الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المسلمانى مؤيدًا.. معارضًا.. «حسب الظروف»‏

المسلمانى مؤيدًا.. معارضًا.. «حسب الظروف»‏
المسلمانى مؤيدًا.. معارضًا.. «حسب الظروف»‏




لا أحد منا يجهل أحمد المسلمانى الكاتب الصحفى الشهير ومقدم برنامج «الطبعة الأولى» على قناة دريم حتى فترة معينة وهى فترة توليه منصب المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية والمستشار الاعلامى لرئيس الجمهورية المؤقت «عدلى منصور» عقب ثورة 30 يوليو.
عُرف المسلمانى فترة حكم «مبارك» أنه معارضاً أو شبه معارض،  فكان ناقدا دائما وابدا لنظام «مبارك» وساخطا عليه ومسلطا الضوء على كل المشاكل الاجتماعية والسياسية التى شهدها ذلك العصر، حتى إن الكهرباء قطعت عنه داخل القناة مرة من المرات أثناء تقديمه احدى حلقاته فى 2009، لدرجة أن برنامجه هذا تعرض للايقاف فى عام 2010 وقد أعيد البرنامج بعد ضغوط من الصحف والمواقع الإلكترونية وقطاعات من النخب الوطنية والرأى العام، و هو ما أعطى صورة ذهنية عنه للرأى العام بأنه رجل مقاتل يحارب من أجل الفقراء والمهمشين.
بدأت هذه الصورة تهتز عندما عُلم بأنه تمت الاستعانة به أيام الثورة- أى ثورة 25 يناير- داخل  أحد مكاتب ماسبيرو لصياغة خطاب مبارك العاطفي الشهير الذى ألقاه عشية موقعة الجمل، والذى خرج بعدها لينفى أنه من كتب ذلك الخطاب وقال إن الخطاب الذى كتبه بالفعل هو خطاب طلبت منه القوات المسلحة أن يكتبه لتنحى مبارك وليس لاستجداء عطف المصريين، وهو ما يوضح أن المسلمانى كان وثيق الصلة بأجهزة الدولة لدرجة تجعله اختيار المؤسسة العسكرية لصياغة خطاب بحجم هذه المناسبة التاريخية.
انتهت الثورة وجاء الاخوان واستمر المسلمانى فى المعارضة والمغازلة أحيانا، ثم سقط الاخوان فى 30 يونيو وجىء بالمستشار «عدلى منصور» رئيسا مؤقتا لمصر، واُختير المسلمانى مستشارا اعلاميا له ومتحدثا باسم الرئاسة المصرية، وهنا تبدلت مواقفه 180 درجة فأين هو من مهاجمة الدولة وتسليط الضوء على السلبيات و«سلخ» المسئولين كما كان يفعل فى برنامجه من قبل، كان مغيبا غافلا عن جميع السلبيات، بل وحاول الترقى فى منصبه وتوطيد علاقاته داخل القصر الجمهورى حتى إن هناك بعض الاقاويل أشارت إلى أنه يسعى لتولى منصب نائب رئيس الجمهورية وهو ما لم ينله، كما عمل على التقرب من النخبة بشكل أكبر عن طريق عقد لقاءات معهم فى محاولة منه للفت انتباه الرئيس عدلى منصور وتصدر المشهد داخل القصر الجمهوري، أليست هذه السلطة التى كان يمقتها المسلمانى ويظهر بمظهر المعارض الشرس؟
رحل «عدلى منصور» ورحلت معه آمال وطموحات المسلمانى التى بناها داخل القصر، فبعد رحيل منصور ومجيء «السيسي» رئيسا للبلاد تم الاستغناء عنه من داخل مؤسسة الرئاسة، ويبدو أنه حاول الاستمرار لكنه فشل، وهنا كان عليه أن يعيد صياغة صورته أمام الرأى العام بشكل آخر، فأحمد المسلمانى المتحدث الرسمى للرئاسة الذى كان يبرر للدولة أخطاءها غافلا جميع السلبيات حتى البسيطة، عاد مرة أخرى أحمد المسلمانى الكاتب الصحفى والناقد والمعارض، وهنا قرر العودة للتقديم التليفزيونى مرة أخرى على اعتبار أن التليفزيون أكثر الوسائل تأثيرا على الشارع وأسرعها على الاطلاق، فعاد من خلال برنامج «صوت القاهرة» على قناة الحياة.
عودة من جديد للمعارضة وتفنيد السلبيات وعدم التماس الأعذار للحكومة فى أى تقصير والذى كان يلتمسها هو للحكومة حينما كان مسئولا، وكان آخر انتقادته للاداء الحكومى بالامس فى برنامجه حينما هاجم الدولة بشدة بعد خبر طفو توابيت فرعونية على سطح ترعة دير مواس بمحافظة المنيا قائلا: «هذا دليل واضح على التسيب والإهمال ويؤكد أن وزارة الآثار نائمة تمامًا».
وأضاف المسلمانى مهاجما: «أن هذا المشهد لو تم تصويره فى فيلم سينمائى لن نتصوره وسنقول بأن خيال المؤلف ذهب بعيدا جدًا، مؤكدًا أن الحقيقة مؤلمة أكثر من خيال ألف مؤلف».
وأيضا آثار جدلا حول توقيع الكشف الطبى على المحافظين بأنه قرار سخيف وغير أخلاقي، موضحا أنه تفاجأ بقرار الكشف على المرشحين لمناصب المحافظين فيما يتعلق بالأمراض المزمنة والكشف على عقولهم، قائلا: «لسه مستنيين المرشح يعمل كشف طبى علشان نعرف الشخص ده عاقل ولا أهبل».
فى نوع من أنواع المعارضة الشرسة الذى عاد لها المسلمانى من جديد للهجوم على أى قرار من قرارات الدولة ليصبح من مذيعى الصوت العالى الذين يملؤن الشاشات فى الفترة الماضية.
وأكد أن قرار الكشف الطبى للمحافظين يوجد به جهل شديد وإهانة للمرشحين والمنصب، لافتا إلى أن هناك رؤساء ومسئولى دول متقدمة مصابون بأمراض خطيرة ولم يجر لهم كشف طبي. ونسى أن المناصب كشفت عددا من الوجوه السياسية العامة التى كان يتوقع الشعب أنهم بكامل قواهم العقلية.
مثل البرادعى الذى تولى نائب رئيس الجمهورية وفاجئ الجميع بموقفه المتخاذل أمام الشعب.
فهل سيستمر المسلمانى فى المعارضة حتى ينال منصبا آخر داخل القصر؟.