السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عماد النحاس: «الأهلى» منجم إفريقيا للبطولات

عماد النحاس: «الأهلى» منجم إفريقيا للبطولات
عماد النحاس: «الأهلى» منجم إفريقيا للبطولات




حوار - وليد العدوى


نادرا ما يحقق لاعب فى النادى الأهلى ما حققه ابن المنيا عماد النحاس، خاصة أنه لم يكن من أبناء القلعة الحمراء، لكنه نجح فى ضرب أرقام قياسية، على صعيد البطولات والانجازات، بشكل غير مسبوق، وفى زمن قياسي، دفعت به الى سماء النجومية الدائمة فى ساحة الجزيرة.
انضم النحاس للأهلى نجما كبيرا، قادما من الاسماعيلى، بعد أن شق طريقه الطويل من قلب الصعيد، لكنه ازداد بريقا ونجومة مع الفانلة الحمراء، وكان صاحب بصمات واضحة ومؤثرة وفارقة، وسط جيل يصعب أن يتكرر مرة أخري، جيل تحول أفراده الى اساطير، سواء وهم داخل المستطيل الأخضر، أو حتى بعد الاعتزال، وعلى رأسهم محمد أبوتريكة ووائل جمعة، أو زميليه فى الانطلاق من الاسماعيلي، محمد بركات وأحمد حسن، والأخير يعد بلديات النحاس، لكونهما من نفس المدينة الصعيدية «مغاغة» الشهيرة بمحافظة المنيا.
على الصعيد الشخصى قدم النحاس نموذجا رائعا للرياضى صاحب الأخلاقيات الرفيعة، التى كانت سببا مباشرا ورئيسيا، فى اعتماد مسئولى الاهلى عليه، منذ أولى لحظات اعتزاله، على عكس ما يحدث مع نجوم كثيرين، من ابناء الاهلي، ليشارك النحاس فى بناء أجيال للمستقبل، من خلال العمل فى قطاع الناشئين، ويضع كعادته بصماته الواضحة والفارقة، لكن سرعان ما قرر تحويل دفته، والاتجاه الى العمل فى اقصى جنوب مصر، وقبول مهمة المدير الفنى لفريق الكرة الأول بنادى أسوان، الذى ينافس على الصعود لدورى الأضواء والشهرة.
أسئلة كثيرة طاردت النحاس فى خطوته الجديدة مع أسوان، أبرزها.. لماذا ترك الأهلى فى هذا التوقيت، وتحديدا مع تولى مجلس محمود طاهر مقاليد الأمور؟.. ولماذا اسوان التى وافق على تدريبها؟.. وهل اتخذ تلك الخطوة فى اطار المغامرة؟.. أم أنها محسوبة بدقة يصحبها رؤية ودراسة لنجاح محدد من وجهة نظره؟ والأهم.. كيف ينظر الى الرياضة وكرة القدم فى الصعيد بشكل عام؟.. أسئلة كثيرة حرصنا فى «روزاليوسف» على طرحها، ووضعها على مائدة الحوار مع نجم الدفاع الأول عماد النحاس:
 كيف تفسر ظاهر اقتناص الأهلى للبطولات وتحديدا الكونفيدرالية رغم الظروف الصعبة؟
 - هذا هو الأهلى الذى اعتدناه يجمع البطولات المختلفة محليا وافريقيا فى اصعب الظروف والمواقف، واعتقد ليس هناك أصعب من تلك التى مر بها هذا الجيل عندما طالبه الجميع باقتناص بطولة الكونفيدرالية الجديدة على الكرة المصرية، بعد فشل الكثير من الأندية فى ضم هذه البطولة لسنوات، حتى جاء الأهلى وحقق اللقب مع جيل حديث مازال يحاول البحث عن التجانس بين بعضه البعض، فحقًا الأهلى منجم بطولات داخل أفريقيا.  
■ حصلت على فرصة العمل بالأهلى ورغم ذلك رحلت مؤخرا لتدريب أسوان.. لماذا؟
- كرة القدم لا تعرف الثبات الدائم، لذا لا يبقى شيئا على وضعه للأبد، وكنت سعيد بتجربة العمل داخل الأهلي، كنائب لرئيس قطاع الناشئين، والعمل مع كابتن محمد عامر، لكن كان للإدارة الجديدة برئاسة المهندس محمود طاهر رؤية نحو عمل بعض التغيرات، وفقا للفكر الجديد، والذى نتج عنه تغيير90% من المدربين والاداريين، هادى خشبة، محمد يوسف، محمد عامر، سيد عبد الحفيظ، واستبدالهم بآخرين من أبناء الاهلى ايضا، وتزامن ذلك مع تجدد عرض تدريب أسوان، فقررت الموافقة فورا.
