الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

100 ألف مسيحى هاجروا بعد حكم الإخوان




 
رغم اختلاف الأرقام حول طلبات الهجرة الرسمية للأقباط من مصر إلى دول أخرى أغلبها إلى أمريكا ودول أوروبا واستراليا، إلا أن هناك حقيقة واحدة وهى أنهم بالفعل طلبوا الهجرة خوفا على حياتهم واستثماراتهم ومصالحهم فى مصر بعد سيطرة الإسلاميين على مقاليد الأمور فيها فى الشهور الأخيرة، الأمر الذى ينذر بكارثة كبرى نتيجة سحب استثمارات ضخمة للأقباط الذين يسيطرون على عدد كبير من الأسواق ومنها الذهب والتحف والخزف وغيرها.
 
 
وبدأت عمليات الهجرة من مصر تتزايد قبل الثورة وتحديدا منذ حادث كنيسة القديسين وأسوان ونجع حمادى، وكانت أول الأرقام الصادرة من منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان وأفادت بأن 100 ألف مسيحى هاجروا من مصر إلى أمريكا وكندا وأستراليا ودول الاتحاد الأوروبى، وآراء أخرى تقلّص الرقم إلى 4٠٠٠، وحاليا، وبعد فوز تيار الإسلام السياسى بأغلبية مقاعد البرلمان فى المرحلة الأولى من الانتخابات تداولت وسائل الإعلام أخبارا عن طلب 10٠٠٠ قبطى للهجرة.
 
 
تقرير منظمة الاتحاد المصرى أكد أن ما يقرب من 100 ألف قبطى هاجروا من مصر بعد استفتاء 19 مارس الماضى، وأحداث العنف الطائفية ضد الأقباط، بدءا بصول، مرورا بإمبابة، وصولا إلى المريناب وماسبيرو، وأوضح التقرير أن المنظمة رصدت بعض النسب فى هجرة المصريين للخارج من واقع ما تجمّع لديها من الكنائس القبطية فى الخارج.
 
 
ووزع التقرير أرقامهم كالآتى: نحو 16 ألفا فى ولاية كاليفورنيا، ونحو 10٠٠٠ فى ولاية نيوجيرسى، ونحو 8٠٠٠ إلى نيويورك، وما يقرب من 8٠٠٠ فى باقى الولايات الأمريكية، و14 ألفا فى أستراليا، و9٠٠٠ فى مونتريال فى كندا، و8٠٠٠ فى تورنتو فى كندا، و20 ألفا فى دول أوروبا، فى هولندا وإيطاليا وإنجلترا والنمسا وألمانيا وفرنسا. وكان احد الكتاب والمفكرين من الأقباط – طلب عدم ذكر اسمه - قد أعد إحصائية عن أعداد المصريين بغض النظر عن ديانتهم، الذين هاجروا إلى الخارج خلال عام 2011 طبقا لمصادر دبلوماسية، وقال إن ما تناقله بعض المواقع القبطية، عن أن عدد المهاجرين الأقباط تزايد، خصوصا بعد ثورة 25 يناير، هو كلام أسطورى، كما أن ما نُشر عن مقاطعة الأقباط الانتخابات بعد مذبحة ماسبيرو، هو كلام أسطورى أيضا، والدليل هذا الكم من الأقباط الذين شاركوا فى المرحلة الأولى من الانتخابات.
ولفت المفكر القبطى إلى أن أرقام وإحصائيات الهجرة فى عامى 2010 و2011 وفق إحصائيات مصادر دبلوماسية مطلعة فى سفارات الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، تقول إن 6411 مصريا هاجروا إلى تلك الدول عام 2010، مضيفا أنه فى عام 2011 لم يحصل على حق الهجرة إلى تلك الدول حتى نهاية أكتوبر إلا 3804 مصريين بانخفاض بنسبة 59% عن عام 2010 وأنها أرقام تخص هجرة المصريين بغض النظر عن ديانتهم.
 
وادعت دراسة أخرى، صادرة عن وكالة الأنباء القبطية، وجود حالة هروب جماعى للأقباط عقب أحداث كنيسة القديسين ليلة رأس السنة الميلادية 2010 وصولا لأحداث ماسبيرو. وزعمت الدراسة أن ما لا يقل عن 30 ألف قبطى، تركوا مصر خلال الشهور الماضية، وهاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، أستراليا، نيوزيلاندا، فرنسا، هولندا، ألمانيا، إيطاليا والإمارات العربية المتحدة.
 
 
قال المستشار نجيب جبرائيل أن منظمته «الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان» رصدت خلال الأيام الماضية ومنذ أن أعلن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية عن عودة مجلس الشعب المنحل من خلال مراقبيها العشرات بل المئات يحتشدون منذ الصباح الباكر على السفارات الأجنبية بمصر وخاصة الأمريكية والكندية مطالبين الحصول على تأشيرة.
 
