسى على التزام الدولة باجراء انتخابات حرة ونزيهة، وان يعكس البرلمان القادم كافة الاحزاب السياسية، حيث دعا فى هذا الشأن الاحزاب الى تشكيل تكتلات تضيف من قوتهم على الساحة السياسية وتعزز قدرتهم على المساهمة بفاعلية فى أنشطة البرلمان القادم .
 واستعرض الرئيس عددًا من التحديات الداخلية والاقليمية التى تواجه مصر فى الوقت الحالى، مشيرا الى الجهود المبذولة للقضاء على الفساد مؤكدا ان الامر سوف يستغرق وقتا لتصحيح الممارسات الخاطئة التى سادت خلال السنوات الاخيرة، كما تناول عددا من التحديات الاقتصادية والمشروعات الكبرى الجارى تنفيذها  لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية الشاملة.
وفى حواره المفتوح مع رؤساء الاحزاب تم مناقشة العديد من الموضوعات، حيث اشاد قيادات الاحزاب السياسية بالبيان الذى ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسى بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف وزيارته لمقر «الكاتدرائية».
واشار العديد من رؤساء الاحزاب الى أهمية المضى قدما فى تجديد الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتطرق رؤساء الاحزاب الى الاستعدادات الجارية للانتخابات البرلمانية القادمة وطرحوا عددًا من الملاحظات حول قانون الانتخابات واكد بعضهم على أهمية وضع ميثاق شرف حزبى تلتزم به كافة الاحزاب السياسية خلال المعركة الانتخابية، كما تطرق البعض الى موضوعات العدالة الاجتماعية وخطط التنمية اضافة الى عدد من القضايا الخاصة بالحقوق والحريات العامة ولاسيما الافراج عن عدد من الشباب المحتجزين وقانون  التظاهر، وقد طالب الرئيس فى هذا الصدد بمراجعة موقف الشباب المحتجزين حرصا على مستقبلهم، واطلاق سراح من تثبت براءتهم، مؤكدا أهمية التوازن بين ضمان الحقوق والحريات من جهة وارساء دعائم الامن والاستقرار من جهة أخرى.
وكان قد عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى اجتماعا امس مع عدد من الاحزاب السياسية بمقر رئاسة الجمهورية ممثلة فى «المصرى الديمقراطى الاجتماعى، والوفد الجديد، والمصرييين الاحرار، والنور، والغد، وحماة الوطن، والاصلاح والتنمية، والمؤتمر، والتحالف الشعبى الاشتراكى، والتجمع الوطنى الوحدوى، ومستقبل وطن، والحركة الوطنية، والدستور، والسادات الديمقراطى، ومصر الحديثة .
ومن المقرر ان يلتقى الرئيس اليوم بعدد آخر من الاحزاب والقوى السياسية .
وفى سياق متصل اشاد عدد من رؤساء الاحزاب السياسية بلقائهم مع الرئيس السيسى مؤكدين انه كان لقاء وديا للغاية تحدث فيه الرئيس عن كافة الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والجهود التى تبذلها الحكومة داخليا وخارجيا مع الاشقاء العرب والجهات المانحة لتحسين الاوضاع فى مصر
وقال محمد أنور السادات «رئيس حزب الإصلاح والتنمية» إن لقاء الرئيس بالأحزاب كان لقاءً وديًا للغاية تحدث فيه الرئيس بكل صراحة عن جميع  الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والجهود التى تبذلها الحكومة داخليًا وخارجيًا مع الأشقاء العرب والجهات المانحة لتحسين الأوضاع فى مصر.
وأوضح السادات فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن الرئيس يعتبر نفسه مكلفًا بمهام جسيمة تتعلق بحياة ومستقبل كل المصريين كما أن الأحزاب كلها يعتبرها السيسى ظهيرًا حزبيًا وأشار إلى أن الدولة غير داعمة لأى تحالف أو قائمة بعينها وأن الانتخابات سوف تتم بحيادية ونزاهة واستقلالية تامة وفقًا لإرادة المصريين، كما أنه أوضح حرصه التام على سلامة أبنائه من شباب الجامعات وعلى حريتهم.
وأضاف رئيس حزب الإصلاح والتنمية أنه ناقش مع الرئيسى السيسى ما يتعلق بالإرهاب والأوضاع فى سيناء وما يتعلق بالحدود مع ليبيا وأيضًا تمكين الشباب سياسيًا وما يتعلق بالمحليات وحرية عمل منظمات المجتمع المدنى طالما يتم ذلك وفقًا للقانون والقواعد المنظمة لعملها، كما تم التطرف لقانون التظاهر، حيث أوضح الرئيس أن التظاهر فى كل دول العالم يتم من خلال قانون ينظمه ويمكن إجراء أى تعديلات عليه من خلال البرلمان المقبل.
وأكد الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد، خلال لقائه برؤساء الأحزاب أمس، أنه لن يدعم أى قائمة فى انتخابات مجلس النواب المقبلة وأن الانتخابات ستكون نزيهة تمامًا، جاء عند سؤاله عن دعمه لقائمة الدكتور كمال الجنزورى فى الانتخابات.
وأوضح مخيون أن الرئيس أكد أنه إذا  اجتمعت كل القوى والأحزاب على قائمة واحدة ففى هذه الحالة يمكن أن يدعمها.
وأكد مخيون فى الكلمة التى ألقاها خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى برؤساء الأحزاب أمس - دعم حزب النور للرئيس ولمؤسسات الدولة حتى تتمكن من استعادة هيبتها، مشيرًا إلى أن الحزب يرفض سياسة الإقصاء تمامًا، محذرًا من ممارسة بعض القوى لتلك السياسة خلل الفترة الراهنة.
وقال سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع أكد خلال لقائه برؤساء الأحزاب السياسية احترامه للحياة الحزبية وتقديره لأهمية دور الأحزاب السياسية.
وأضاف عبدالعال فى تصريحات خاصة «أن الرئيس قد شدد على الأحزاب أن ينتقوا مرشحى البرلمان المقبل وأن يكونوا مدركين للحياة السياسية وأن يتمتعوا بنزاهة وشفافية تصلح للانتخابات.
وأشار رئيس حزب التجمع إلى أن الأحزاب المصرية جميعها قد تلغى تحالفاتها وتتجه من جديد للتوحد حول قائمة واحدة وذلك وفقًا لدعوة الرئيس للتوحد من أجل مصلحة الوطن، مضيفًا أن الرئيس قد استجاب لاقتراح بعض الأحزاب لكشف الأحزاب الممولة من الخارج والداعمة للإرهاب.