السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أفكار «محمد عبده» أنجبت ثورة 19.. وأيدت 25 يناير

أفكار «محمد عبده» أنجبت ثورة 19.. وأيدت 25 يناير
أفكار «محمد عبده» أنجبت ثورة 19.. وأيدت 25 يناير




متابعة ـ محمد خضير


شهدت منصة القاعة الرئيسية لمعرض الكتاب ندوة حول تجديد الفكر الدينى عند الإمام محمد عبده حيث تناولت جميع الجوانب المتعلقة بـ«المواطنة والدولة المدنية»، واستدعى المتحدثون أفكار الإمام وفتاويه وطالبوا بالرجوع إليها فى وقت أحوج ما يكون فيه الوطن لمثل هذه الكتابات التى تستطيع أن تنير له الطريق فى وقت يظن فيه الظلاميون أن باستطاعتهم العودة بالمجتمع إلى الوراء.
وأكد الدكتور مصطفى لبيب أن محمد عبده كان مناسبة طيبة لإعداد الكثير من رسائل الدكتوراه نظرا لأهميته فى تطور الحياة المصرية وذكر الحضور بكتاب تشارلز آدم حول «التجديد فى مصر» والذى تمحور حول مدرسة الإمام محمد عبده.
وقال: إن محمد عبده رغم أنه لم يعمر أكثر من 55 عاما إلا أن اسهاماته الفكرية منذ تخرجه فى الأزهر وحتى وفاته كان لها شأن عظيم فى تطوير الفكر الدينى الذى هو أساس الخطاب الدينى، ووصفه بالشخصية الموسوعية، موضحا أن الإمام حين شغل منصب القاضى كان قاضيا مدنيا يجلس إلى القضاة الفرنسيين فى محكمة عابدين، وكان صحفيا وكتب فى الأهرام منذ تأسيسها العديد من المقالات، وانشأ مع الأفغانى جريدة العروة الوثقى، ولم يضع أى فترة دون أن يعمل عملا مفيدا فكتب رسالة التوحيد وغيرها وحقق كثيرًا من نصوص اللغة العربية فى البلاغة والبيان والنصوص التراثية.. إلخ
ولا ننسى دوره فى قيمة تلاميذه ومنهم سعد زغلول زعيم ثورة 1919 التى استوعبت حركة النضال لتيارات المصريين وقاسم أمين الذى تصدى لقضية تحرير المرأة والمراغى وعبدالرازق وكلاهما تقلد مشيخة الأزهر.
محمد عبده هو باعث الدرس الفلسفى فى مصر وكان أول من درس فلسفة التاريخ فى دار العلوم فضلا عن دوره فى الحركة السياسية وقبل الثورة العرابية كان يدعو إلى تغيير النظام السياسى وجعل مصر جمهورية وهو من كتب برنامج الحزب الوطنى سنة 1881 أما الكلام عن دور الإمام فى تعميق وعى المصريين فهو كبير.
وأوضح لبيب: المواطنة ليست مجرد كلام، فنحن نشهد جماعة تحرق الوطن وكان الإمام يقسم بوطنه فيقول لا الوطن ومحبته وأكثر ما نبه إليه الإمام محمد عبده دفاعه عن الدولة المدنية وكان يعتبر نفسه فى الإفتاء يقوم بوظيفة مدنية دفاعا عن تحرير العقل الذى نادى به الإسلام.
ولفت لبيب: لا يجب الخلط بين مفهوم الإسلام والمواطنة والترويج أن المسلم لا وطن له فمحمد عبده رسخ لمبدأ المواطنة ويجب الرجوع إلى نصوصه وكتاباته وفى مقامتها تفسيره للقرآن ومحاولته لتجديد أن الإسلام يبلور الوطنية أما مراعاة الإنسان لوطنه فهى قيمة أساسية كرس لها الإمام.
ويشير الدكتور أحمد زايد إلى لوحات الأدباء داخل القاعة قبل أن يقول: نجلس فى قاعة يطل علينا من جوانبها شخوص عظام ويطل علينا محمد عبده كأنه يحتفى بهم ويحتفون به.
وإذا كان موضوع الندوة هو محمد عبده والمواطنة فنحن لا نستطيع فهم فكر محمد عبده إلا بهذا الرجوع إلى سياق أفكاره فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر ففى هذه الفترة كان الاستعمار يحتل العالم الإسلامى وكانت الدولة العثمانية تتراجع ويطلق عليها رجل أوروبا المريض، وتم رفع فكرة الجامعة الإسلامية وبعض الناس ناصروا هذه الجامعة وبعضهم لم ينتصر له.
فكرة الجامعة محاولة السيطرة على الجامعات باسم الدين وكانت هنا بؤرة ادخال الدين فى السياسة فى تلك الفترة التى بدأ فيها النقاش وبدأ الحديث عن هذا المساس بالدولة المدنية التى دافع عنها محمد عبده وهو ما جعله يرفض فكرة الجامعة.
فهم محمد عبده الإسلام فهما صحيحا وهو القائل: إن القرآن نظيف والإسلام نظيف إنما لونه المسلمون بأعراضهم وانشغالهم بسفائف الأمور وكان يقول هذا الكلام ردا على من يتهمون الإسلام بالتخلف.