 
واضاف جبرائيل ان هذه ليست هى المرة الاولى التى يطلب فيها الاقباط بالآلاف الرغبة فى عدم البقاء فى مصر فقد رصدت المنظمة عددا ضخما منذ مارس 2011 وحتى شهر ديسمر 2011 الا ان النسبة بدأت بالتزايد بشكل مخيف عند وصول الإسلاميين للحكم وظهور ما يسمى بتيار الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وكذا ظاهرة اختفاء القاصرات المسيحيات واللاتى بلغن أكثر من عشرين فتاة قاصر فى أقل من شهرين ولم يعرف مصيرهن مما زاد مخاوف الأقباط.
 
واشار جبرائيل إلى أن ذلك يعيد تكرار ما حدث فى العراق والذى لم يعد عدد سكان المسيحيين فيه يزيد عن اربعمائة ألف مسيحى من عدد ما يقارب مليونى مسيحى وكذا ما حدث فى لبنان من تقلص نسبة المسيحيين إلى ما لا يزيد على 32% من عدد سكان المسيحيين وفى فلسطين حيث لا يجاوز عدد المسيحيين عشرين ألف مسيحى.
 
واضاف جبرائيل أنه إذا استمر الحال كذلك فى التضييق على المسيحيين وعدم كفالة حرية ممارسة عقائدهم وبناء كنائسهم حقهم فى الوظائف العليا وحرمانهم من التمثيل السياسى المناسب فان ذلك ينذر بخطر تقلص المسيحيين فى تلك البلدان إلى حد الندرة مما يخل بالتركيبة السكانية للبلاد ويهدد استقرارها الاقتصادى والاجتماعى إذ من بين هؤلاء الذين تركوا البلاد ومن ينوون تركها الكثير من كبار رجال الأعمال.
 
وأنهى جبرائيل تقريره بمطالبة رئيس الدولة باعادة صياغة التعامل مع المسيحيين على قاعدة المساواة والمواطنة غير المنقوصة.
 
وقال جوزيف ملاك مدير المكتب المصرى للدراسات الإنمائية وحقوق الإنسان المتخصص فى الشأن القبطى إنه بعد فوز محمد مرسى انتشرت شائعات بوجود هجرات منظمة للأقباط وقد زاد من انتشارها الوضع السياسى وحالة الفزع التى شابت المجتمع المصرى كله سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين معتدلين.
 
واضاف أن المركز قام بعمل دراسة على مجموعة من رجال الأعمال الأقباط وبعض العائلات القبطية المعروفة للتأكد من صحة مانشر عن هجرة بعضهم وتأكدنا أن كل ماقيل لا أساس له من الصحة.
 
وأشار على مدار العشرين عاما الماضية هاجر مايقرب من ثلاثة ملايين قبطى ولم تكن أسباب الهجرة «الهروب من الحكم الدينى» وانما سعيا لحياة أفضل ومستوى اجتماعى واقتصادى أعلى وهذا هو حال ملايين من المصريين أيا كان دينهم، فالسعودية بها 2 ونصف مليون مصرى وأيضا العديد من دول الخليج العربى بها مصريون بغض النظر عن الوضع السياسى.
 
 
وقال: هناك أزمات مفتعلة مثلما اثيرت أزمة زيارة الاقباط للقدس والموقف السياسى هو الذى طرح هذه الشائعات ولو كان هناك تخوف كان الأولى للأقباط أنهم يتركون مصر فترة الاضطهاد الرومانى وبالتالى الحديث عن الهجرة لوصول الإخوان للحكم غير صحيحة وغير منطقية.
 
وأضاف حالات الهجرة فردية ولا نستطيع أن ننكر أن وصول الإسلاميين للحكم خلق حالة من الفزع عند المصريين عامة.
 
 
وأضاف أن كل الدراسات التى تصدر من بعض الجمعيات وبها ارقام محددة لعدد الأقباط الذين هاجروا لا نطمئن إليها شكلا وموضوعا لأن مثل هذه الأرقام تدخل فى إطار الامن القومى ولا تستطيع أى منظمة تحديد الإعداد ولا نثق فيها.
 
 
مشيرا إلى أن إجراءات الهجرة تطلب العديد من الإجراءات التى تستغرق وقتا يتراوح بين ستة أشهر وعام كامل وبالتالى لا نستطيع أن نقول أن الأقباط هاجروا بعد تولى مرسى الحكم.
 
أنا متاكد ان من يجد فرصة للهروب من بطش الحكم الإسلامى سوف يستغلها هكذا بدء رمسيس النجار المحامى حديثه عن هجرة الأقباط، موضحا ان هناك اتجاها عاما لدى الأقباط والمسلمين المعتدلين والمثقفين والادباء والفنانين للهجرة بعد وصول الإسلامين للحكم.
 
