السفير الإسرائيلى السابق : سليمان رجل المهام الحساسة بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن
اسلام عبد الكريم
فى أول تعقيب إسرائيلى على رحيل «عمر سليمان» قال عضو الكنيست الإسرائيلى ووزير الصناعة السابق «بنيامين بن أليعازر» فى حوار لصحيفة «يديعوت أحرونوت»: «مصر فقدت بطلا»، واصفا إياه بأنه بطل مصر وكان أحد البارزين فى صد حركة «حماس».
وقص «بن أليعازر» عن علاقته المقربة مع «سليمان» وقال «أقدر نزاهته وقدرته على معرفة ما يفكر به الناس، لقد كانت لديه علاقات ممتازة مع مسئولين كبار فى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أنها خسارة للشعب المصرى».
وأضاف قائلا: «لقد اعتمد مبارك على سليمان، فقد كان مسيطرا على الأذرع الأمنية وكانت لديه علاقات ممتازة مع مسئولون أمنيين وسياسيين فى تل أبيب، وقد عرفته القيادة السياسية الإسرائيلية كأحد المؤثرين على مبارك ، وكان يعتبر المسيرة السلمية مهمة للغاية».
وأوضح عضو الكنيست الإسرائيلى – الصديق الشخصى للرئيس السابق «حسنى مبارك – أنه سعد للغاية عندما علم أنباء ترشح «سليمان» للرئاسة، وقال: «لقد كان وطنيا يدرك جيدا مصالح مصر، وعلاقتى به كانت وثيقة للغاية، تشاركنا سويا فى العديد من المسائل، ومن بينها ملف الغاز، وكنت أحدثه تقريبا كل يومين».
وأوضح «بن أليعازر» عن ما أسماه مساهمة «سليمان» لإسرائيل فى أوقات الأزمات، حيث ساعدها عندما نقل إليها 150 قطعة من سعف النخيل عندما كانت إسرائيل تعانى من نقصها. مشيرا إلى اللقاءات والمحادثات التى أجروها سويا، مقدرا نزاهته وقدرته على معرفة ما يفكر به الناس.
كذلك حاورت صحيفة «يديعوت» السفير الإسرائيلى السابق فى القاهرة «تسيفى مزئيل»، ووصف «سليمان» أنه رجل نفذ مهمات حساسة بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، وقال: «لقد كان مشاركا فى جميع الحوارات بين البلدين، غير ما كانت وسائل الإعلام تتناوله».
وأضاف «مزئيل» قائلا: «لقد كان يسافر لإسرائيل وللولايات المتحدة وينفذ أعماله بصورة هادئة، وكل حوار بين مصر وإسرائيل كان بإشرافه»، مشيرا إلى أن اللواء الراحل كان من بين الذى شكلوا السياسات المعادية لإيران فى مصر. تحدث أيضا السفير السابق عن فترات سابقة كان يحظر خلالها نشر صور أو معلومات عن «سليمان» خلال فترة التسعينيات. ووصفه بأنه كان «الرجل السر»، وقال: «أتذكر عندما نشروا صورته لأول مرة مع مبارك وتفاجأ الجميع من أن الرجل السرى لمبارك تم الكشف عنه».
وأشار إلى أن «سليمان» قد أجرى عدة زيارات لإسرائيل ولم يتوان عن لقاء «أفيجدور ليبرمان» بعد أن أعلنت الحكومة المصرية عن مقاطعته، وصرح قائلا: «لقد التقى بليبرمان وحاول تقليل حدة التوتر بين البلدين، لكنه لم ينجح فى حل الأزمة».
واستطرد فى حديثه موضحا أن السلام بين مصر وإسرائيل كان باردا، لكنه كان جيدا من النواحى الأمنية، وأكد أن رئيس المخابرات المصرى السابق أيد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وقال: «لقد تمت المحافظة على السلام لحد كبير بفضل سليمان، لقد كان رجلا معتدلاً وجديًا، رجل دعم الاتفاقية وحاول دائما تخفيف القضايا. أيضا فيما يتعلق بالشأن الإيراني، فقد كان معتدلا فى مواقفه ودائما أيد السياسات المناهضة لإيران».