الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الجرافيتى» يزين «قاهرة المعز» وحاراتها الشعبية

«الجرافيتى» يزين «قاهرة المعز» وحاراتها الشعبية
«الجرافيتى» يزين «قاهرة المعز» وحاراتها الشعبية




تحقيق – هاجر كمال
ظهر مع اندلاع ثورة يناير نوع من الفنون لم نكن نعتاد على وجوده فى الشوارع المصرية  على الرغم من وجوده فى العالم كله بشكل كبير حيث التف حوله العديد من الشباب بحثاً عن طريق تعلمه وجذب انتباههم مما جعلهم يبحثون عن أصوله فى الكتب ومواقع التواصل الاجتماعى وأصبح هذا الفن له العديد من الورش لتعليمه وبات له أدوات متوفرة بشكل أسهل وبأسعار مناسبة لكل الطبقات وهو فن الرسم والكتابة على الجدران والمسمى بـ«الجرافيتى».

ارتبط ظهور الجرافيتى لدى العديد من المصريين بالثورة، حيث أصبح الكثير من الشباب يعبرون عن رأيهم من خلاله بالرسم على الجدران، وبالرجوع لأصوله نجد أن الغرض الأساسى من الجرافيتى هو شكل من أشكال الاعتراض لتوصيل الرسائل السياسية، وعلى الرغم من أن الأصول التاريخية لهذا الفن تؤكد أنه ظهر من أجل الاعتراض من خلال الجدران العامة والمواصلات والرسم بطريقة تجذب الناظرين ولكن بعد انتهاء الثورة فكر عدد من الشباب الواعى فى استغلاله بشكل إيجابى ليعم بالفائدة على جميع المصريين ففكروا فى استخدامه لتجميل الحوائط والجدران.
وجاءت فكرة الشباب المصرى لتطوير هذا الفن وكيفية استغلاله لصالح المجتمع وليس لتخريب الجدران وبدأوا فى تجميل الشوارع والأماكن الشعبية البسيطة بالألوان.
ويعتقد الكثير من المصريين أن الجرافيتى مأخوذ من الغرب وبالتحديد من الأمريكان، ولكن بالبحث فى الأصول التاريخية والفرعونية المتواجدة فى المتاحف يتضح أن هذا الفن أصله فرعونى ويظهر هذا من خلال الرسوم الموجودة على جدران المعابد والمتاحف المصرية.
فى البداية تقول «هدير ناجى» أحد المشاركين فى ورش الجرافيتى أن الورشة كانت ضمن بروجيكت IUSD عين شمس لتطوير منطقة «اسطبل عنتر»، وهو برنامج مشترك بين جامعة Stuttgart الألمانية وجامعة عين شمس ويضم خريجى الهندسة من جميع دول العالم وذلك لعمل الماجيستير، أما البروجيكت فينقسم لمحورين الأول مشكلة الدائرى الذى قطع «النسيج العمرانى» فى المنطقة وعمل حاجزًا بينهم وبين المنطقة الأخرى فاقترح الدارسون حلين لحل هذه المشكلة بالتواصل مع وزارة النقل وهيئة الطرق والكبارى لتنفذ مقترحاتهم.
وإضافة أن المحور الثانى هو مكان أثرى اسمه «الجبخانة» وهو مكان لتجميع المحاصيل والغلال فى الماضى لا أعلم كان فى أى حقبة زمنية ومقترحنا هو تطويره ليصبح مزارًا سياحياً ليعود بدخل لسكان المنطقة، ويساعد فى تطويرها وتنضيفها عموماً وذلك بتحويل سور الدائرى من حيطة أسمنتية لشكل يجذب الأطفال والسكان ويجبرهم على التعامل مع فن الجرافيتى وكأنه حاجة جديدة وذلك من خلال ورش الجرافيتى.
البروجيكت حاليا تم عرضه على المسئولين فى وزارة النقل وهيئة الطرق والكبارى وننتظر الموافقة والتمويل لأستكماله، كما أتمنى أن أرى مثله فى كل المناطق العشوائية لتحسين حياة سكانها وتوفر حياة طبيعية لهم.
«ويوم الختام عملنا حاجات بسيطة على باقى السور وكنسنا قدامه مع الأطفال وبعدين روحنا لمسرح المهرجان فى الجبخانة كان فى عرض مواهب لأطفال المنطقة وبيغنوا على المسرح فى فقرات وبعدين اتكرمنا وأخذنا شهادات الأطفال الذين شاركوا معانا فى الورشة والفنانين الذين اشرفوا عليها واتصورنا مع بعض وأثناء عودتنا سلمنا على سكان المنطقة اللى عرفونا وكانوا متعاونين معانا جداً.