■ هل شعرت أن هناك تربصا أم أنه تغيير وفقا للمصلحة العامة من وجهة نظر الادارة الجديدة؟
-  بالطبع لا، جميعنا أبناء الأهلى والكل يخدم فى موقعه، حتى لو كان خارج هذا الكيان الضخم، فمثلا وانا مدرب لأسوان، بالتأكيد أنا أمثل النادى الأهلى، بعراقته ومبادئه، ودورى أن أكون خير سفير له فى أى مكان أذهب اليه، أما عن فكر الادارة الجديدة، فهو حق مشروع لها أن تختار من يعمل معها، وأعتقد أن استقدام عبد العزيز عبد الشافى ومحمود صالح وأمين عرابى للعمل فى القطاع أمر جيد ومفيد لانهم من أبناء الأهلي، ويستحقون تلك التجربة، فى الوقت الذى وجهت فيه الادارة الشكر لنا جميعنا على الفترة التى قضينها، ليتجه كل منا الى مكان جديد خارج أسوار القلعة الحمراء.
■ تقول أن أسوان جدد العرض عليك.. كيف؟
- تلقيت عرض تدريب أسوان منذ عام ونصف العام، وقت عملى فى الأهلي، لكن الظروف وقتها لم تسمح بقبول المهمة، احتراما لوجود زملاء مدربين مع الفريق، حيث جاء العرض وسط الموسم الكروي، وهو ما أرفضه، لان التجربة وقتها ستكون محسوبة عليك، دون أن يكون لك يد وحق فى اختيار العناصر التى ستعمل معها، وهوما تحقق فى المفاوضات الأخيرة، حيث جاء العرض فى التوقيت المناسب، بعد انتهاء الموسم الماضى، فضلا عن تعاون مجلس الادارة فى توفير جميع الاحتياجات من التعاقد مع لاعبين جدد، بهدف الصعود لدورى الأضواء والشهرة.
 ■ هل تراهن مع أسوان على الصعود هذا الموسم؟
- سنعمل جميعا على تحقيق هذا الهدف، خصوصا أن هناك تجاوب وحالة من التفاهم سواء من مجلس الادارة برئاسة دكتور حسن عبد القادر، ونائبه صلاح سمور، وعضو مجلس الادارة جمال قاسم، وجميعهم الحقيقة أتفقوا على أسم عماد النحاس كمدير فني، وأنا لدى الرغبة فى وضع بصمة جديدة تحسب لرصيدى فى العمل الفني، فسبق وأن تلقيت عروضا كثيرة للعمل الاداري، لكنى أميل وارغب فى العمل كمدير فني، وستكون التجربة مع أسوان بداية جديدة نحو عالم التدريب، فى ظل دعم مالى ومعنوى من الجميع هنا داخل اسوان، وعلى رأس الداعمين السيد المحافظ مصطفى يسرى، لان غالبا يتوقف النشاط الرياضى وتحديدا الكروى فى المحافظات على مدى رعاية المحافظ لها.
■ حدثنا عن طاقم الجهاز الفنى المعاون لك؟
- الجهاز يضم أبناء أسوان المخلصين، وعلى رأسهم حازم عبد الله المدرب العام، أحد أفراد الجهاز الفنى السابق فى الموسم الماضي، ومحمد زيزو حشمت المدرب المساعد، وأحمد كمال مدرب حراس المرمى، والحقيقة كلنا أبناء جيل واحد، وبيننا تفاهم وانسجام واضح منذ البداية، ارجو من الله عز وجل أن ينعكس هذا بإيجابية على نتائج الفريق فى الموسم الجديد.
■ ماذا عن الصفقات الجديدة وأبرز اللاعبين فى أسوان؟
- نجحنا الى حد كبير فى عمل توليفة متميزة من اللاعبين القدامى والجدد، فى حدود الامكانيات المادية المتاحة، ويحسب لمجلس الادارة أنه ترك المسئولية كاملة فى اختيار اللاعبين للجهاز الفني، تنفيذا لرغبتى الشخصية فى عمليه الانتقاء، وكنت حريصا على اختيار عناصر من بين الأندية المنافسة فى دورى القسم الثاني، الذى يحتاج الى لاعبين أصحاب مواصفات خاصة، لان دورى القسم الثانى ملىء بالمشاكل والصعوبات.
