الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رشاد كامل يكتب: يا عزيزى كلنا ولاد كلب!

رشاد كامل يكتب:   يا عزيزى كلنا ولاد كلب!
رشاد كامل يكتب: يا عزيزى كلنا ولاد كلب!




لم أكن أعرف أن هناك جمعية اسمها «جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء» حتى صباح الاثنين الماضى، وهذا تقصير منى واعتذر لذلك.
فقد نشرت الزميلة «الأهرام» على صفحتها الثانية عدة سطور تحت عنوان «فى تقرير جمعية حماية المشاهدين» أن عام 2014 الأسوأ فى تاريخ الإعلام المصرى، وجاء فيه كما كتب الزميل «محمد مصطفى حسن» أن التقرير اعتبر العام الماضى كان الأسوأ فى تاريخ الإعلام المصرى سواء على مستوى المهنية والحريات والقضايا المثارة والخروقات المهنية!
ورصد التقرير بعض المصطلحات التى تداولتها وسائل الإعلام بكثرة ومنها: «عميل وخائن» وتهديدات للمخالفين فى الرأى من عينة «ها أربيك وها أعرفك مقامك يا ابن....» و«أنت مش عارف أنا مين وها أقفل لك القناة»، حيث تكررت تلك العبارات بكثرة فى البرنامج على الشاشات المختلفة.
وانتقد التقرير برامج الثقافة الجنسية والجرأة غير المعهودة فى تناول موضوعات كانت من المحرمات على الشاشة المصرية مثل الجن والعفاريت «ريهام سعيد فى صبايا الخير» من خلال الحلقات التى عرضتها فى الفترة الأخيرة.
ورصد التقرير بعضا من الخروقات المهنية منها كما سرد فى سطوره، وجه محمد الغيطى تهمة ترويج أكاذيب حين قال فى شهر أغسطس الماضى عبر برنامجه على شاشة قناة «التحرير» إن الأسطول السادس الأمريكى دخل المياه الإقليمية المصرية فى أثناء تظاهرات 30 يونيو بهدف احتلال مصر، مؤكدا أن السيسى كان مستعدا للدخول فى حرب ضد الولايات المتحدة، وبعد الحلقة بيوم واحد تم نفى تلك الشائعة ولم يعتذر الغيطى عن هذا «الخطأ».
انتهى ما نشرته الزميلة «الأهرام»، وكنت أتمنى أن تتناول الفضائيات وبرامجها وأفنديات وهوانم البرامج هذا التقرير وعرضه ومناقشته تطبيقا للشعار العبيط الذى لا يؤمن به أحد «الرأى والرأى الآخر».
ولا أعرف باقى ما احتواه التقرير من خروقات وتجاوزات، لكننى أشاهد العجب من قلة الأدب، والجهل النشيط من نجوم وضيوف بل ومشاهدين أيضا، وشتائم بالأب والأم والأعضاء الحساسة دون أى خجل، بل أرى السعادة والسرور والحبور فى وجه المذيعة حين تتصل مشاهدة كريمة تشكو صغر أو قصر قضيب زوجها! وتزداد سعادة المذيعة الآنسة حينما تسأل زوجة عن الوقت المناسب للعملية الجنسية (يا نهار أزرق ومطين بطين وزقت). والغريب أن معظم هؤلاء الأفندية والهوانم الذين احتلوا الشاشات والبرامج هم أكثر من يتحدث عن ميثاق الشرف الإعلامى والمهنية والكود الأخلاقى (الكود مش الكوز).
ثم ما هذا الذى يذاع ويبث فى برنامجى «طونى خليفة» و« منى عراقى» على شاشة «القاهرة والناس»، ثم كم يتقاضى ضيوف هذه البرامج وهم يتعرون ويتحدث عن تفاصيل اغتصابهم أو حمل أخت من شقيقها أو أخرى تروى أنها تحب وتعشق خيانة زوجها كل يوم وكل ساعة.
وما أكثر المرات التى ينفرد بها البرنامج بمفاجآت مذهلة لم تتوصل إليها أجهزة التحقيق، فقد أكدت مذيعة مثلا أن فرنسا نفسها متورطة فى حادث شارلى إبدو، أما «ريهام سعيد» فقد علقت على مشهد سقوط نعش فاتن حمامة أثناء الجنازة بأن السبب هو المخدرات! ثم أكدت بثقة لا حدود لها أن ثلاثة أرباع الناس دى بتأخذ مخدرات!
وعلى هذه الصفحة ومنذ أيام كتب زميلى «محمد عصام» عن موقف للإعلامى الأستاذ «مدحت شلبى» فى برنامجه «مساء الأنوار كمان وكمان» حين قال: الكلب أوفى الكائنات على الإطلاق معرفش ليه لما حد يشتم حد ويقوله يا ابن الكلب بيتصور انها شتيمة مع إنها مديح.
والجزء الأول من الكلام صح، فالكلب فى وفاء نظير له، لكن البنى آدم هو الذى أهان الكلب باستخدام اسمه فى الشتيمة، وهكذا أصبح المصطلح شتيمة وقلة حيا وقلة أدب بل وجريمة قذف وسب!
لكن طالما الإعلامى الرياضى الأستاذ مدحت شلبى صاحب أشهر مصطلحات كروية «الله عليك يا حبيب والديك» و«يخرب عقلك يا راجل» وغيرها، وقد قال واعترف أن جملة «ابن كلب» مش شتيمة بل هى مديح، فدعونى أقول لكم بكل فخر واباء وشمم:
يا عزيزى كلنا ولاد كلب!
آسف.. أقصد ولاد ستين كلب يا عم مدحت!