الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

25 يناير.. ثورة أم مؤامرة .. أم ماذا؟!

25 يناير.. ثورة أم مؤامرة .. أم ماذا؟!
25 يناير.. ثورة أم مؤامرة .. أم ماذا؟!




كتب - ناجح ابراهيم

تمر هذه الأيام الذكرى الرابعة  لثورة 25 يناير التى حققت نجاحا باهرا  فى أيامها الأولى حتى صارت نموذجا جيدا  للثورات العظيمة.. ثم انتكست بعد ذلك انتكاسة خطيرة.. فبعد إزالتها لحكم الرئيس مبارك فى أقل من شهر فشلت فشلا  ذريعا  فى تحقيق أهدافها المعلنة «عيش- حرية– كرامة إنسانية».
وأعتقد أن أهم الأسباب التى حالت دون تحقيق الثورة لأهدافها من وجهة نظرى الآتى:-
1- نشر ثقافة الانتقام والتشفى بعد نجاح الثورة مباشرة وغياب معانى العفو والصفح.. مع أن آيات القرآن فى ذلك زادت على 19 آية.
2- رغبة الجميع فى الاستحواذ على كل شيء وعدم قابلية أى طرف سياسى أو قوى مؤسسية أن يترك شيئا  للآخر.
3- إذكاء ثقافة الكراهية للآخر وتعطيل معانى الحب والود بعد بداية الثورة بقليل.
4- إنزال الصراعات السياسية من عالم النخبة السياسية العاقلة والحكيمة والتى تقبل الحلول الوسط إلى الجماهير العريضة والمليونيات المتعاكسة والمتضادة والتى يغلب على خطبائها دغدغة العواطف وتهييج النفوس وحشدها للصراع والتقاتل.. فلم يعد للحكماء موطن ولا مكان حتى ضاعت مصر كلها بفعل هذا الخطاب وهؤلاء الخطباء.
5- الرغبة فى إلغاء كل الماضى وكأن تاريخ مصر بدأ منذ ثورة 25 يناير.. وكأنه لم يحدث أى خير فى مصر قبل ذلك وكأنه لم يولد فى مصر وطنى مخلص قبل 25 يناير.
6- ظن الجميع أنه يستطيع حكم مصر دون أى مؤهلات تؤهله لذلك .. وهذا كان واضحا فى نوعيات المرشحين لأول انتخابات رئاسية.
7- رغبة الجميع فى أن يبتلع كعكة الحكم فى مصر وحده دون الآخرين فأصيب هؤلاء بانسداد معوى حاد أدى إلى وفاتهم وضياع كل شىء.  
8- احتكام القوى السياسية بعد الثورة إلى الخارج أكثر من احتكامهم إلى مواطنيهم واستلهام قرارهم السياسى من موافقتهم.
9- دخول المال السياسى الحرام فى اللعبة السياسية المصرية لأول مرة منذ ثورة 23يوليه.. وعدم إنفاق هذه الأموال فى أى شىء يفيد المواطن الغلبان.
10- بداية ثقافة التخوين بعد الثورة بقليل.. وذلك من أجل أى رأى أو موقف سياسى يتخذه صاحبه.
11- استعجال الثمرة.. «فمن استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه».. فالجميع كان يريد قطف ثمرة الحكم فى مصر بسرعة البرق دون تريث أو تمهل أو حتى إعداد جيد.
12- تحول الثورة المصرية من السلمية إلى المولوتوفية والحرق.. وسن سنة الحرق دون نكير شرعى أو قانونى.. وذلك بحرق الأقسام ومقار الحزب  الوطنى.. وبعد مرور هذه السنوات الأربع احترق  فى مصر ما لم يحرق فى كل تاريخها «مساجد وكنائس ومقار الإخوان وأقسام الشرطة ونيابات ومحاكم ومحافظات وآلاف السيارات»
13- نشر ثقافة تحطيم الآخر بالحق أو الباطل.. بالصدق أو الكذب مع تعميم الأحكام والعقاب أيضا.. مع أن القرآن قال عن خصومه «ليسوا سواء».
14- فشل الثوار فى تحويل الثورة إلى دولة.. ورغبة البعض فى هدم المؤسسات دون أن تكون له رؤية لبنائها وإصلاحها.
15- فشل بعض الثوار أخلاقيا فى التمسك بالقيم النبيلة ودخولهم فى مهاترات كلامية وتربح البعض منهم دون عمل.
16- اعتقاد بعض الثوار أنه ينبغى على المجتمع المصرى أن يفوض الثوار فى  حكم  مصر  تفويضا  كاملا  لأن الثائر أولى الناس بالحكم.
17- وقعت مصر بعد الثورة بين سندان الثوار ومطرقة المجلس العسكرى ثم  بين سندان الإخوان ومطرقة القوى السياسية.. ثم بين سندان الإخوان ومطرقة مؤسسات الدولة القديمة.. وكان كل فريق يرى أنه الأجدر والأفضل بالقيادة.. ويريد أن يسوق مصر كلها إلى فصيله دون الآخرين.
18-  فشل كل المراحل الانتقالية من بداية الثورة وحتى الآن.
19- قيادة د.مرسى للدولة بعقلية وفكر الجماعة وعدم تفريقه بين فقه الدعوة وفقه الدولة.. ورهن قراره كامل لمكتب الإرشاد.
20- عدم الانتباه لنمو الجماعات التكفيرية وتسلحها فى سيناء وانشغال الجميع بالصراع السياسى عن الأخطار المستقبلية.