الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هؤلاء يكذبون على الرئيس!

هؤلاء يكذبون على الرئيس!
هؤلاء يكذبون على الرئيس!




أشرف بدر

 يقترح البعض أن يخضع كل المسئولين المصريين لاختبارات دورية للكشف عن الكذب، بل راح البعض للمطالبة بأن يجرى للمحافظين  والوزراء الجدد فى حركة التغيير المعلن عنها منذ عدة أشهر أختبارات للوقوف على مدى استعدادهم للكذب من عدمه،  واستبعاد من يحمل الكثير من جينات هذه الأفة التى تضرب استقرار وأمن  المجتمع المصرى الذى بات يتعاطى كأسًا يوميًا من الكذب، حتى أدمن على أيدى بعض مسئوليه.
فمثلًا عندما يخرج وزير التعليم العالى، الدكتور السيد عبدالخالق، ليقول: إن مصر تمتلك مستشفيات أفضل من تلك الموجودة فى بريطانيا  «وهو يعنى بالطبع المستشفيات الجامعية التى تتبعه، والتى أول من طبقت «نظام التوريث» فهى تعج  بأبناء أساتذة «كليات الطب وطب  الأسنان والعلاج الطبيعى غير الأكفاء».
 ويخرج  زميله وزير التربية والتعليم دكتور محمود أبو النصر بعده بساعات ليقول: «المعلم المصرى أفضل معلم فى العالم بدرجة امتياز».. ولا أدرى كيف نصدق ذلك فى ظل رداءة الرواتب، وضحالة معظم خريجى الكليات بسبب مناهج التلقين والحفظ، وانعدام الضمير عند معظمهم، فلا تدريس أو شرح بالفصول، لتوفير الجهد لمراكز الدروس الخصوصية والمنازل التى تكوى أسعارها  ظهور أولياء الأمور.
أما تصريحات الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية  فهى تحتاج إلى عشرات أجهزة كشف الكذب  بدءًا من تخفيضات أسعار الحديد بنسب تتراوح من 20 الى 250 جنيهًا فى طن الحديد الشهر الحالى، ومرورًا بصرف «الكفيار والفراخ والبسطرمة «على بطاقات التموين !
أما إدعاءات  وأد الإرهاب، والإعلان اليومى عن قتل رءوس كبار وقادة التطرف والتكفير فى سيناء وغيرها فحدث ولا حرج، حتى بتنا نصدق أن  عدد قتلى الإرهابيين يفوق  عدد شعب مصر!
أيضًا يظهر علينا كل يوم مسئول  ليعلن  توديعنا لانقطاع الكهرباء فى عز أيام الصيف القادم، وقبل أن ينتهى من تصريحه «كذبته» ينقطع التيار فى عز أيام الشتاء!
والكثير من المسئولين فى مصر يحرصون دائما على تكبير كذبهم حتى يبقوا فى مناصبهم وعلى كراسيهم الوثيرة، فهم يرون أن الكذب منهاج حياة من أعلى منهم، وانه لو صدق ما بقى فى مكانه!
فمثلًا هل يستطيع حسام المغازى وزير الرى أو عادل البلتاجى وزير الزراعة الاعتراف باستحالة حفر الآبار الجوفية اللازمة لزراعة المليون فدان، وهو ما  أجمع عليه معظم أساتذة المياه الجوفية، استحالة حفر الآبار الجوفية التى تكفى لزراعة المليون فدان خلال عام، حتى وإن اجتمعت شركات الحفر الثلاث فى مصر للعمل على مدار 24 ساعة، للبحث عن المياه الجوفية، فسيستغرق هذا 60 سنة، للحصول على 6 آلاف بئر جوفية، يصلح لزراعة مليون فدان، بالإضافة إلى احتمالية زيادة ملوحة المياه، والتى لا تصلح إلا لزراعة بعض المحاصيل مثل الليمون والنخيل!
 إنهم وغيرهما  من الوزراء يكذبون على أنفسهم وعلى الرئيس وعلى الشعب..وليست  التصريحات « المضروبة» عن تحسين الخدمات الصحية والطرق والمترو والسكك الحديدية والاستثمار وارتفاع معدلات السياحة ببعيد!
 ثم لماذا تأخرت كلمة الفصل فى  مشروع «نقل الـ 100مليار متر مكعب  من مياه نهر الكونغو»لمصر، رغم ان وزير الرى السابق حسين العطفى تحفظ عليه، وهناك الكثير من    المسئولين  والمتخصصين رفضوه لا ستحالة تنفيذه لأسباب قانونية ودولية من بينها موافقة كل الدول الاعضاء فى النهر علاوة على فاتورة تكلفته  التى تزيد على  3 تريلونات دولار، وتنفيذه  الذى يستغرق 30عامًا، وليس 30 شهرًا كما يروجون !
  وماذا لو حقق مع المحافظين الذين يفرشون الأرض ورودا الآن ويتحدثون عن توفير نصف مليون فرصة عمل للشباب فى محافظاتهم خاصة الدقهلية والشرقية  وبور سعيد والغربية خلال يناير الجارى.
وللحق هناك وزارة واحدة اعترفت بالخطأ وهى «الآثار» وكشفت عن كارثة تدمير قناع توت عنخ آمون بسبب المياه الجوفية وكلفت لجنة ألمانية بفحصه»، بعد فضيحة مدوية نشرتها وسائل الإعلام!
   وليس أسوأ من المسئول الذى يكذب،إلا الصحفى الذى ُيصّدق ويكتب ويدافع، ويطبل فى حارات  وأزقة  الإعلام المضلل والمخرب، متخذين منهجهم من   وزير الداعية النازية «جوبلز القائل :»كلما كبرت الكذبة.. كلما سهل تصديقها».
لا أدرى متى  يدرك جميع  المسئولين فى الدولة أن هذا الإعلام المسيس، وأن هذه الأقلام بكذبها المفضوح لا تخدع أحداً، فكون معظم وسائل الإعلام  تابعة للدولة، وكتابها أشبه بموظفين لديها، فإن ما يمارسونه من كذب هو تشويه للنظام  وإساءة بالغة له. 
أليس من المنطقى  أن تتحرك الجهات المعنية فى الحكومة لكى تضع حدا لمثل هذه الأكاذيب ؟
 أليس من الواجب على رئاسة الجمهورية والجهات المعنية  أن تضع ضوابط واضحة المعالم تعاقب من خلالها من يكذب من المسئولين على المواطن؟
 ثم أليس من الصحيح أن توضع فى هذا الصدد، تشريعات واضحة سواء من السلطة التشريعية أو الجهات المعنية لكى تضع حدا للتصريحات الكاذبة؟
  يا أهل النظام  ...أزيحوا كأس الكذب عن أفواه المصريين....فكفانا هوانا واستخفافا على أنفسنا وعلى أجيالنا ...وقبل ذلك وبعده على ديننا!