الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كونى مذيعة لا زعيمة

كونى مذيعة لا زعيمة
كونى مذيعة لا زعيمة




أموت وأعرف كيف وصل هؤلاء إلى شاشات الفضائيات ليملأوا السماوات المفتوحة جهلاً نشيطًا وسخافة متجددة وبلاهة لا تنتهى!! وعبط يتزايد!!
لا مهنية، لا معرفة، لا دراسة، لا معلومات، ولا شىء بالمرة!!
وعندما تقرر أى فضائية تجديد وتطوير ديكورات برامجها تأتى بأفضل نجارين ونقاشين ولا تفعل ذلك مع مذيعيها ومذيعاتها!!
شىء غريب أن تهتم الفضائيات بديكور الاستديو وتناسق ألوان الكراسى ونوع الورد وشكل اللوحات فى الخلفية ولا تهتم بعقل أو فكر ذلك المذيع أو تلك المذيعة فى الاستديو.
من يحاسب هؤلاء على جهلهم ولا أقول غباوتهم؟!
إذا أخطأ طبيب فهناك نقابة للأطباء تحاسبه، وإذا أخطأ صيدلى فهناك نقابة صيادلة تحاسبه، وإذا أخطأت ممرضة فهناك نقابة للتمريض تحاسبها!! وهكذا.
أما لو أخطأ أحد هؤلاء عبر برنامجه فلن يحاسبه أحد!! وإذا تجرأ مواطن ورفع عليه أو عليها قضية تضرره فسوف تهب كتيبة «النخبجية» صارخة باكية على حرية الإعلام والإبداع!!
وعندما يتباهى واحد هبط بالبراشوت على الفضائيات دون سبب بأنه لا يقرأ كتابات ضيفه، وتتباهى أخرى بجهلها النشيط، فماذا تقول عن هذا؟!
وماذا تقول عن مذيع «ملو هدومه» يتهم معارضيه ومخالفيه بالخيانة والتخوين؟!
لكن كله كوم وحكاية المذيعة الأبلة أو «الزعيمة» كوم تانى، هكذا أشعر وأنا أشاهد «أمانى الخياط» التى استقر بها المطاف فى فضائية القاهرة والناس، أحس أنا المشاهد الفقير أننى أصبحت بقدرة قادر تلميذًا فى الصف الأول الابتدائى، وأبلة أمانى «تهرينى بدروسها وحكمتها: اغسل يديك قبل الأكل وبعده أو نم مبكرًا واستيقظ مبكرًا.
وعندما تزهق من دور المذيعة الأبلة وتتقمص شخصية المذيعة الزعيمة فلا مانع أن تهاجم دولة شقيقة وشعبها ونساءها.
وفى أحيان أخرى ترتدى ثوب مذيعة أخصائية اجتماعية وتتحدث بكل جرأة وثقة قائلة: الاغتصاب أصبح شيئًا عاديًا.
يا أستاذة «أمانى» كونى مذيعة لا أكثر ولا أقل!!
لن يقلل من شأنك ومن شأن المئات من المذيعات أن تكون مذيعة لا زعيمة، تنصت أكثر ما تتحدث، لا تقاطع ضيفها عمال على بطال، لا تحاول أن تفرض وجهة نظرها عليه.
وأتذكر هنا سيدات الشاشة الصغيرة: ليلى رستم أطال الله عمرها، وأمانى ناشد وسلوى حجازى رحمهما الله ثم الجميلة المحترمة الراقية نجوى إبراهيم.
كل هؤلاء وغيرهن لم يحلمن بدور الزعيمة أو الثائرة الثورجية أو الناشطة الفضائية، لقد دخلت كل واحدة منهن قلوب وعقول الملايين لسبب بسيط جدًا: إنها كانت مذيعة وفقط لا أكثر ولا أقل!!
وكان وراء نجاح كل واحدة كتيبة رائعة من كبار الأسماء الصحفية تقوم بالإعداد لبرامجهن وعلى رأس هؤلاء الأساتذة أنيس منصور والمحاور الأشهر مفيد فوزى والكاتب السينمائى القدير  الأستاذ رءوف توفيق. ولم يكن على أيامهم «إيربيث» (سماعة الأذن) حتى يتم تلقين المذيعة أو تزغيطها بالسؤال: أما الآن فكل مذيعة مستخبية فى «إير بيث» حتى يتم تلقينها السؤال التى تواجهه لضيوفها!!
آلاف البرامج تحاصرنا ليل نهار لا أحد يأبه بها وكأن شعارهم: إنهم يقولون: ماذا يقولون؟! دعهم يقولون؟!
صحيح دعهم يقولون ويكذبون ويتوهمون إنهم زعماء وزعيمات!!