الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السرسجية» صداع فى رأس «الإسكندرانية»

«السرسجية» صداع فى رأس «الإسكندرانية»
«السرسجية» صداع فى رأس «الإسكندرانية»




الإسكندرية ـ أحمد عاشور


«السرسجية».. طائفة جديدة من الشعب المصرى ظهرت فى ظل الجهل والفساد الذى تعرضت له البلاد فى الآونة الأخيرة، بل والعالم أجمع، وجاءت بعد انتشار الدراما الهابطة والمبتذلة فى السينما والتليفزيون والتى تجسدت فى فيلم «عبده موتة» و«قلب الأسد»، حيث توجه العديد من الشباب لتقليد تلك الشخصية التى تمثل خطرا على المجتمع ومستقبله، سواء فى قصة شعره أو الملابس التى يرتديها أو فى استخدامه للأسلحة البيضاء وغيرها من الأساليب التى تكشف ما وصل إليه حال الشباب الذين انتشروا فى الشوارع كالحشرات التى تسبب إزعاجًا للمواطنين.
هذا وبدأت مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرا فى تدشين حملة تحت مسمى «الحملة القومية ضد السرسجية» لمناهضة التصرف الغريب، علاوة على اقتراح اعتقال جميع السرسجية، من خلال نشر المواصفات التى يمتازون بها، والتى تتمثل فى «الشنب الأخضر» الذى يعتبر بالنسبة لهم أول رموز الرجولة ودونه لا يصبح رجلاً بين أصحابه ولا يستطيع رفع رأسه فيهم.
وأوضحت الحملة أن الشعر الطويل المفلفل أو كما يطلقون عليه «الكيرلى» الذى يسكبون عليه نصف علبة جيل، أو إذا كان شعره خشن يضع عليه الدواء الملين «جلات» لفرد الشعر ليتناسب مع الموضة، إلى جانب أن السوالف لابد وأن تكون طويلة وعريضة مثل نابليون أو رفيعة مثل الفتلة، فضلا عن تربية الأظافر خاصة الأصبع الصغير، وذلك لمعاكسة البنات عن طريق الخربشة على سبيل المزاح.
كما أشارت إلى أن السرسجى تعرفه من طريقة كلامه يشبه الأغانى الشعبية المنتشرة حالياً أغانى «عبدالباسط حموده وشعبان عبدالرحيم وأوكا وأورتيجا.. وغيرهم» أما آخر صيحة لهم هذا الموسم الدراجات النارية التى اجتاحت شوارع الإسكندرية وتزعج كل المارة، ومن المنطلق قامت جريدة «روز اليوسف» لتقف على حقيقة الأمر الذى أصبح حديث الشارع السكندرى: وفى البداية يقول أشرف عبدالله «مهندس» أسكن بمنطقة جليم وهى من أرقى المناطق فى الإسكندرية حيث تسير الدراجات النارية ويصدر عنها الموسيقى الصاخبة بشكل مزعج تسبب ضوضاء، ولا أرى الراحة فى منزلى بسبب هؤلاء الشباب الطائش والذى انتشر بصورة غير معقولة.
وتضيف أميرة حسن عندما أسير فى الشوارع أكون حريصة جداً خوفاً على حقيبتى من السرقة بسبب هؤلاء الشباب الذين ينتشرون بشكل مخيف نظراً لشكلهم المريب وأسلوبهم فى التعامل مع المارة خاصةً السيدات، وعلى صعيد آخر قال على السروجى صاحب محل لتأجير الدراجات النارية أهم شىء عندى ثمن الدراجة وسلامتها ولا أفرق بين طفل وشاب لانهم يوجد بداخلهم طاقة يريدون تفريغها فى أى شىء ولا يوجد شاب فى البلاد لم يأت لعلى السروجى لاستئجار موتوسيكل فالبعض يستخدمها من أجل الترفيه والآخر من أجل العمل بها لنقل البضائع من مكان لآخر ليصرف على نفسه ويساعد أهل بيته.
أما من الناحية الأمنية فيقول النقيب مصطفى سلامة من قسم شرطة كرموز هؤلاء الشباب خارجون على القانون ومن يقع منهم فى قبضة الشرطة يتم القبض عليه ونصادر الدراجة منه بتهمة القيادة برعونة وإزعاج المواطنين والسلطات، فيما أضاف الرائد أحمد مليس من مباحث قسم المنتزه عندما نصادر تلك الموتوسيكلات ونلقى القبض على هؤلاء الشباب ولكن أصغر محام ممكن أن يخرجهم بكل سهولة بكفالة مادية لأنه لا توجد تهمة نوجهها لهم سوى القيادة بدون ترخيص إلا إذا كان المقبوض عليه مطلوباً فى جريمة أخرى.
 فيما أكد أحمد جابر المحامى على أن التهم الموجهة إلى سائق الدراجة هى مخالفة وليست جريمة يتم سحب الدراجة منه ويخرج بكفالة من القسم التابع له، مشيراً إلى أن الدراجات النارية المنتشرة بدون ترخيص هى السبب الأول فى حدوث العمليات الإرهابية حيث يقوم شخص بقيادة الدراجة دون لوحات معدنية أو رخصة قيادة والآخر يجلس خلفه ويلقى بالعبوات الناسفة على المنشأت الحيوية ويفر هاربين، كما وجهة كلامه إلى الحكومة كيف تترك تلك الدراجات النارية تدخل مصر دون ردع للخارجين على القانون الذين يسببون ترويعًا للمواطنين فى الفترة الأخيرة؟.
فى نهاية تناولنا لهذه المشكلة ورأينا الرأى والرأى الآخر هل ستلتفت الحكومة إلى تلك المجموعات والتى تكون سبباً واضحاً فى كثير من الأحيان بحدوث العمليات الإرهابية أو فى السطو المسلح أم ستظل غافلة عن هذه الفئة من
الشباب المقبل.