الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رحلات أهالى «عبدالله حسين» اليومية عذاب × عذاب

رحلات أهالى «عبدالله حسين» اليومية عذاب × عذاب
رحلات أهالى «عبدالله حسين» اليومية عذاب × عذاب




 الأقصر ـ أسماء مرعى


رحلة عذاب × عذاب يعيشها أهالى نجع عبدالله حسين، بمدينة البياضة، فى محافظة الأقصر، أثناء عبورهم الجهة الأخرى  بمعدية متهالكة، ناهيك أن مع إشراقة كل يوم جديد فيخرج الاهالى من بيوتهم يحملون أرواحهم على أيديهم، ليصل الأمر إلى أن تلك المعدية باتت شبحا يطارد قاطنى القرية.
المعدية عبارة عن قطعة حديدية ملأها الصدأ، وعفى عليها الزمن، تسير بواسطة جنزير حديدى فى قاع الترعة، تتسبب فى غرق العشرات من الأهالى البسطاء الذين قاموا بتقديم العديد من الشكاوى والاستغاثات للمسئولين لإنشاء كوبرى علوى يحميهم من مخاطر تلك المعدية ويرحمهم من رحلة العذاب اليومية، إلا أن تلك الطلبات لم تنل شرف موافقة الجهات الحكومية.
انتقلت «روزاليوسف» لرصد المعاناة اليومية التى يعيشها أهالى نجع عبدالله حسين أثناء عبورهم الترعة بالمعدية..
يقول رمضان محمود، أحد الأهالى المضارين، إننا نعانى أشد المعاناة عندما نستقل المعدية، حيث إنها متهالكة وأصابها الصدأ، بها ثقب يدفع المياه إلى التجمع داخلها، ما يؤدى فى معظم الأحيان إلى غرقها أثناء عبور الأهالى من خلالها، موضحًا أنه قدم العديد من الشكاوى للمسئولين لإنشاء كوبرى يرحمهم من اخطار العبور بالمعدية، إلا أنه لا حياة لمن تنادى.
ويستكمل محمد حسين، من سكان القرية: انشاء كوبرى امام نجع عبدالله حسين يخدم 1000 نسمة ويرحمهم من «مرمطة» المشى» 2 كيلو، لأقرب كوبرى، أو العبور بالمعدية المتهالكة، منوها إلى أن النجح محروم من جميع الخدمات فلا يوجد به مدارس ولا وحدات صحية ولا مخابز ولا حتى أسواق، ما جعل الأهالى يضطرون يوميا لاستقلال المعدية لقضاء مصالحهم.
وتابع: فى حالة عطل المعدية أو تأخر الوقت يضطرون لتأجير سيارة بـ50 جنيها، تسير فى طريق طويل للتمكن من الوصول إلى الضفة الأخري، الأمر الذى يكبدهم مصاريف انتقال باهظة، خاصة أن معظم أهالى القرية بسطاء يعملون باليومية وبالكاد ويوفرون مصاريف أسرهم.
ويلفت حسين إلى معاناة اطفالهم وانتظارهم بالساعات على الشاطئ  لحين قيام أى شخص بتوصيل المعدية الموجودة بالجهة المقابلة أو التى يجرفها التيار بعيدا عن مكانها، فأطفالهم يتأخرون عن مدارسهم، الأمر الذى يؤدى إلى حوادث غرق بالجملة لعدم صلاحيتها فى نقل الركاب.
وأشار إلى انهم قاموا بإنقاذ 20 طفلاً من الغرق أثناء عبورهم بالمعدية للذهاب إلى مدارسهم، مشيرا إلى أنه لا يوجد منزل إلا وفقد أحداً من أسرته غرقا اثناء عبوره بالمعدية، متسائلا: هل حياة أطفالنا اصبحت خارج نطاق اهتمام المسئولين؟.
أما عن حلم انشاء كوبرى لهم فاصبح اقرب إلى المستحيل، حيث تقف الواسطة والمحسوبية حائلاً بين تحقيقه.. يقول محمد أحمد حسن، أحد المضارين: منذ عام 1962 ونحن نقدم شكاوى واستغاثات للمسئولين نطالبهم خلالها بانشاء كوبرى للعبور من خلاله، إلا أنه «ودن من طين ودن من عجين»، مشيرا إلى أن إدارة رى الأقصر أمرت باحلال وتجديد كوبرى المطاعية، علاوة على انشاء كوبرى آخر يبعد عنه مسافة 200 متر.
ولفت حسن إلى أن كوبرى المطاعية فى حالة جيدة وتسير عليه سيارات محملة باطنان ثقيلة، مطالبا بانشاء كوبرى مشاة، مستنكرا من أن الرى يغلق آذانه عن سماع آلام المضارين، متهما المسئولين فى الرى بالتواطؤ مع مهندس يعمل بها، منوها إلى أن المهندس قام بإنشاء كوبرى امام منزله بتكلفه 5 ملايين جنيه، على الرغم أن بجواره كوبرى يبعد مسافه 600 متر عن منزله.
ويستنكر حسن عدم وجود وسيله انتقال آدمية لاهالى النجع وكانهم مواطنون درجة ثالثة، لافتا إلى أن وكيل وزارة رى قنا وصف محافظ الأقصر بالضيف الذى لا يقدر على اتخاذ قرار بإنشاء كوبرى ينقذ به حياة الأطفال ويرحم المتضررين من معاناة العبور بالمعدية المتهالكة.
من جانبه قال العميد أيمن مدنى، رئيس مجلس البياضية، إن أهالى نجع عبدالله حسين طالبوا عدة مرات بعمل كوبرى، فى حين أن مديرية الرى بالأقصر قامت باختيار القرية الأكثر ضررا، واستقر الامر على تطبيق كوبرى المطاعية، منوها إلى أن الدولة لا تستطيع أن تتكلف بانشاء كوبريين فى هذه الفترة التى تمر بها البلاد.
وأشار مدنى إلى أن أهالى النجع اعترضوا على هذا القرار وجاءوا بمعدية متهالكة لإجبار الدولة على انشاء كوبرى، مشيرا إلى أنهم قاموا باجتماع مع اهالى البلدين للاتفاق فيما بينهم على اختيار مكان مناسب للكوبرى، إلا انهم لم يتوصلوا لاتفاق يرضى الجميع، حيث إن كلا من اهالى البلدين يصر على انشاء الكوبرى امام قريته.
واختتم رئيس مجلس البياضية أنه احال الموضوع لمحافظ الأقصر الذى بدوره أمر بتكوين لجنة من مديرية الرى لاختيار المكان المناسب لإنشاء الكوبرى، واستقرت اللجنة على انشاء الكوبرى على بعد 200 متر من كوبرى المطاعية.