الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عكاشة» يتطاول على «جيهان السادات» بعد تجاهلها لدعوته إجراء حوار

«عكاشة» يتطاول على «جيهان السادات» بعد تجاهلها لدعوته إجراء حوار
«عكاشة» يتطاول على «جيهان السادات» بعد تجاهلها لدعوته إجراء حوار




الراعى الرسمى للشتم والسباب فى الفضائيات المصرية، صاحب الفضل الأول فى الانحدار بمستوى الحوار فى برامج التوك شو، يعتبر من رواد لغة «البطة» فى الاعلام، أى التحدث منفردا فى برنامج مفتوح المدة قد يصل لساعتين أو ثلاث أو أربع حتى بلغ الرقم القياسى فى إحدى الحلقات وهو  ست ساعات يتحدث ويشتم ويلعن ويسب ويثير الضحك أحيانا، فهو يخرج ويهاجم ثم يعود و يشيد فلا يجد صدى لاشادته فيهاجم مرة أخرى ثم يذهب لفلان فينبذه ويعود لآخر فيطرده، إنه أول من «لطم» على وجهه على الهواء، وهو كذلك أول من سب المشاهدين وأهانهم.
خلال تقديم حلقاته واصفا اياهم «بالبلاليص» وموجها حدثيه لهم فى احدى المرات قائلا: «اتحركوا نامت عليكو حيطة»، حتى أن نفسه لم تسلم من شروره، فتطور الأمر به للدعاء على نفسه فى إحدى المرات قائلا: «يا رب خودنى وريحنى من غباء المشاهدين».
صاحب أعلى المقاطع مشاهدة على اليوتيوب إذا بحثت عن كلمة «يهاجم» فهو لم يترك أحدا إلا وهاجمه، إنه توفيق عكاشة الصحفى والمذيع والسياسى وكل شىء اذا اردت أن تقول عنه فى 17 يوليو 2013، أعلن  فجأة أثناء إذاعة برنامجه «مصر اليوم» أن هذه هى آخر حلقاته، قائلاً إنه سيعود إذا استشعر خطراً يهدد صالح وأمن البلاد وعاد بعد ذلك ليظهر مجدداً ويمارس البهلوانية الاعلامية كما عودنا.
يعتمد فى أسلوب تقديم حلقاته على مخاطبة المسئولين الكبار فى الدولة بطريقة الند بالند ،فكان يطلق على وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم اسم «حمادة هيمة» وكأنه يشاركه الجلوس على المصطبة التى يجلس عليها فى قريته والغريب أن ذلك كان يمر دون محاسبة، كذلك اعتاد التطاول على الضيوف الذين يمتنعون عن الظهور معه فى البرنامج حتى أصبح برنامجه عبارة عن وصلة من «الثرثرة» و «الفتي» السياسى على مدار ثلاث ساعات أو ما يزيد نتيجة عدم وجود ضيوف، وقد يلجأ فى كثير من الأحيان أن يكون هو الضيف فى برنامجه على أن تصبح «حياة الدرديرى» هى مقدمة الحلقة.
آخر ضحايا عكاشة فى التطاول هى السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلم كما أطلق عليه والتى تعد حرمه رمزا وطنيا لكل مصرى، إلا أنه هاجمها وأهانها فى حلقته بالأمس بعد تجاهلها لدعوة أرسلها لها لاجراء حوار قائلا عنها: «ان شا الله عنها ما ردت» وأكمل واصفا اياها بأنها كانت من نقاط ضعف السادات وأنها من جلبت له «المصائب» ،كما أنها كانت سبب الكراهية الجزئية له.
وأكمل عكاشة بذاءاته لها قائلا: «يعنى هحدد معاد مع جبريل عليه السلام ،جرا ايه يا جيهان فى ايه»... إنه مشهد أقل ما يوصف به أنه مثال واضح للهمجية الاعلامية وأن كل من يمتلك منبرًا اعلاميًا يستطيع مهاجمة من يشاء فى أى وقت و لأى سبب سواء كان متطاولا أو غير متطاول، عن سند أو غير سند فلا محاسبة لما يقال على الفضائيات ولا ضابط ولا رابط للمحتوى المقدم للجمهور  لدرجة تجعل هذا الكائن يخوض فى سيرة هذه السيدة ويصفها بأنها جالبة المصائب للسادات وأنها سبب كره الناس له ،إن مرور هذه الكلمات دون محاسبة مؤشر خطير لمستقبل الاعلام المرئى فى مصر يعطينا جميعا ضوءا أحمر يجعلنا نتوقع أن نسمع ونرى ما لم نكن نتوقعه يوما أن نراه أو نسمعه على شاشات التليفزيون.