الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فتيات» الأقصر بأول عرض للأزياء فى رحاب «الفراعنة»

«فتيات» الأقصر بأول عرض للأزياء فى رحاب «الفراعنة»
«فتيات» الأقصر بأول عرض للأزياء فى رحاب «الفراعنة»




الأقصر - حجاج سلامة

عرفت المرأة الفرعونية منذ قديم الأزل بقدراتها المتفردة فى عالم الجمال، وتفوقت على نساء العالم فى استخدام كل ما يبرز جمالها ويظهرها فى أفضل صورة وأجمل شكل، كما أنها هى التى أقرت منذ البداية أن لكل امرأة جمالها الخاص بها وأنه لا توجد امرأة قبيحة، ولكن هناك امرأة تجهل أصول التجميل وأسراره التى عرفتها المرأة الفرعونية، والتى كانت بحق «ست الحسن والجمال» هكذا وصفت الباحثة المصرية «سمر ناجى» علاقة المرأة فى مصر القديمة بعالم الأناقة والجمال، مشيرة إلى معابد ومقابر الفراعنة فى الأقصر تمتلئ بالنقوش والرسوم التاريخية التى تظهر فيها النساء وقد ارتدين ثيابًا «أنيقة طويلة حابكة» بشريط أو اثنين على الكتف، وتزين بأنواع كثيرة من الحلى المصنوعة من خرز القيشانى والذهب والأحجاز شبه الكريمة.
وعلى خطى أجدادها الفراعنة فى الأقصر، قررت «سمر ناجى» التى درست تاريخ مصر القديمة، وعملت فى مجال الإرشاد السياحى، وتجيد التحدث بلغات عدة، وصديقتها «بسمة البحيرى» مهندسة الديكور التى جذبها تصميم الأزياء قررنا أن يقوما معًا بإحياء الصورة التى كانت تشهدها معابد الأقصر وساحاتها التاريخية قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، من اهتمام بالأزياء النسائية وأدوات الزينة، عبر إقامة أول عرض أزياء تشهده مدينة الأقصر التاريخية، لكنهن ما إن أعلن عن فكرتهن عبر صفحات التواصل الاجتماعى، وبين الصديقات المقربات، فوجئن بانتقادات مرجعها إلى الموروثات الاجتماعية التى تعادى عمل المرأة وتقف حائلاً أمام انخراطها فى كثير من المجالات، وبخاصة  مجالات الابداع والفنون وعروض الأزياء وغيرها، وإلا أنه بحسب قول «سمر ناجى» و «بسمة البحيرى» وبدعم من العائلة فقد تمكنتا من تجاوز تلك المعوقات التى تتسبب فى تعطيل كل خطط تمكين المرأة بصعيد مصر، لكن تلك الانتقادات سرعان ما تبددت بعد أن أقبلت الشابات وعشرات من النساء المناصرات لدور المرأة على تشجيع تلك الفكرة، ليقام العرض وسط حضور حاشد، واقتصرت المشاركة من عارضات ومصممات أزياء ومحلات كبرى على أنباء مدينة الأقصر، دون الحاجة إلى الاستعانة بخبرات منظمى عروض الأزياء فى العاصمة القاهرة، الأمر الذى أعطى التجربة تميزًا وخصوصية، والطريف أن بعض العارضات من فتيات المدينة التاريخية طلبن إلتقاط لهن صور فى العرض، وذلك نتيجة لتأثرهن بالموروثات الاجتماعية السائدة فى المدينة وغيرها من مدن صعيد مصر.
نجاح أول عرض أزياء نسوية فى الأقصر، شجع المنظمات على إقامة معرض يضم مشغولات يدوية وأعمال ديكور وإكسسوارات مطابخ وتصميمات ستائر بمشاركة الكثير من نساء المحافظة، وتضمن المعرض أيضًا تعليم الفتيات فنون المكياج، كما شارك فيه خبيرات تجميل واختتم بحفل فنى أحياه الفنان عبدالله جوهر، وذلك فى أول خروج عن المألوف فى صعيد مصر الذى يعرف بوجود كثير من المعتقدات الشعبية التى ترفض عمل المرأة وترفض قيامها بكثير من الأعمال التى يراها البعض أمرًا معيبًا وخاصة عروض الأزياء.
وبعد نجاح عرض الأزياء الأول ومعرض الإكسسوارات وأدوات التجميل، الذى لقى رعاية وترحيبًا من محافظ الأقصر تقرر الإعداد لإقامة عروض أخرى فى مدن أخرى لم تر عروضًا مثل تلك عبر تاريخها مثل مدينتى إسنا وأرمنت، ووسط توقعات بأن تنقل تجربة «سمر ناجى» و«بسمة البحيرى» إلى مدن ومحافظات أخرى بصعيد مصر.
وجاء عرض أزياء الأقصر النسوى، وسط حديث الأوساط النسائية عن تواصل معاناة النساء فى صعيد مصر من قيود المجتمع وعاداته وتقاليده المتوارثة، ووسط اتهامات لوسائل الإعلام بتجاهل آمال وطموحات وإبداعات المرأة بتلك المجتمعات التى تصفها المبدعات بالقسوة وذلك لما تمثله موروثاته الاجتماعية من إعاقة لمسيرة المرأة خاصة المرأة المبدعة التى باتت عاجزة عن التعبير بصدق عما بداخلها من مشاعر لأن اعترافاتها على الورق تعد عيبًا كبيرًا فى نظر المجتمع، حتى كادت بعض المبدعات أن تدفعن حياتهن ثمنًا لإبداعهن الأدبى وطموحهن العلمى والعملى.