الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عمر سليمان .. من استراحة المحارب إلي الموت المفاجئ




أكد مستشفي «كليفلاند الجامعي» في ولاية أوهايو الأمريكية لـ«روزاليوسف» أن اللواء الراحل عمر سليمان الذي توفي صباح أمس الخميس الموافق 19 يوليو الجاري عن عمر يناهز 76 عاما حضر مساء أمس الأول الأربعاء مع نجلتيه وشخصين آخرين لإجراء فحوصات طبية حجز لها اللواء الراحل مسبقا عن طريق الفاكس والهاتف منذ أكثر من شهرين.
وكان اللواء سليمان يعاني من آلام حادة متفرقة هاجمته يوم الأربعاء الماضي أكثر من مرة يعاني منها علي فترات متباعدة مما كان يتسبب له في خفقان مفاجئ بالقلب.
وأكد المستشفي الجامعي الأمريكي أن اللواء عمر سليمان حجز غرفة واحدة بلا مرافقين وأن أول طلب له عقب تسجيل دخوله للغرفة أن يجدوا له القناة المصرية ليتابعها فضبطوا له قناة الجزيرة.
الغريب أن اللواء عمر سليمان تابع الأحداث المؤسفة التي هاجم فيها عدد كبير من الشباب محيط السفارة السورية بالقاهرة ورجال الأمن المركزي وكان مهموما للغاية.
وفي نفس السياق كشفت إدارة المستشفي أن اللواء عمر سليمان كان يعاني من حزن شديد للغاية وأن الطبيب سأله أسئلة مباشرة حول الحزن الذي كان يبدو عليه واضحا وأن رده كان جملة واحدة أشار فيها لخوفه علي مستقبل مصر وأنه لم يكن يعاني من حزن شخصي أو عائلي لكنه قال للطبيب أنه كان حزينا علي بلاده وهو ما جعل الطبيب يعتذر له شخصيا علي ما أثاره لديه من مشاعر خاصة جدا.
وعن الساعات الأخيرة في حياة الجنرال عمر سليمان كما كان يناديه أحباؤه ومؤيدوه أكد مصدر مطلع أنه أجري اتصالات هاتفية لعدة مدن أمريكية كلفته مبلغًا ضخمًا هاتف فيها معظم أصدقائه القدامي حتي بعضهم تعجب من سر الاتصال حيث لم يتواصل معه اللواء الراحل لأعوام طويلة.
كما هاتف اللواء عمر سليمان العديد من الشخصيات بالقاهرة نفسها وحاول أن يطمئنهم علي صحته وأجري ثلاثة اتصالات هاتفية مؤثرة للغاية مع ثلاث شخصيات رفيعة المستوي في الإدارة المصرية منهم عسكري كبير وطلب في المكالمات الثلاث منهما حماية بناته إذا حدث له مكروه لدي عودتهن إلي القاهرة وقال واثقا لمحدثيه أن التاريخ سينصفه من أية محاولات للتشويه المتعمد وأن المكالمات الثلاث أثرت للغاية في مستقبليها خاصة عقب سماع نبأ وفاة الجنرال سليمان.
وأكدت إدارة المستشفي أنه كان يحمل حقيبة أمتعة صغيرة توجد بها أدوات حلاقة خاصة به وتريننج أبيض واحد وحذاء رياضي مرن كان يرتديه بدون جوارب وكان معه جهاز مشغل قرآن أداره بصوت خافت في الغرفة حتي أن الممرضات سألوه فقال لهن أنه صوت القرآن الكريم وقال لهن أنه يهدئ من نفسه عند الأزمات.
وعلق أحد الأطباء أنه بدا من الوهلة الأولي رجلا منغلقا علي نفسه لا يتحدث كثيرا إلا إذا كان يطلب السؤال عن شيء محدد وقال أنه سأله سؤالا واحدا عن عدد الساعات التي سيقضيها بالمستشفي فأكد له الطبيب أنه سيخرج مساء الخميس إذا أجري جميع الفحوصات اللازمة.
وأكد طبيب نوباتجي آخر أن سليمان كان فعلا حزينا للغاية وأنه تحدث عدة مرات في الهاتف بطريقة قال عنها الطبيب أنها فريدة للغاية فكان لا يسمعه حتي من يقف بجانبه وكان الطبيب متعجبًا من كيفية تمكن متلقي الاتصال من سماع ما يقوله المريض سليمان له.
وأشارت إدارة المستشفي إلي أن جهات سيادية أمريكية أبلغتهم أن المريض عمر سليمان شخصية رفيعة المقام في مصر وانهم في المستشفي كانوا يعرفون وجهه شخصيا ولم تكن المعلومات جديدة عليهم وأن هناك ضباطا كبارا للغاية في جهاز المخابرات المركزية الأمريكية أقاموا لعمر سليمان مراسم وداع رسمية في دقائق قليلة.
