«ساحل العاج» تخوض المهمة المستحيلة!

تنطلق الليلة مباريات الجولة الأولى للمجموعة الرابعة ببطولة كأس الأمم الافريقية المقامة حاليا فى غينيا الاستوائية بلقاءى منتخب كوت ديفوار مع غينيا والكاميرون مع مالى.
لأول مرة منذ سنوات طويلة سنشاهد المنتخب الإيفوارى الرهيب بدون اسطورته ديدييه دروجبا الذى تمسك بقرار اعتزاله الدولى ورفض قيادة بلاده فى البطولة لكن الفريق العاجى مازال قويا بدرجة كبيرة ليكون واحدًا من اقوى المرشحين للتتويج باللقب.
وكالعادة خلال العقد الأخير يدخل المنتخب الايفوارى وهو مرشح للتتويج لكن المشكلة بشكل عام تتمثل فى أن الإنجازات لا ترتقى دائمًا إلى حجم التوقعات التى تصاحب الأفيال فى البطولات ومن ثم لم يحرز المنتخب الإيفوارى لقب كأس الأمم الأفريقية سوى مرة واحدة على مدار 20 مشاركة سابقة له فى النهائيات. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الإيفوارى شهد فى السنوات الأخيرة الجيل الذهبى الثالث له بعد جيل الستينيات وجيل أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضى وكان هدف الفريق الحالى هو تتويج تألقه على الساحة الأفريقية بلقب أفريقى ثان للأفيال. ولكن الحظ لم يحالف الفريق فى محاولاته بالنسخ الأخيرة حتى عندما وصل للنهائى فى 2006 و2012 ليفشل الفيل الإيفوارى الشهير ديدييه دروجبا فى تتويج مسيرته الرائعة مع منتخب الأفيال باللقب القارى الذى طالما راوده حلم الفوز به.
لكن الفريق هذه المرة يبدو انه يمتلك الاصرار والتصميم وما يضاعف الرغبة فى إحراز اللقب أن الفريق خرج صفر اليدين من بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل بعدما كانت كل الظروف مهيأة أمامه للعبور إلى الأدوار الفاصلة للمرة الأولى فى تاريخ مشاركاته بالمونديال. ومع الخبرة الكبيرة التى نالها الفريق بمشاركته القوية فى كأس العالم أعوام 2006 و2010 و2014 وفى البطولات السابقة لكأس أفريقيا، لم يعد أمام زملاء دروجبا سوى البحث عن اللقب الأفريقى الثانى للأفيال. ورغم اعتزال دروجبا، يمتلك الجيل الحالى من لاعبى المنتخب الإيفوارى الإمكانيات التى تساعده على ذلك سواء من ناحية المهارة أو القدرات البدنية أو الخبرة أو التماسك حيث لعب نجومه لفترات طويلة جنبا إلى جنب.
ويضاعف من قوة الفريق الحالى أن كل نجومه، باستثناء حارس المرمى الاحتياطى سيلفان جبوهو (سيوى سبور الإيفواري) واللاعب الشاب روجيه أسالى نجم مازيمبى الكونغولى، من اللاعبين المحترفين.
ولم يكن طريق المنتخب الإيفوارى فى التصفيات مفروشا بالورود حيث تأهل من المجموعة الرابعة التى ضمت معه منتخبات الكاميرون والكونغو الديمقراطية وسيراليون وحل ثانيا خلف الكاميرون مما يعطى انطباعا لدى البعض بأن الفريق ليس مرشحا للفوز باللقب هذه المرة. ولكن تألق يايا توريه الفائز بلقب أفضل لاعب أفريقى فى 2014 للمرة الرابعة على التوالى وجيرفينهو مهاجم روما الإيطالى وعدد من لاعبى الفريق يمنح الأفيال أملا كبيرا فى المنافسة على اللقب تحت قيادة المدرب الفرنسى الخبير رينار.
على الجانب المقابل فإن منتخب غينيا يعد من الفرق الجيدة حيث لديه مجموعة من اللاعبين المحترفين قد يشكلون خطورة كبيرة على الأفيال.
وفى مباراة اخرى بالمجموعة يستهل منتخب أسود الكاميرون البطولة بلقاء صعب أمام منتخب مالى.