الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جمعة: النصوص الأزهرية تحتاج لإعادة نظر مع الحفاظ على «القرآن»

جمعة: النصوص الأزهرية تحتاج لإعادة نظر مع الحفاظ على «القرآن»
جمعة: النصوص الأزهرية تحتاج لإعادة نظر مع الحفاظ على «القرآن»




كتب - أشرف أبو الريش
قال الدكتور محمد مختار جمعة فى رسالة موجهة إلى الأئمة والدعاة إنه لا شك أن كل مسلم غيور لدينه يريد أن يرى الأزهر قمة.. شامخة وراية خفاقة فى سماء العالم كله، ذلك أن الأزهر هو صمام الأمان للفكر الإنسانى المستنير المستقيم، أو هكذا ينبغى أن يكون على أقل تقدير.
لقد مر على مصر أزمان طويلة كان الأزهر فيها أحد مفاتيح علاقاتها الخارجية، وبخاصة آسيا وأفريقيا وكثير من دول العالم، فإذا ذكرت مصر ذكر الأزهر، وحيث ذكر الأزهر ذكرت مصر، فهما متلازمان شكلًا وموضوعًا اسمًا وسماحة وحضارة وتاريخًا، فهو أحد أهم معالمها الفكرية والتاريخية، فلا أظن أن زائرًا فى العالم قصد زيارة مصر دون أن يخطر بباله بصورة أو بأخرى أزهرها الشريف.
تلك أيامه الشامخة الزاهرة ودياره العامرة على مر ما يزيد على ألف عام، لم يتغير خلالها، ولم يخن عهدًا ولم يخذل أمة، ثم تغيرت الظروف وتغير الزمان وتغيرت الأحوال وجدد العالم نفسه تجديدًا متسارعًا كان مطلوبًا من الأزهر فيه أن يكون على العهد فى الإبداع والتجديد المستمر والقراءة العصرية الواعية لما كتب من حواش وشروح فى ظروف ناسبت عصرها وزمانها ومكانها وبيئتها، وأصبح عصرنا الحاضر يحتاج إعادة إنتاج وإخراج لهذا التراث الفكرى الإنسانى شكلًا ومضمونًا فيما يحتاج إلى إعادة النظر مع الحفاظ على الثوابت والنصوص المقدسة، القرآن وصحيح سنة رسوله.
وعدم إهدار ثروتنا المعرفية التراثية الهائلة، إنما النظر فيها تنقيحًا واختيارًا فى ضوء ما يترتب عليه عمل لا ما يترتب عليه جدل، وما يتواءم ويتناسب مع المستجدات والقضايا العصرية فى إطار إعمال العقل الذى أمرنا الله تعالى بإعماله مع رحابة صدر وسعة أفق تتسع للحوار الحضارى الهادف ولا تعمد إلى أى رفض مسبق للآخر، والمختلف أو الصد حتى عن سماعه فضلًا عن مناقشته ومحاولة قبول النافع والمفيد منه والرد على ما يخالف الثوابت والعقل والمنطق بالحكمة والموعظة الحسنة، ومقارنة الحجة بالحجة والفكر بالفكر.