الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أولياء الرحمن فى رمضان ـ الحلقة الأولى




تتوقف «روزاليوسف» عن حلقات كتاب «إضلال الأمة بفقه الأئمة» بمناسبة حلول شهر رمضان، على أن تعود لتستكمل طريق التصويب ونهج تطوير الفقه الإسلامى الذى يحمله لينفض غبار الجمود بعد شهر رمضان بإذن الله.
ونبدأ من اليوم حلقات أولياء الرحمن فى رمضان وهى سلسلة ممنهجة للمسلم الذى يريد طريق الهداية الفقهية بعيدا عن موروثات العادة فلا فائدة من طقوس بلا تدبر ولا إخلاص ولابد من الوصول إلى طريق «حى على الفلاح» الذى ينادى به المؤذنون فدين المقلدين فى خطر وهم فى مهب ريح الغواية أكثر من رياح الهداية لذلك لابد للمسلم البصير أن يرى المنهج بعينيه بلا انقياد أعمى فلا خير إلا فى الإخلاص.. وهو بيدك حتما فهذا هو ما تحمله تلك السلسلة الجديدة للمسلم ليرى النور يقينا لا تقليدا.
لعل الواقع يشهد بأن أقوال المسلمين فى وادٍ، ومنهاجهم العملى فى وادٍ آخر، ولعله يشهد أيضًا على استنبات المسلمين عقائد من معين غير القرآن، ولقد ساهم الفكر التراثى القديم، ومنهاج الكثير من الدعاة ـ بعد ذلك ـ فى عدم الاجتهاد، حيث اجتهد بعض الأميين فى ترسيخ قيم ومبادئ ضالة تنطلق منها المنظومة العملية لأداء المسلمين وممارساتهم لحياتهم فى الطقوس ومعاملاتهم بين بعضهم البعض، ثم جاء المحدثون فقلدوهم دون فكر.
وسوف أقوم بضرب الأمثال، لكن لتأثرى بما يفعلونه بشهر رمضان ونحن في أول أيام الشهر الفضيل، فسوف أبدأ بطقوسهم ومناهجهم العملية فيه.
أولا: الطقوس العملية المتصادمة مع القرآن فى شهر رمضان.
لقد نظَّم النَّاس طقوس حياتهم بشهر رمضان من خلال موروثات أحاديث ورثوها ونسبوها لرسول الله، ولم يحاولوا عرضها أبدًا على القرآن، ولا إيجاد العلاقة بين فقه الآية ومُراد الحديث، ومحاولة التواؤم بينهما بلا تبرير مُصطنع من سفاح، وكأن أجيالهم تُصمم وتُخطط للابتعاد رويدًا رويدًا، وجيلا بعد جيل عن كتاب الله، وأحاديث أُخرى لم يفهموا مغزاها ولا ملابساتها، ونادرًا ما تجدهم يتفاعلون مع آيات كتاب الله سبحانه وتعالى، لأنهم دوما مع الحديث يدورون معه حيث دار.
فمن منابع تجفيف تعاليم القرآن اعتمادهم على حديث: {كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به} بما يعنى أن الحديث يبين كثرة ثواب الصوم عن أى عمل آخر يقوم به العبد، لذلك تجد المسلمين وكأنما يقومون بمظاهرة للتقرب إلى الله فى شهر رمضان.
1ـ وعندهم حديث:{أن من أدَّى فيه خصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدَّى فيه فريضة كان كمن أدَّى سبعين فريضة فيما سواه}، فترى النَّاس وقد اشتاقوا لقراءة القرآن، وانكبوا على أداء صلاة القيام، وأصبح منطقهم مع الله منطق الانتهازيين من غير أصحاب الضمائر، فهم يحاولون اختزال علاقتهم مع الله فى شهر واحد من العام، بل هناك من يحاول اختزال عمل وفرائض العام كله فى ليلة واحدة يعتكف فيها بالمسجد، وهى ليلة القدر، لكنهم وفى غمرة تلك المظاهرة السنوية نسوا أن الإخلاص هو رائد العمل، ونسوا أن الله يتقبل من المتقين، حيث يقول تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }المائدة27؛ وتراهم وقد أصبحوا فريسة لموروثات أفسدت عقائدهم وعلاقاتهم مع ربهم.
نحن لا ننكر فضل شهر رمضان، ولا كرامة ليلة القدر، ولا نُنقص من قدر العمل فيهما وفى غيرهما من أيَّام وليالى الله، لكن أن ينكب المسلم على قراءة القرآن ويقاوم كى يحصل على ختامه فى شهر رمضان، يحدوه أمل أن يغنم الثواب العددى للحروف والكلمات التى يقوم بقراءتها، إنما يُعبِّر هذا السلوك ـ فضلا عن عدم وجود الإخلاص ـ عن فقدان المسلم لفقه الحديث، وفقدانه للأهداف القرآنية.  
