الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عتيق سمالوط».. 10 قرون تسقط من الذاكرة

«عتيق سمالوط».. 10 قرون تسقط من الذاكرة
«عتيق سمالوط».. 10 قرون تسقط من الذاكرة




المنيا - علا الحينى

المسجد العتيق مسجد أثرى ويعد من المساجد الألفية التى مر على بنائها أكثر من ألف عام وتم بناؤه عام 312 هجريا ويعتبر من أول المساجد التى بنيت فى مصر بعد الفتح الإسلامى، ويقع المسجد العتيق بمنطقة سمالوط البلد أو كما يطلقون عليها منطقة النقرة وسميت بالنقرة بسبب قيام الأهالى بالبناء أسفل تل الجنيدى وهو تل أثرى تكون من السباخ والرديم على مر الزمان حتى وصل إرتفاعه إلى 50 مترا ويحوى بداخله العديد من القطع الأثرية المرجح أن تكون دفنت داخله من فترة طويلة.


مئذنة المسجد بنقوشه الأثرية شاهدة على مر العصور بتاريخ واحده من الآثار الإسلامية التى تنعم بها محافظة المنيا، والغريب بالمسجد هو مئذنته المائلة والتى تصل درجة ميلها 21 درجة نافس بها برج بيزا المائل الذى يصل ميله حوالى 19 درجة ومع ذلك الميل بقيت المئذنة ولم تنهار رغم صدر تقرير هندسى عام 1958 يؤكد انهيار المسجد هذا التقرير الذى أخرجه من تبعية الآثار الإسلامية وجعلها عرضه للتشويه والانهيار.. المسجد بعد أن تركته الآثار دون تطوير قام الأهالى بتطويره بالجهود الذاتية الأمر الذى غير من ملامحه التاريخية ولم يتبق من شكله الأثرى سوى المئذنة وفى سبيل ذلك قامت «روزاليوسف» بجولة تفقدية داخل مركز سمالوط لاستطلاع رأى أهالى المركز حول مشكلة المسجد العتيق:
فيقول الشيخ «إبراهيم عطا» إمام المسجد، إن المسجد بنى منذ دخول الإسلام مصر عام 312 هجريا ويوجد بجواره الشيخ الجنيدى والمسجد يتبع الأوقاف بعد أن تركته الآثار الإسلامية وقام أهالى المنطقة والمترددين على المسجد بتطويره بالجهود الذاتية وإنشاء دورات مياه وحنفيات للوضوء وحجرة لتحفيظ القرآن وتطوير صحن المسجد، وكان هناك حراسة للمسجد من قبل الآثار من خلال الكشك الموجود بجواره ولكن تركت الآثار حراسته منذ عام 1990.
أما «محمد معروف» موظف قال: إن المسجد والمنطقة المحيطة به تحتاج للتطوير والارتقاء بها أسوةً بمشروع تطوير القاهرة القديمة خاصةً أن هناك بنايات عشوائية مقامة بجانب المسجد وتحتاج للتطوير ليصبح المكان مزارا سياحيا.
ويتساءل «أحمد طارق» طالب جامعى: لماذا لا تفكر الآثار فى ضم المسجد لموسوعة جنس للأرقام القياسية؟ خاصةً أن ميل مئذنته تنافس ميل برج بيزا المائل فى ظل بقاء المسجد قائما رغم درجة الميل الغربية والتى لم تتأثر بكل العصور والتغيرات والكوارث التى تعرضت لها البلاد.
فيما أكد «حسن محمد» أن المسجد عرضة للانهيار بسبب هوس التنقيب عن الآثار بجواره ويتعمد البعض لحفر سراديب تحت المسجد دون حراسة من الآثار مطالبا وزارة الآثار بإنقاذ المسجد من الانهيار وتطوير المنطقة كلها من حوله.
ومن جهته صرح الدكتور «رجب عبدالسلام» مدير عام الآثار الإسلامية بالمنيا بأن المسجد غير تابع للآثار الإسلامية الآن حيث كان مدرج بالآثار عام 1951 وخرج من تبعيتها عام 1957، أى بعد 7 سنوات من تقرير هندسى أكد على أن المسجد آيل للسقوط بسبب ميل كبير فى المئذنة، كما نفى وجود كشك تابع للآثار بجوار المسجد لحراسته وإنما كان بهدف حراسة منطقة تل الجنيدى وهى منطقة مدرجة أثريا تكونت من السباخ والرديم من آلاف السنين والتى المتوقع إيجاد قطع أثرية بداخلها وتم وضع حراسة بعد شروع مجلس مدينة مركز سمالوط بإنشاء مركز للتأهيل الاجتماعى بجوار المنطقة ووجود العديد من التحريات التى تؤكد قيام الأهالى بالتنقيب عن الآثار فى هذه المنطقة.
كما أضاف أن التاج الموجود بجوار المسجد هو من نتاج الحفر بجوار التل، مشيرا لإمكانية دخول المسجد مرة أخرى فى تابعية الآثار بتقرير هندسى آخر.. وتعجب «رمضان محمد» أحد سكان المنطقة من التقرير الذى أخرج المسجد من الآثار بسبب أنه آيل للسقوط، حيث مر على التقرير 57 عام والمئذنة كما هى لم تتأثر بالزلزال الذى تعرضت له البلاد فى عام 1992 بل وتركت الآثار المسجد دون اهتمام مما جعله عرضه للتشويه إضافة إلى تعرضه للانهيار بسبب التنقيب العشوائى عن الآثار من قبل بعض المواطنين أسفل المسجد وخاصةً لانتشار بعض الأقاويل بأن المسجد مبنى على بقايا كنسية من العصر الرومانى.