الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أوباما بين «زلطة مرسى» و«غلطة مبارك»!

أوباما بين «زلطة مرسى» و«غلطة مبارك»!
أوباما بين «زلطة مرسى» و«غلطة مبارك»!




كتب - رشاد كامل

أظن أن الرئيس الأمريكى «أوباما» يعرف جيدا مغزى ومضمون المثل الشعبى المصرى الذى يقول: «حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط»!!
والرئيس «أوباما» يطبق هذا المثل حرفيا على كل ما يحدث فى مصر منذ ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو وحتى الآن!!
«أوباما» عاشق ولهان غرقان لشوشته فى حب «ثورة يناير» لكنه كاره وساخط ويطيق العمى ولا يطيق سيرة ثلاثين يونيو، وكل ما تلاها!! ويتحفظ عليها ويرفض الاعتراف بها كثورة شعبية «طظ».
تأكد لى ذلك الانطباع تماما عقب قراءاتى لأبرز ما جاء فى حديث «أوباما» مع الصحفى البارز «فريد زكريا» على شبكة محطة الـ«سى. إن. إن» وحسب ما نشرته الزميلة الوطن «28 يناير» فإن الرئيس «أوباما» حذر «مبارك» بأن الاحتجاجات الضخمة فى ميدان التحرير لن تتوقف«!!!» وحثه على الخروج من الأزمة من خلال السبل الإصلاحية وأن يصبح - أى مبارك - والديمقراطية!!
وأضاف «أوباما» قلت لمبارك: سيدى الرئيس أعتقد أن المظاهرات فى مصر مثل المارد لا يمكنك وضعه مرة أخرى فى القمقم!!
فأجاب «مبارك»: يا سيادة الرئيس أنت لا تفهم المجتمع المصرى هنا، وكل شيء سيكون على ما يرام، وسوف ينتهى كل شىء».
وما لم يقله «أوباما» فى حديثه منذ أيام، لكنه كان يردده دوما وبإصرار أنه كان يستعجل رحيل مبارك وتركه مقاليد السلطة، وكلنا نذكر جملته الشهيرة التى راحت فضائية الجزيرة ترددها: «الآن.. الآن.. الآن.. أى رحيل مبارك الآن»!
وهنا بالضبط يبدأ التدليس والتهجيص من الرئيس أوباما فقد رأى الاحتجاجات الضخمة فى ميدان التحرير والتى وصفها بالمارد الذى لا يمكن وضعه مرة أخرى فى القمقم، ومن ثم يجب على مبارك الخروج من الأزمة، لكن أوباما وإدارته ومخابراته وأجهزته التى تعرف دبة النملة بل النملة الذكر من النملة الأنثى لم ترصد أو تشاهد الملايين التى خرجت فى 30 يونيو تطالب برحيل «مرسى» وجماعته وتهتف الشعب يريد إسقاط الإخوان تماما، كما هتفت ضد «مبارك» ونظامه.
أوباما وجماعته فى البيت الأبيض وعشيرته فى الكونجرس رفضت مظاهرات الملايين فى 26 يونيو التى خرجت تعطى «السيسى» تفويضا شعبيا بمقاومة ومحاربة أى إرهاب محتمل!
لماذا لم يتصل «أوباما» بالرئيس المعزول «مرسى» - كما فعل مع مبارك - ويحذره أو ينصحه بأن الاحتجاجات المصرية لن تتوقف وأن المظاهرات مثل المارد لن يمكن وضعه مرة أخرى فى القمقم»!!
ربما حاول «أوباما» الاتصال لكنه فشل فى العثور على «مرسى»، ربما أوصلوه برقم هاتف خطأ لصاحب محل موبيليا أو عصير قصب.
هل حاول الاتصال بالسفيرة الأمريكية فى القاهرة ولم يجد لديها أى معلومات حول مظاهرات الثلاثين من يونيو؟! وهل كانت السفيرة مشغولة بلقاءاتها مع د.مرسى وخيرت الشاطر ود.محمد بديع فأفهموها بأن ما يحدث مجرد ذوبعة فى فنجان ولا خوف عليهم!
هل شاهدت السفيرة هذه الملايين ولكنها تصورت إنها تشاهد أحد مشاهد المسلسلات التركى الهابطة!
رفضت إدارة «أوباما» اعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية وتحتضن ندوات ومؤتمرات قادتهم فى معهد الصحافة بواشنطن والذى تموله «قطر»!
بل تغاضت الإدارة الأمريكية وتجاهلت تماما ما نشره موقع «ذا اينكويستير» الأمريكى حول عزم الإخوان تأسيس حزب جديد ينطلق من مدينة شيكاغو اسمه «حزب الأمة» حسب ما نشرته وكالات الأنباء.
وفى نفس التوقيت تنشر «رويترز» خبرا عجيبا جاء فيه: أوقفت الولايات المتحدة نشاط «هيئة الإغاثة والتنمية» بعدما توصلت السلطات الأمريكية إلى أن الهيئة ارتكبت سوء سلوك خطير!
وتعمل هذه الهيئة فى مجال الإغاثة وقالت الوكالة الأمريكية للمعونة الدولية فى بيان لها: توصلت دراسة للوكالة إلى سوء سلوك خطير فى اداء هيئة الإغاثة والتنمية وإدارتها وضوابط عملها ومسئولياتها الحالية».
الإدارة الأمريكية توقف نشاط هيئة أمريكية لسوء السلوك، ولا تلتفت للجماعة الإرهابية على أرضها بل تدعمها وتساندها ولا يجرؤ «أوباما» على توجيه ملاحظة واحدة لها!!
صحيح صدق المثل المصرى «حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط»!! وهو ما فعله «أوباما» وعشيرته وجماعته بالضبط ودون زيادة أو نقصان!!
لقد ابتلع «أوباما» وإدارته كل الزلط الذى القاه مرسى فى وجوهنا طوال سنة سودة وتذكر فقط غلطة مبارك!!