وعن التفاصيل التي رفض الكثير من موظفي إدارة المستشفي سردها بدعوي أنهم كانوا خارج الغرفة التي نقل إليها سليمان عقب وفاته ولم يحضروا المراسم قال مسئول بالمستشفي: علمنا أن هناك فريقا من الإدارة الأمريكية ومن مستشاري الرئيس باراك أوباما في طريقهم لمقر المستشفي ولدي وصولهم في عربات الرئاسة الأمريكية التي يعرفها الجميع سادت حالة من القلق في أرجاء المستشفي وذهب الفريق الذي انضم له عدد من ضباط جهاز المخابرات المركزية الأمريكية الكبار إلي غرفة إعداد الموتي حيث يوجد جثمان اللواء عمر سليمان وكان بالغرفة عدد من الدبلوماسيين المصريين الكبار في الولايات المتحدة والذين حضروا فور علمهم بالخبر من بنات اللواء سليمان حيث كن أول من بث الخبر وطلبن المساعدة من السفارة وكن في حالة انهيار عصبي كامل لأن حالة والدهن قبلها بساعات كانت عادية جدا.
المثير أن السفارة المصرية فوجئت أن عمر سليمان الذئب العجوز كان قد أخفي أخبار مرضه حتي عن بناته ولذلك كانت الصدمة بالنسبة لهن كبيرة وكان قد أخبرهن أنه يريد عمل فحوصات عادية دورية.
وفي غرفة إعداد الموتي طلب الأمريكيون من الموظفين المصريين إجراء مراسم سريعة تقديرا واحتراما لدور الرجل العظيم فسمح لهم الحاضرون فألقي كل منهم في عجالة التحية العسكرية لجثمان اللواء عمر سليمان وكل فرد متأثر بشدة وقد أعلنوا جميعا أنه كان رجلا مصريا وطنيًا ظلمه التاريخ بسبب أفعال مبارك ونظامه ثم غادر الجميع المستشفي وبقي ممثل عن البيت الأبيض مع جثمان اللواء سليمان ومعه تفويض بإنهاء جميع الإجراءات دون أي تأخير تمهيدا لإعادة الجثمان إلي مصر.
وقد تأكدت «روزاليوسف» أن عدة اتصالات قد استقبلها البيت الأبيض فور التأكد من نبأ الوفاة كان منها مكتب الرئيس «محمد مرسي» والمشير «محمد حسين طنطاوي» رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة ووزير الخارجية «محمد عمرو» واللواء «مراد موافي» رئيس جهاز المخابرات العامة وقد طالب الجميع بإنهاء الإجراءات سريعا وقد سافر علي الفور وفد مصري رسمي خاص لمتابعة إنهاء الإجراءات خاصة أن بنات اللواء عمر سليمان لم يستعددن بأي نفقات زائدة عن الغرض من السفر لعمل فحوصات طبية سريعة.
وعن التشويه المتعمد الذي أثير حول موضوع الصندوق الأسود صرح مصدر سيادي كبير أن لا أحد في مجال العمل السري يملك نسخًا من المعلومات والمستندات حتي يكون لنفسه صندوق من أي لون حتي أن القانون الخاص بعمل الأجهزة السيادية يجرم من يوجد في حوزته أي مستندات كانت تخص عمله وأن القانون نفسه يحرم أي من أعضاء هذا المجال بالبوح بما لديهم إلا عقب مرور ما لا يقل عن 20 عاما علي الأقل وبعد أن يحصل علي التصريح اللازم أيضا بما يعني أن القصة كلها مختلقة وكانت لتشويه اللواء رحمه الله.
المثير أن معلومات خاصة حصلت عليها «روز اليوسف» أكدت أن اللواء عمر سليمان أصيب بأزمة قلبية خفيفة لم يعلن عنها نهائيا بعد ساعات قليلة من إعلانه تنحي الرئيس المخلوع وأنه عولج وأجري فحوصات طبية عاجلة في مستشفي عسكري كبير وكان يؤجل إجراء تحاليل وفحوصات طبية حتي ينتهي من ملف الانتخابات المصرية وقد ظل يناور حتي أيامه الأخيرة وكان يعلم أنه مريض بالقلب ويتعجب البعض فقد كان يحافظ علي الأسرار في أي شيء حتي أنه ذهب إلي الإمارات ليناور علي معلومات أنه ذاهب إلي الولايات المتحدة للعلاج.
وقال صديق قديم له في الخدمة كان سرًا يمشي علي الأرض وعندما كان يريد الذهاب إلي وسط القاهرة كان يخبر الجميع أنه مسافر للإسكندرية.
يذكر أن اللواء عمر سليمان شغل منصب رئيس جهاز المخابرات المصرية خلفا للواء «نور الدين عفيفي» الذي شغل المنصب من عام 1991 وحتي عام 1993.
وقد تسلم اللواء عمر سليمان مهام مدير المخابرات بداية من مساء الجمعة 22 يناير 1993 وحتي الجمعة 28 يناير 2011 وقد عين في صباح السبت 29 يناير 2011 في منصب نائب الرئيس الذي كان يستحقه علي مدي أعوام طويلة وهو اللواء الوحيد الذي قال لا لمبارك ولجمال مبارك في أوج سلطتهم وقوتهم.