2ـ نعم إن الله عز وجل قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ..}البقرة185؛ لكن لا يجب أن يكون هدف المسلمين من تلاوة القرآن حصد أكبر عدد من الحسنات، ولا يجب أن يكون نهمهم لختام القرآن هو المستهدف من طموحاتهم، إذ يجب على المسلم المخلص، والمؤمن بعبوديته لمالك الملك الذى لا شريك له، أن تنبثق أهدافه العملية من خلال أوامر وإشارات آيات كتاب الله، فكيف بهم يتصورون ضمان احتساب حسنات لهم؟!، هل غاب عنهم أن الله لا يتقبل الأعمال إلا من المتقين؟!.
 وما ظن المسلم فى نفسه بعد أن يعلم إن الله اطَّلع مسبقا على خبيئة نفسه التى ستطوى القرآن، وتتوقف عن صلاة القيام، وتغُل يدها عن مساعدة المحتاجين بعد رمضان، أسيستمر فى اعتقاده بأن جهده مقبول، أم أن الشيطان الذى يدفعه سيدعمه بقولة حق أُريد بها باطل وهى {الله أعلم حيقبل من مين}، لذلك رأيت أن أُقدِّم للقارئ الصورة التى يجب أن يكون عليها فكرُه حين يُقبل على قراءة القرآن، وذلك فى نقاط على النحو التالي:ـ
 أ ـ التوبة عما فات من هجر المسلم لكتاب الله تلاوةً وعملاً.
 ب ـ أن يُوقن بأن تلاوة القرآن فريضة وليست نافلة، وأن الابتعاد عنها ضلال شرعي، وذلك لقوله تعالى فى سورة النمل: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِى حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{91} وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ{92}}.
ج ـ عقد النية على التلاوة بهدف الحصول على هداية الله، وذلك لقوله تعالى:{ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} البقرة2؛ وقوله تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِى لِلَّتِى هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9.
د ـ عقد النية للحصول على رحمة الله، وذلك لقوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82.
هـ عقد النية على الاعتصام بكتاب الله من شطط الشياطين والكافرين من الجن والإنس، وذلك من قوله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً }الإسراء45.
إن البنود الخمسة السابقة من الأهمية بمكان لصلاح حال وعقيدة المسلم، ذلك أن من يستهدف طلب الهداية من قراءة القرآن أكثر ثوابا فى العدد من الذى يستهدف الثواب العددى الذى قد لا يصل إليه من الأصل، لأن الهداية نبراس كل ساعة، إنما القراءة نبراس الساعة التى يقرأ فيها العبد فقط.
وإن العبد الذى يهتدى بالقرآن ويتأدب بآدابه سيحظى بنعمة الشفاء والرحمة التى وعدها الله المؤمنين، كما سيحظى بالأمن والأمان اللذين وعدهما الله قارئى كتابه، كما أن هذه الأهداف لا ينقطع الطلب عليها بعد رمضان أو قبله، بل تعبر عن روح الإخلاص التى تكتنف العبد الذى يطلب الهداية من القرآن، أما أصحاب التلاوة للحسنات وأعدادها فإنهم ـ فى غالب أمرهم ـ غير متحلِّين بالإخلاص الواجب للعبادة التى يرجون قبولها.
نعم إن للقراءة أجرًا حسابيًا، لكنه زهيد القدر بجانب الهداية، بل إن الهداية هى الأجر الأصيل المؤكد لمن يتلو القرءان، فالله تعالى حين يقول فى سورة فاطر:{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ{29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ{30}، إنما يعنى بكلمة الأجر فى أساس الأمر أنها الهداية، لأن القرآن متعاضد المعانى ومتماسك الكيان، ولا تناقض فيه، فالهداية هى الأصل الأصيل للأجر على التلاوة، ثم الرحمة، ثم الشفاء، ثم التَّحصن من أذى الكافرين، ثم الثواب العددى المحاسبى، لذلك فإن صرف النية حين تلاوة القرآن لطلب الهداية والرحمة والشفاء والتَّحصن هو الأساس الذى يجب أن يترصده قارئ القرءان، لكن لأن ثقافتنا فى الدين تنبع من السُّنة السمعية وليست السُّنة النبوية الحقيقية، كما لا تنبع من كتاب الله، فنحن نتبنى استهداف الثواب العددي، لأنه وارد بالسُّنة النبوية السمعية فى حديث {لا أقول {ألم} حرف، بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف وكل حرف بعشر حسنات}.
3ـ أما عن ترصد ختام القرآن فى شهر رمضان، فإنه قد يكون سُنَّة صحيحة عن رسول الله، لكن المسلم الواعى يبدأ بالأهم فالمهم، فتدبُّر القرآن واجب، وختامه سُنَّة، لكن لعلم المسلم بأنه سيهجر القرآن بعد رمضان، لذلك تراه يُقدِّم السُّنة على الفريضة، وما ذلك إلا لكونه أسيرًا للكم على حساب الكيف، رغم أن النَّاس ـ فيما أهمهم من حياتهم ـ يهتمون بالكيف على حساب الكم.