حتى فى فهمه للدعاة يقول: الصادق من هؤلاء ليس بكثرة عدة وما تجده أكثرهم إلا متاجرين بهذه الكلمات لكسب بعض الدريهمات ويظهر ذلك من أنهم يلفظون الأسماء ولا ينظرون إلى مدلولاتها أى أن الخطاب الدينى ليس لديه قدرة على التجديد سواء لأغراض سياسية أو منفعية.
ويرى الإمام أن سلطة الخليفة والقاضى والمفتى وشيخ الإسلام سلطة مدنية وليس دينية وحين نتكلم عن القضية الثالثة وهى نظرته إلى الحاكم قال هو حاكم مدنى من جميع الوجوه ليس بالمعصوم ولا هو مهبط الوحى.. فالأمة هى صاحبة الحق فى السيطرة عليه وتخلعه متى رأت ذلك فى مصلحتها ولكى يثبت هذه المقولة ويؤكدها كان يلجأ إلى التاريخ والاستشهادات .
وتمنى زايد لو أن الأحزاب المعاصر تأخذ بهذه النصوص وإعادة بلورتها فى ثوب جديد.
بينما التقطت منه طرف الخيط الدكتور مصطفى لبيب قائلا: انتبه محمد عبده إلى أن جوهر الوطنية هو التوازن بين الحقوق والواجبات.. القانون لا يجب أن يكون أبديا ولكنه لمصلحة الأمة وحرصه على دفع الفصام فى الدين ومستودع فكر الإمام يكمن فى تفسيره للقرآن الكريم وهو يؤمن أن الإسلام هو ختام الدعوات الدينية ومنبع الهداية.
وحذر: نحن نكون صورتنا على الإمام من خلال كتابات مريضة تتهمه بعضها بالماسونية ولا تستند إلى مسيرته وكتاباته.
ولم ينه الدكتور لبيب حديثه قبل أن يزف إلى الحضور أن الهيئة سوف تطبع تفسير الإمام محمد عبده فى مكتبة الأسرة وتمنى لو يتم نشر فتاوى الإمام محمد عبده التى تحدى فيها قرارات الخديو ودفاعه عن الذمة المالية للمرأة.
وخلص الدكتور عبدالعاطى أحمد فى حديثه عن الإمام محمد عبده إلى أهمية الدعم السياسى لعملية تجديد الخطاب الدينى قائلاً: فى غياب الرافعة السياسية لن يكون هناك خطاب تجديدى منجز وأكثر عيوب محمد عبده لم يكن لمدرسته ذراع سياسية وهو ما لم يجعل فكره يتفاعل على أرض الواقع.
وفى إطار فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الدكتور سيد خطاب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ46 الذى تقيمه الهيئة العامة للكتاب قامت الإدارة العامة للثقافة بعرض ثلاث ندوات الأولى لمناقشة ديوان «شايف كل حاجة» للشاعر السعيد المصرى شارك فى المداخلات الناقد والشاعر خالد الصاوى، الشاعر مسعود شومان الشاعر يسرى حسان، أدراها سعيد عبدالمقصود.
وفى مداخلته أشار خالد الصاوى إلى اعتماد الديوان عدة أشياء: أولا: السرد الشعرى ثانيًا: المفارقة لإثارة الدهشة لدى القارئ ثالثا: احتفاؤه بالمجاز والخيال رابعا: أن الموت تيمة خاصة فى الديوان.
كما شارك فى المناقشة رواية «جيمانزيوم» للروائية مى خالد، شارك فى المناقشة د. محسن خضير، د. أحمد المدينى من المغرب وفاطمة طعيمة وأدار الندوة الناشر شريف بكر، وفى مداخلته أكد د. محسن خضر أن الكاتبة تنتمى إلى جيل الكاتبات مى التلمسانى، نورا أمين، نهلة كرم واللاتى ينتمين إلى الثقافة الأجنبية كما أن هذا الجيل لا يحمل قضايا كبرى مثل بهاء طاهر وإبراهيم اصلان ولكنهن يتمحورن حول الذات، تعظيم الوجود الإنسانى، توسيع دائرة الحرية فمنهن جيل الحساسية الجديدة.
ووصف د.أحمد المدينى فى مداخلته الرواية بأنها ليست ناجزة بمعنى أنها ورشة مفتوحة متعددة القراءات، أنها ليست رواية فصول متسلسلة مثل روايات أخرى تحث القارئ على قراءتها، وتساءل ماذا تريد هذه الكتابة فى روايتها وأجاب أنها تريد أن تعرى مجتمعها وذاتها، كل ذلك كان فبى ندوة بعنوان «ظاهرة الأكثر مبيعا» شارك فيها مصطفى الفرماوى المشرف على دار الشروق، كرم يوسف مدير دار الكتب خان والشاعر أشرف يوسف.
أدار الندوة الكاتب الصحفى عيد عبدالحليم الذى تساءل عدة تساؤلات منها هل هذه الظاهرة ظاهرة حقيقية أم زائفة وهل ترتبط بجودة الكتاب أم أنها تتعلق بمصالح شخصية وهل هى ظاهرة يفرضها الفعل الثقافى أم من يروج لهذه الظاهرة وهل لدينا مؤسسات متخصصة فى مجال الأكثر مبيعا كما فىالغرب وفى مداخلته أكد مصطفى الفرماوى أن ظاهرة الأكثر مبيعا موجودة بالخارج كما أن المتحكم فيها عامل التسويق وهو المعيار الوحيد الذى تخضع له هذه الظاهرة.