الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ذكرى «الثورة» ما بين حيادية «الحياة» وانحياز «صدى البلد»

ذكرى «الثورة» ما بين حيادية «الحياة» وانحياز «صدى البلد»
ذكرى «الثورة» ما بين حيادية «الحياة» وانحياز «صدى البلد»




شيماء الصباغ العنوان الرئيس لكل برامج الحوار… قتلت شيماء ! شيماء مع محمود سعد قناة رومانسية فى آخر النهار، ويطرح أسئلة بلا إجابة، ويسأل الداخلية عن قتلها ؟
أما أحمد موسى فى صدى البلد فهو يوجه الاتهام للإخوان ويرى أن مقتلها هو بداية مؤامرة الدماء، التى يدبرونها لصنع كراهية تدريجية ضد النظام، وهى مع لبنى عسل مجرد سؤال مهنى محايد سألت عن تفاصيله مع د. هشام عبد الحميد رئيس مصلحة الطب الشرعي، مشاهد شيماء تطرح مرة أخرى مسألة قانون التظاهر وتطرح أسئلة عديدة عن تكرار الأخطاء وغموض المواقف، محمود سعد كان يتحدث كمحاور صاحب رأى يأتى من خلفية عمله الصحفى وقد أعلن موقفه بوضوح أنه مع الدولة ومع القانون، وشدد على أن خرق قانون التظاهر عقوبته يجب أن تأتى عبر القبض على المخالف للقانون ويقدمه للنيابة أما قتله فلا.
محمود سعد يعرف كيف يخاطب عقل وقلب المشاهد، ولم يؤلمنا بتكرار عرض مشهد قتلها، بل عاد لآخر ما كتبته شيماء على صفحتها فى شبكة التواصل الاجتماعى «البلد دى بقت بتوجع … مفيهاش دفا… شارحاً افتقادنا فى المعاملات الإنسانية للمحبة والدفء الإنساني، ثم أكمل ما كتبته شيماء الصباغ وكأنها تنعى نفسها بشفافية قبل رحيلها «يا رب يكون ترابها براح وحضن أرضها أوسع من سماها».
إنها رومانسية الثوار الطيبين التى تتعجل تحقيق استحقاقات 25 يناير، وتخلط العمل السياسى بالأحلام الثورية.
وهكذا دعا محمود لموقف مهنى وهو القبض على هؤلاء الشباب العزل لا  قتلهم عقاباً على نبل مشاعرهم، وإن خالفوا القانون، وحقيقة الأمر أن رفع السلاح فى وجه من يحمل السلاح حق مشروع، أما من يرفع لافتة ويردد عيش حرية عدالة اجتماعية، فيجب على الشرطة المدنية المحترفة حمايتهم من أنفسهم ومن أي محاولات للانتقام منهم، أو تقديمهم قرباناً على مذبح صناعة الكراهية.
أما أحمد موسى فى صدى البلد فهو يحقق ويصدر الحكم فوراً وينسب اغتيالها للإخوان.
وحتى ولو كان ذلك صحيحا فكان عليه أن يتمهل قليلاً حتى تظهر أدلة على ذلك، أما لبنى عسل فسألت السؤال المهنى ولم توجه الاتهام لأحد ولذلك أبرزت اتصالاً هاتفياً مع الطب الشرعى أكد فيه مقتلها بخرطوش ومن مسافة ثمانية أمتار وأن الإطلاق جاء من الخلف، وبينما نفى بيان اللواء هانى عبد اللطيف المتحدث الرسمى باسم الداخلية امتلاك الداخلية للخرطوش أو استخدامه فى فض التظاهرات، أجاب د. هشام عبد الحميد بأن الخرطوش طويل اللسان مستخدم لدى أطراف عدة ومنها الداخلية… أما لبنى فلم تعلق وتركت نفسها للأسئلة المحايدة.
النتيجة أن شيماء الصباغ وجنازتها تحولا لرمز ثورى ورفعت فى جنازتها بالإسكندرية شعارات لن نترك دماء الشهداء، وتأججت مشاعر  غضب فى البيوت، النائب العام استدعى للتحقيق طاقم العمل الشرطى بقصر النيل، وشهود العيان وزملاء المظاهرة هكذا أيضاً تابعت لبنى عسل فى اليوم التالي، … أما الإجابة القانونية العادلة الحقيقية السريعة والمقنعة والحقيقة فى تقديرى هى الحل الوحيد لمنع توتر جديد يبدأ فى صدور الشباب الثائر المدنى الحالم، ومصر فى حاجة لهم فى مشروعها نحو المستقبل.
شهيدة هى قطعاً وبلا شك شهيدة حبها لمصر وشهيدة رقة قلبها الشاب.
شهيدة هى بلا شك، أما القاتل مجهول، ولا يجب أبدًا أن يظل مجهولاً.
أما الدماء فجميعها حرام … حرام، والشعوب التى دفعت منها الكثير طال طريق دخولها نحو المستقبل والثورة الفرنسية مضرب الأمثال فى الدماء كثمن لدخول المستقبل ليست نموذجاً للقياس لأن 25 يناير السلمية الشعبية تظل قيمتها وعظمتها وعبقريتها فى غياب الدماء عنها وفى غياب السلاح، وفى اقتصاد واضح فى الدماء المدفوعة كثمن بالمقارنة بحدث جلل مثل 25 يناير، ادعوا لشيماء الصباغ معى بالرحمة والمغفرة وبالقبول عند ربها مع الشهداء والصديقين، فهى شهيدة الإفراط فى المشاعر الطيبة وسلامة الظن، اللهم جنب مصر الدماء … اللهم أسبغ علينا من عندك سكينة وتسامحاً وصدقاً.