فأما كون تدبُّر القرآن فريضة فذلك لقوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}ص29؛ وقوله: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24؛ فانظر ـ رحمك الله ـ كم يتعجب الله من الذين لا يتدبرون القرآن!، وراجع الآية من سورة {ص}، كيف أن من أسباب تنزيل الكتاب أن يقوم النَّاس بتدبر آياته، لتعلم أن التدبر فريضة غائبة عن وعى أولئك الذين يتسارعون من أجل الختام، وما ذلك إلا لأن جبريل ـ عليه السلام ـ كان يراجع محمدًا كل ما تنزل من القرآن فى شهر رمضان.
ومسألة العدد والحساب مع الله تصلح عنوانا لمنهج الجانحين عن الإخلاص لدين الله، الذين لا يريدون الاعتصام بالله، ولا يصطبغون بصبغة الله، فهم يعتصمون شهرا ويعتكفون فيه يومًا أو عشرة، وهم بذلك يُسقطون باقى ما عليهم من اعتصام واجب طوال العام، لذلك تراهم وهم فى حالة استنفار قصوى، وتمتلئ بهم المساجد، وتتقلب صفحات المصحف بين أيديهم، وبألسنتهم تتلوى الكلمات، لكن دون مخالطة الآيات لقلوبهم، وما ذلك إلا لغياب الإخلاص واليقين الإيمانى الواجب لدخول الجنة، ولو أنهم تعلَّقوا بالقلوب بدلا من التعلُّق بالقوالب والأعداد والأزمنة، لكان لهم شأن آخر.
ولقد ساهم الكثير من أئمة المساجد فى ذلك الزَّخَم الرمضاني، وذلك بتهيئة المساجد ودعمها لاستقبال رمضان، وتأكيدهم على كثرة ووفرة حسنات رمضان، وهم يقولون ذلك دون أن يلمسوا واجب الإخلاص المفروض، ولا أن يُعلِموا النَّاس بأسباب ورود الحديث الشريف، ولا يُقدموا بمنهاجهم القرآن على السُّنة، بل على العكس يُقدِّمون مقتضيات السُّنة القولية على القرآن فى القول والعمل، فلا تكاد ترى أو تسمع أحد منهم يتكلم فى التدبر الواجب، لأنهم يريدون من طرف خفى أن يكون النَّاس عالة عليهم، لا يفقهون إلا ما يقوله أولئك الأئمة، ولا يفهمون إلا ما فهمه الأئمة، فكان أن توارث النَّاس مناهج أئمتهم بلا فكر قويم ولا منهج سليم، وكان ما كان من فتاوى تبيح للكسالى التمتع بالصوم وإن كانوا لا يصلُّون، فقالوا إن الصائم لا يُحرم من ثواب صومه ولو لم يُصلِّ، ثم تراهم وهم يقيمون الوداع لشهر رمضان إذا ما قاربت أيامه نهايتها، وكأن الصوم ممنوع عليهم بعده، أو أن الثواب فيه أجزل بصرف النظر عن توافر الإخلاص، وهكذا وطَّنوا النفوس على الموضعية وعلى الزمنية والمكانية، فصار مسلم المناسبات هو المتوافر فى أسواق العبادة وسرادقاتها التى تنفض هنا لتُنصب هناك، وهكذا ماج بعضهم فى بعض بغير هدى من الله.
4ـ ومن بين طقوس الرمضانيين فى شهر رمضان، اهتمامهم بصلاة القيام فيه واعتزالهم تلك الصَّلاة بعده، وذلك لثقافتهم بالحديث القائل:{....قد جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعا...}، فتصوَّر الكثيرون ممن لا يرتوون بالدين إلا عن طريق السمع من الغير، أن صلاة القيام فى شهر رمضان فقط، رغم أن الله تعالى قال فى القرآن بسورة المزمل: { {1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً{2} نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً{3} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً{4}}؛ وقال تعالى: { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{20}} المزمل20؛ وقد أمرنا الله أن نقتدى بالرسول فكان من المُتعين على الذين يطنطنون ويصيحون لأجل السُّنن الحقيقية والمزعومة أن يقوموا الليل، كما كان النبى والصحابة يفعلون طوال العام، وأن يكون قيامهم وفق ما تم بيانه عن تغير مفهوم العمل الصالح بتغير الحال والزمان والشخص، وأن يكونوا قدوة للناس بدلا من قدوة السُّنن المزعومة، مثل السواك والحجامة والجلباب الأبيض وأكل التمر فى طعام الإفطار وغيرها من المظاهر والعادات الاجتماعية، والتبختر إلى المساجد فى مظاهرة صلوات تُؤَدَّى فى رمضان، وينفض السامر بعده، فلست أدرى كيف يتصورون ذلك سُننًا تُقرِّب من دخول الجنة.
 
الحلقة القادمة: النساء يرتدين الحجاب ثم يعدن إلى مناهج الفتنة