الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«باريس الصغرى» تؤجل احتفالها بـ«عيدها القومى»

«باريس الصغرى» تؤجل احتفالها بـ«عيدها القومى»
«باريس الصغرى» تؤجل احتفالها بـ«عيدها القومى»




الإسماعيلية - شهيرة ونيس

شهدت محافظة الاسماعيلية يوم الجمعة 25 يناير 1952 مجزرة راح ضحيتها 50 شهدا و80 جريحا وسط مشهد من الشجاعة والبسالة والثبات لرجال، قدموا أرواحهم رفضا لتسليم ثكناتهم العسكرية ومواقعهم فى حماية القناة، حيث يعتبر عام 1952 العام الثورى فى تاريخ مصر العسكرى الحديث الذى بدأت أيامه بمجزرة الاسماعيلية.
فيما وصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا عندما اشتدت اعمال التخريب والانشطة الفدائية ضد معسكراتهم وجنود وضباط الاحتلال فى منطقة القنال وكانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة خاصة فى الفترة الاولى، وكذلك ادى انسحاب العمال المصريين من العمل فى معسكرات الانجليز الى وضع القوات البريطانية فى منطقة القناة فى حرج شديد.
وفى يوم الجمعة 25 يناير 1952 أقدم الاستعمار البريطانى على ارتكاب مجزرة وحشية لا مثيل لها من قبل، ففى فجر هذا اليوم تحركت قوات بريطانية ضخمة تقدر بـ7 آلاف ضابط وجندى فى معسكراتها الى شوارع الاسماعيلية وكانت تضم عشرات من الدبابات والعربات المدرعة ومدافع الميدان وعربات اللاسلكى واتجهت تلك الحملة العسكرية الى دار محافظة الاسماعيلية وثكنة بلوكات النظام التى تجاورها واللتين لم تكونا تضمان اكثر من 850 ضابطا وجنديا حيث ضربت حولهما حصارا محكما.
وجه الجنرال اكسهام قائد القوات البريانية فى الاسماعيلية ـ فى منتصف السادسة صباحا ـ انذارا الى ضابط الاتصال المصرى، المقدم شريف العبد طلب فيه أن تسلم جميع قوات الشرطة وبلوكات النظام فى الاسماعيلية أسلحتها وان ترحل عن منطقة القناة صباح اليوم نفسه كامل قواتها مهددا باستخدام القوة فى حالة عدم الاستجابة الى انذاره وقام اللواء أحمد رائف قائد بلوكات النظام وعلى حلمى وكيل المحافظة بالاتصال هاتفيا على الفور بوزير الداخلية وقتئذ فؤاد سراج الدين فى منزله بالقاهرة، فأمرهما برفض الانذار البريطانى ودفع القوة بالقوة والمقاومة حتى آخر طلقة وآخر رجل.
وفى السابعة صباحا بدأت المجزرة الوحشية وانطلقت مدافع الميدان زنة 25 رطلا ومدافع الدبابات «السنتوريون» الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة.
واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها الى انقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الاشلاء وتخضبت ارضها بالدماء الطاهرة.
برغم ذلك الجحيم ظل ابطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادهم العتيقة من طراز «لى انفيلد» أقوى المدافع واحدث الاسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم وسقط منهم فى المعركة 50 شهيدا و80 جريحا بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا.
وقام جنود فصيلة بريطانية بزمر من الجنرال اكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم امامهم تركيما لهم وتقديرا لشجاعتهم.
والآن وبعد مرور 63 عاما قد أعلن محافظ الاسماعيلية انه تقرر وقف تنفيذ جميع فعاليات وبرامج ومظاهر الاحتفالات بالعيد القومى للمحافظة واعلان الحداد الرسمى لمدة 7 أيام وتنكيس جميع الاعلام حدادا على روح الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين.