الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أسئلة «عبيطة» فى محطات «لقيطة»

أسئلة «عبيطة» فى محطات «لقيطة»
أسئلة «عبيطة» فى محطات «لقيطة»




ما كل هذه المحطات الفضائية اللقيطة والعبيطة التى تملأ سماوات العالم العربى وتتنافس على التفاهة والسفاهة!
محطات لا تعرف كيف بدأت ومن لا يمولها؟! ومن هؤلاء السفهاء الذين يتحدثون فيها على أنهم مذيعون ومذيعات!
أكثر المحطات اللقيطة والعبيطة هى محطات الأسئلة والفوازير، إرسال المحطة كله - بالساعات الطويلة - عبارة عن واحدة هايفة وتافهة شبه عريانة - فى هذا البرد - تناشد المتصلين المشاهدين وهم أكثر عبطا منها - بأن يحلوا هذا السؤال الصعب الذى جائزته عشرة آلاف دولار، أما السؤال المستحيل فهو: ما عاصمة فرنسا هل هى ليون أم باريس أم موناكو؟!
وفى محطة عبيطة أخرى، يصبح السؤال أكثر جدية وعمقا اذكر اسم نبات يتكون من أربعة حروف نصفه الأول «سم» ونصفه الثانى «سم»!
وتصرخ المذيعة الثانية وتتقصع يمينا ويسارا تناشد المشاهدين سرعة الاتصال والإجابة للفوز بالجائزة! عن الأسئلة الحويطة فى محطتها العبيطة!
وتنهال مئات الاتصال العبيطة والساذجة والبلهاء، ويخسرون قيمة شحن الكارت فى اتصالات وهمية!
أما أغرب وأعجب الفضائيات اللقيطة فهى «فضائيات الأعشاب والنباتات الطبية»، حيث يحتل المحطة شخص واحد لا أكثر ولا أقل يتلقى اتصالات المشاهدين، يحكون له عن متاعبهم وأمراضهم بدءا من الصداع النصفى أو الكلى ونهجان القلب وبطء التفكير وسرعة القذف إلى التصغير والتكبير، والرجل الفهيم عنده نبات فعال وأعشاب مفيدة لكل معاناة المشاهدين.
طبعًا لا أستطيع أن أحدثك عن فضائيات أخرى تخصصت فى الترويج للمنشطات الجنسية ذات قوة الحصان وقوة الفيل أو حتى قوة الديناصور، وبين إعلان وآخر تعرض المحطة لفواصل من الرقص، خاصة الراقصات الأجنبيات!
أكثر من عشر فضائيات تخصصت فى «هز الوسط» وهز كل شىء إلا العقل بطبيعة الحال، راقصات من عشرات الجنسيات دول كبرى ودول صغرى، احترفن الرقص وهز الوسط على أغانى وموسيقى عبد الوهاب وبليغ حمدى والموجى وكمال الطويل وغناء أم كلثوم وشادية ونجاة وصباح.. وهات يا رقص طوال ساعات البث.
وبعد متعة العين والبصر تأتى متعة «البطون»، فلا تخلو محطة فضائية من برنامج أو أكثر عن الأكل وفنونه وسنينه، بل هناك محطات بكاملها مخصصة للطبيخ وفن الطبخ!
ولعل أغرب ما فى برامج ومحطات الطبيخ هو أسئلة الستات للشيف مقدم البرنامج، ومن نوعية هذه الأسئلة: ازاى نسلق البيض من غير القشرة ما تنكسر؟! أو كم جرامًا من «السُماء» يلزم لوجبة يتناولها خمسة أفراد؟! أو سؤال خطير لمتصلة تقول: ليه الكيكة اللى بعملها بتطلع مبططة؟! أو سؤال من بنوتة على وش جواز تسأل نفسى أعرف مقادير البشاميل إيه بالضبط؟!
طبعا لن أحدثكم عن تليفونات الإعجاب والشحتفة: أنت أعظم شيف فى الدنيا؟! إحنا بنحبك قوى؟! عاوزين نعمل جروب باسمك؟!
كله بيرقص، وحياتك كله رقص، سواء كانت البرامج سياسة أو طبيخ وبفتيك أو رقص وهز وسط، أو ناشط سياسى راقص يتراقص من محطة لأخرى، يهاجم ما كان يدافع عنه بالأمس، ويدافع عمن كان يهاجمه منذ أيام!
لقد أصبح «النخبوى السياسى» - غالبيتهم - راقصا نخبويا بامتياز يرقص ويتراقص حسب النغمة والموسيقى السائدة والشائعة، فلا مانع من أن يرقص ويتراقص على موسيقى الرأسمالية، ويرقص ويتراقص فى برنامج آخر على أنغام الموسيقى الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، يرقص على أنغام الفلول وموسيقى الثوار، يتراقص على نغمات الليبرالية والعلمانية أو الأصولية.
لكن كله كوم، والرقص على الموسيقى التركية كوم تاني، فضائيات «رابعة» و«مكملين» و«الشرق» و«مصر الآن» لا ترقص إلا على النغمة الذكية والموسيقى العثمانية وآمان يالالى آمان!
من «طارق عبد الجابر» إلى «معتز مطر» إلى المسعور «محمد ناصر» استلموا النوتة الموسيقية لأردوغان وهات يا رقص ثورى!
ويا أمة ضحكت من «رقصها» الأمم!