■  ما هى الصعوبات التى تواجه دورى القسم الثانى من وجهة نظرك؟
- المشاكل والصعوبات كثيرة، وظاهرة للجميع وليس لعماد النحاس وحده، وعلى رأسها سوء الملاعب، فالاختلاف بينها فى قطاع الصعيد رهيب، ويكفى أن اقول لك أن من سوهاج الى اسوان، لا يوجد الا أربعة ملاعب بحالة جيدة، من أصل 12 ملعبا، أى أن هناك ثمانية ملاعب لا تصلح لاستقبال مباريات ومنافسات فى دورى مهم مثل القسم الثاني، فالملاعب تعانى من سوء الأرضيات، فضلا عن تواجد الجماهير بكثافة على الخطوط، لعدم وجود مدرجات اصلا، وهو ما يخل بمدى قانونية تلك الملاعب من ناحية، ويهدد الأمن والسلامة من ناحية أخري، وانا هنا لست فى حاجة الى توضيح الصورة فى حال الخسارة وسط هذه الجماهير، كلها أمور يجب أن توضع فى الاعتبار جيدا، حتى لا تحدث كوارث جديدة فى الملاعب، لا قدر الله.
■ نعود مجددا، حدثنا عن طبيعة وشكل نجوم أسوان فى الموسم الجديد؟
 - كما قولت لك، نجحنا فى عمل توليفة جيدة، تجمع عناصر الشباب مع أصحاب الخبرة فى ملاعب دورى القسم الثاني، فهناك مؤمن جابر ومحمود الخميسى من مواليد 92، بالأضافة الى سبعة لاعبين من القدامى بالفريق، كما تم التعاقد مع لاعبين من سوهاج، محمد عاشور، وأحمد رمضان وأثنين من مغاغة، ومثلهم من سمالوط، لكونهم على علم جيد بطبيعة منافسات دورى القسم الثاني، كما تعاقدنا مع لاعبين من القاهرة وتحديدا من نادى طلائع الجيش، وعمرو يوسف من سموحة، مع الحفاظ على أبناء اسوان الكورى وسلكه ومارادونا وفنجري، أما فى حراسة المرمى تم التدعيم برضا من الألومنيوم، وتلاحظ أن التوليفة مختلفة، تم جمعها بناء على احتياجات الجهاز الفني، ووفقا للميزانية المتاحة.
■ ما وضع أسرتك الشخصية بعد الانتقال للعمل فى أسوان؟
- بالتأكد سيظل أولادى فى القاهرة، بسبب ارتباطهم بالدراسة، وسيقتصر قدومهم الى أسوان على فترات الاجازات الدراسية فقط، فى الشتاء مثلا، وعموما الغربة بالنسبة لى عنهم ليست بجديدة، بسبب المعسكرات الطويلة.
■ ماذا عن الأهل فى مغاغة؟
- مغاغة هى مسقط رأسى كما يعلم الجميع، والاتصال بها لا ينقطع أبدا، لان بها أهم جوهرتين فى حياتي، أبى وأمي، حفظهما الله، فضلا عن أشقائى وأصدقائى هناك، لكن ظروف العمل هى التى تحتم عليّ الابتعاد عنهم قليلا.
■ بصفتك نجم كرة دولى نشأت وظهرت فى قلب الصعيد، ماذا ينقص هذا القطاع المهم؟
- قطاع الصعيد، رغم ضخامته واهميته الا أنه يعانى من اهمال شديد وواضح، وحتى لا يتفرع الحديث، سأشرح لك وجهة نظرى على الصعيد الرياضى والكروي، فمخطئ من يظن أن قطاع الصعيد فقير فنيا، بل على العكس تماما، هناك نجوم ومواهب مدفونة، تحتاج فقط لمن ينفض عنها الغبار، لان كرة القدم اصبحت صناعة، حتى يظهر نجوم جدد بحجم أحمد حسن وهشام عبد الرسول وعماد النحاس.
■ لماذا لا تظهر المواهب فى الصعيد بانتظام؟
- بسبب الاهمال سواء فى الملاعب، أو فى قطاعات الناشئين والشباب، التى لا تجد من يتابعها، وكل ما ظهر وسيظهر من نجوم محض صدفة فقط، وليس بناء على خطة مدروسة وواضحة المعالم، والخطة تحتاج الى دعم مادى قوي، لا يقتصر فقط على دعم المحافظة او رجال الأعمال، حتى لا تكون الخطة مرهونة بأشخاص، كما هو الحال فى أندية رجال الأعمال والشركات، والا أين الألومنيوم، وتليفونات بنى سويف، وأسمنت أسيوط، وغيرها، كلها أندية ظهرت فجأة واختفت فجأة ايضا، هذا بخلاف الانهيار الواضح فى الاندية الجماهيرية فى المحافظات.
■ ما التصور الذى تقترحه للخروج من الأزمة؟
- أتمنى أن يتم تسويق مباريات دورى القسم الثانى بشكل احترافى جيد، حتى يتوافر للأندية دعم مالى قوي، حت تتمكن من عقد صفقات محترمة قادرة على النهوض بمستوى المنافسات، واخيرا ضرورة الاهتمام بالملاعب والأكاديميات ومراكز الشباب.