 
 
واضاف: أن الأقباط فعلا أصابهم نوع من أنواع الهلع عندما وصل الإسلاميون للحكم لعدة اسباب منها لأن الأقباط منذ نعومة أظافرهم يدرسون بأن الإخوان فصيل سياسى غير مؤتمن على الأقباط وقد يصل الأمر بالفتك بالأقباط وتضييق الخناق عليهم.
 
السبب الثانى أن الدول الدينية قد غاصت فى هوة عميقة من التخلف كما حدث فى السودان والصومال وعمليات التقسيم وهجرة المسيحيين منها.
 
 
 كما أن النظام السابق كان يبعث برسائل بانه كان يحمى الأقباط من التيار الإسلامى.
وأشار إلى أنه بعد الثورة حدث العديد من الاعتداءات على الكنائس ومنع الصلاة بها مثلما حدث بالعامرية بالإسكندرية وبالفعل الأقباط انصاعوا لهذا القرار الذى أصدره شيوخ السلفيين هناك.
 
كل هذه العوامل تؤدى إلى تفكير الأقباط بالهجرة مشيرًا إلى أن ما يقال تسهيل بعض الدول لاجراءات الهجرة شائعات لأن الهجرة محكومة بضوابط معينة وإجراءات كما ان الدول التى أشيع عنها تسهيل الهجرة اليها مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا لديها قناعة بأن وصول التيار الإسلامى هو نتيجة للديمقراطية وصناديق الانتخاب.
 
 
وأضاف المفكر القبطى كمال زاخر: أن الهجرة فى أى مجتمع مرتبطة باستقرار أو عدم استقرار الوضع السياسى بها وبالتالى فان اى مرحلة ارتباك بتزيد من الهجرة وخاصة للطوائف التى تشعر بأنها مهددة.
 
موضحا انه من الطبيعى أن تزيد هجرة الاقباط وخاصة بعد الارتباك الذى يمر به المجتمع منذ الخامس والعشرين من يناير حتى وصول الإسلاميين للحكم.
 
مشيرا إلى أنه عندما تستقر الاوضاع الأمنية والسياسية وتزول كل التخوفات التى نتجت عن صعود التيار الإسلامى سوف تنحسر هذه الظاهرة.
 
 
وقال: اللجوء للهجرة شأن طبيعى وانسانى إذا شعر المواطن بعدم الامان وعن الاعداد التى لجأت للهجرة قال: اننا فى مصر لدينا ظاهرة عدم «احترام الارقام» وذلك لغموض الجهات المعنية باصدار هذه الأرقام وكأن الحديث عن عدد الأقباط سر عسكرى لدرجة أن هناك من يعتقد أن الأقباط مازال تعدداهم 2 مليون وهو نفس تعدادهم عام 1952وبالتالى حالة التعتيم على الأرقام تعطى الفرصة لانتشار الشائعات والاجتهادات فى حين أنه ممكن للجهات المختصة بذلك مثل الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء إصدار الأرقام الحقيقية وعدم ترك المجال لأى اجتهادات.
 
وأضاف فادى يوسف عضو ائتلاف اقباط مصر لا نستطيع أن ننكر وجود هجرة للأقباط من مصر والتى تصاعدت منذ بداية الستينيات.
 
 
وأضاف: أنا شخصيا لدى الكثير من الأقرباء والأصدقاء هاجروا إلى دول كثيرة الأكثر منهم ليس للبحث عن وظيفة افضل أو دخل او حياة افضل بل لغياب الامن وهذا الامر ينطبق على كل الشعب المصرى بشكل عام وهناك ايضا فئة تعانى من التهميش.
 
 
موضحا أن من يوفر الأمان للأقباط ليس غير الله أولا واخوتهم المسلمون ثانيا فلم ولن يوجد نظام أو قانون أو دستور يكفل الأمان للأقباط بل شركاء الوطن هم فقط القادرون على استيعاب واحتواء الأقباط بالأخص فى الظروف المستجدة.
 
 
مشيرا إلى أن الاقباط عندما يهاجرون من مصر يتركون المكان ولكن الوطن يبقى فى قلوبهم أينما ذهبوا ومثال على ذلك مجدى يعقوب وغيره الكثير من الأقباط.
 
 
وقال أؤمن بمبدأ عدم التهجير أو الهجرة ولكن المخيف أكثر أن هناك من هاجروا بشكل غير شرعى والتى لايمكن أن ترصد إلا من خلال احاديث البعض للبعض ولا نستطيع احصاءها وأعتقد انهم اكثر ممن هاجروا شرعيا.