ومبسوطة بالفرحة اللى حسيناها من الاطفال ومن سكان المنطقة وبتمنى المشروع يكمل بكل محاوره والمسئولين يتعاونوا معاهم وياريت يتطبق مثله فى كل المناطق العشوائية.
أما بالنسبة للتمويل فيكون من خلال الطلبة القائمين على الماجستير ولكننا ننتظر موافقة وتمويل الجهات الحكومية، كما يوجد مؤسسات فنية مثل ألوان، وأنشطة طلابية مثل ارابيسك بيهتموا بعمل ورش جرافيتى للشباب»
  ويقول «مصطفى نصر» البعض يعتبر الجرافيتى تشويهًا للجدران وخاصة كبار السن، ولكن فى الوقت الحالى تغير هذا الفكر وقام العديد من الشباب باتخاذ الفن الجرافيتى كمشاريع صغيرة يقومون بها، بالإضافة إلى المسابقات التى تقام فى الأماكن العامة يجتمع فيها محبو هذا النوع من الفن والموهبين لعرض فنهم على المهتمين بالجرافيتى.
 ويتابع «محمد عمر» ضمن الشباب المتعلمين لفن الرسم على الجدران «الجرافيتى يعتبر الهواء اللى بتنفسه»، أنا تعلمت الجرافيتى منذ 4 سنوات من اليوتيوب بالصدفة وكنت بحاول أتعلم الرسم وبحثت عن رسومات الجرافيتى لأدقنها وعندما وجدتها بدأت فى تقلدها ونقلها.. والموضوع لم يقف على هذا الحد بل كنت أجلس لـ7 ساعات أرسم جرافيتى على الورق من غير هدف وبعد ذلك أحسست أنه من ممكن أن يساعدنى فى نشر أفكارى مثل الأمل والسعادة والابتسامة والعدل.. وشبه حياتى كلها عن قلم وورق وطول ما أنا فى إيدى قلم برسم  على الحيطة أو المناديل أو ورق الدروس أو الكتب  أو أى حاجه أمامى لدرجة أنى أدمنت الموضوع مع أن أهلى كانوا ضدى فى الجرافيتى لأنهم يرونه مضيعة للوقت وممنوعًا وليس صحيحًا فى مصر كنت أدخر مصروفى وأشترى الاسبراى والألوان من ورائهم وأقوم الساعة 4 صباحاً ارسم حتى لا يعرفوا إن أنا إللى رسمت و كنت بخفى ورق الرسم لحد ما فى يوم وحده قربتنا ساعدتنى وتطورت فى آدائى جدا لدرجة ان اهلى بقوا يفتخروا بى، الجرافيتى علمنى القوانين وضعت لتكسر يعنى انت بتبدع بدماغك خارج الحدود والتفكير.. انت فى ايدك القرار فى كل حاجة فى رسمتك أو حياتك الجرافيتى خلانى اللاقى حياتى بجد خلانى أعرف صحابى اللى موجودين معايا دلوقتى حسسنى انى ليه قيمه فى المجتمع .
وتقول «أية خضر» أرى أنه نوع من تخليد للذكرى حدث قام فى مكان ما أو كنوع من تكريم وتعظيم لشخص استشهد أو عمل عملاً بطولى مثلاً أو كتشجيع للناس انها تكمل فى الطريق الصحيح دائماً وأستكمال لأهداف الثورة.. أما فى أنواع من الجرافيتى تبقى لغرض جمالى وهذه أنا بحبها جدا وبحب أشوفها فى الشوارع لأنها بتعكس بهجة بالوانها وطريقة الحركة فيها ودائما الناس بتحب تروح تشوفها وتتصور بجوارها لاعتبارها حاجة عظيمة وفى جرافيتى للكورة، مثل تشجيع وتحميس وحاجات كتيرة فوق بعض، وأدواته بسيطة ليست مكلفة وفى متناول الجميع وبيدى منظر حضارى للشوارع.
وتضيف «سهام حمدى» الجرافيتى موجود فى مصر من زمان ولكن لم يظهر بقوى غير فى أيام الثورة فى شارع محمد محمود للتعبير عن وجهة نظر ولتوصيل رسالة، وبحب أرى الجرافيتى الخاص بالرياضة وبيعجبنى وجوده فى الأماكن العامة وبحس إن فنان الجرافيتى بيلجأ للأماكن العامة ليعبر عن وجوده وذاته بالكتابة أو الرسم على الجدران.
وتختم «منة شريف» أظن أنه ظهر جديد فى مصر وخصوصا بعد ثورة يناير فقط وهو أخذ طابعًا سياسيًا أكثر من أنه يحتوى على مجالات ثانية، والشباب بيستغلوه للتعبير عن رايهم لأنه وسيلة بسيطة للتوصل مع الناس بسرعة ولكن وجوده بشكل ايجابى ومنظر حضارى بيجمل الشوارع.