الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ثورة قام بها الجيش باسم الشعب!

ثورة قام بها الجيش باسم الشعب!
ثورة قام بها الجيش باسم الشعب!




رشاد كامل

ما أكثر الكلام الفارغ والتافه عن ثورة 25 يناير وأيضا ثورة الثلاثين من يونيو كلتيهما كانت ثورة شعبية قام بها الملايين من المصريين انحازت لها قواته المسلحة باقتناع وإيمان أيضا.
والكلام الفارغ والتافه عن الثورتين مصدره الجماعة المهزومة البائسة وبعض النخبجية التى لم تقرأ حرفا أو كلمة فى تاريخ الثورات المصرية من ثورة عرابى 1882 وحتى الآن.ومنذ نجاح ثورة 30 يونيو وهزيمة الفصيل الارهابى سارق ثورة 25 يناير بدأ الصراخ والنواح واللطم والحسرة على ثورة يناير فالجماعة والعشيرة لا تكل ولا تمل بأن ما حدث فى يناير كان ثورة - وهذا صحيح - وأن ما حدث فى 30 يونيو هو انقلاب - وهذا ليس صحيحا بالمرة.
ربما عن جهل أو عن سوء قصد - وهذا مؤكد- ينسى أو يتناسى الإخوان أن الجيش المصرى العظيم قد انحاز وأيد وساند الثورتين ولولا هذا الدعم والتأييد المادى والمعنوى لما فشلت الثورتان.
فى حديث الإخوان وتابعيهم ومنتفعيهم عن ثورة 25 يناير التى التحقوا بها بعد أن تأكدوا من نجاحها تماما، يغفلون تماما مشهد «الجيش» الذى ساند ودعم وحمى هذه  الثورة.
ينسى هؤلاء الذين يصرخون ويبكون فى محطاتهم الفضائية «رابعة ومكملين والشرق ومصر الآن» هتاف الملايين فى الشوارع والميادين الشعب والجيش إيد واحدة.
وليس جديدا على الجماعة الإرهابية أن تردد هذه المزاعم الخايبة عن ثورات مصر العظيمة.
إنهم يكذبون كما يتنفسون ويملأون الدنيا كلاما كاذبا وصياحا كاذبا ودموعا كاذبة وينسون ما كانوا يقولونه بالأمس من إشادة رائعة حول الجيش الذى حمى الثورة، والقوات المسلحة التى انحازت للشعب ينكرون كل هذا الكلام بعد أن استعاد الشعب ثورته المسروقة والمغتصبة من أيديهم.
لا أستغرب ما يقولونه فهم جماعة تؤمن بأن المصالح تتصالح، فعل هذا من قبل أستاذهم الروحى ومعلمهم الأستاذ «سيد قطب» الذى أشاد بثورة 23 يوليو 1952 ودور الجيش العظيم، بل إنه هو كان من أوائل الذين رفضوا إطلاق كلمة «إنقلاب» أو «الحركة المباركة» على ما جرى فى 23 يوليو 1952، وأصر على أنها ثورة ولم يقل الرجل ذلك شفاهة أو بين مجموعة من الأصدقاء بل كتبه فى عدة مقالات بالغة الأهمية، ومنها مقاله الشهير «لسنا عبيدا لأحد» المنشور فى «روزاليوسف» العدد «1217».
فى هذا المقال الشهير يردد سيد قطب «كلمة الثورة عشرات المرات وهو يصف ما حدث فى 23 يوليو 1052 وهو نفسه - وجماعته - من وصفوها بالانقلاب بعد أن اختلفوا معها وانكشفت نواياهم بشأنها.
كتب الأستاذ «سيد قطب» يقول: «كثيرون من المخلصين لهذه الثورة الشعبية المقدسة قلقون  فى هذه الأيام من أجل هذه الثورة، كثيرون يلقوننى فيوجهون إليّ فى لهفة أحس ما وراءها من حرارة وإخلاص أسئلة كثيرة تحمل هذا المعنى! وكلمتى إلى هؤلاء جميعا أن الثورة ماضية فى طريقها على الرغم من كل ما يوضع فى طريقها، ماضية فى طريقها سواء سالمها خصومها «!!» أم حاربوها «!!» بل إنها ماضية فى طريقها حتى لو قدر وشاء القائمون بها أن يوقفوها «!!!».
إن ثورة 23 يوليو 1952 - هكذا يقول سيد قطب ويضيف - ليست سوى الامتداد الطبيعى المباشر لثورة 9 سبتمبر سنة 1881، كلتاهما ثورة قام بها الجيش باسم الشعب، كلتاهما ترميان إلى تحطيم الارستقراطية وإعلان حقوق الشعب».
ويضيف قائلا: «إن الذين يقلقون على الثورة لأن اختلافا فى وجهات النظر قد وقع مرة بين رجال الثورة مبالغون، إن الثورة هى التى صنعت هؤلاء الرجال ودفعتهم وليسوا هم الذين صنعوا هذه الثورة ودفعوها«!!».
إنهم فقط مجرد رمز لثورة جيلين كاملين، فهم لا يملكون إلا أن يكونوا العلم الذى يرفعه الثائرون والثائرون سيرفعون هذا العلم، ومحال أن ينكس هذا العلم الذى تحمله الملايين وترفعه هامات القرون.
والذين يقلقون على الثورة لأن الرجعيين وبعض التقدميين «!!» يتحالفون على إحراجها ووضع الأشواك فى طريقها مبالغون، إن الثورة تمثل كتلة الشعب الأساسية الضخمة فكل هذه الأطراف لا وزن لها فى خط سير الثورة.
والذين يقلقون على الثورة لأن بعض الوزراء يخطئون أخطاء جسيمة تثير سخط الجماهير مبالغون، فالأخطاء لابد أن تقع، والوزراء الذين يخطئون لابد أن يخضعوا لمنطق الثورة أو يذهبوا من الطريق، أما الثورة فباقية، وأما الثورة فماضية فى طريقها، وأما الثورة فستجرف كل شيء وستغطى على كل شيء، وعلى الرغم مما يقع من أخطاء، وعلى الرغم مما يقع من غُبن على بعض الضحايا، فتلك قرابين لابد منها، وآلام لا مفر من احتمالها فى سبيل مستقبل سعيد».
ويختتم الأستاذ «سيد قطب» مقاله بالقول: «إن هذه الثورة لا خوف عليها فى النهاية من الأشواك والعقبات والأخطاء، إنها ماضية فى طريقها والمستقل بيد الله مضمون».
وأظن أن كلام «سيد قطب» ينبغى على الجماعة والعشيرة أن يفهموه ويتفهموه!