الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أنصار بيت المقدس».. من تحرير الأرض لتدمير الأوطان

«أنصار بيت المقدس».. من تحرير الأرض لتدمير الأوطان
«أنصار بيت المقدس».. من تحرير الأرض لتدمير الأوطان




تحقيق ـ نسرين عبد الرحيم

 مذبحة رفح الأولى، ورفح الثانية، ثم  الفرافرة، وبعدها كرم القواديس، وأخيراً مذبحة الكتيبة 101، هى أكثر المذابح دموية ضد الجيش المصرى والشرطة والمدنيين، وكلها من تنفيذ الجماعة الإرهابية «أنصار بيت المقدس»، فلم تذكر الأخبار مذبحة واحدة قامت بها هذه الجماعة ضد جيش إسرائيل، الذى يحتل بيت المقدس، تلك الجماعة التى أعلنت البيعة من قبل لأيمن الظواهرى، ثم تحولت لتبايع أبو بكر البغدادى، بعد تغيير الهدف من الجهاد ضد العدو الإسرائيلى إلى إقامة المجتمع المسلم.
تمتلك جماعة «أنصار بيت المقدس» أساطيل من السيارات وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، تكفى لتسليح جيوش وليست لجماعة متطرفة، فمن الممول ومن الداعم، ومن هم الأطراف الإقليمية المسئولة بشكل اساسى عن مثل هذه الجماعة ووجودها وبقائها، فعندما تم خطف الجنود السبعة فى رفح، صرح الرئيس الاسبق مرسى بضرورة الحفاظ على الخاطفين والمخطوفين، مما يشير إلى العلاقة الوطيدة بين هذا التنظيم وبين جماعة الإخوان الإرهابية.


فمن هم أنصار بيت المقدس؟! وكيف كانت النشأة وكيف تطورت؟.. وما فكر هذه الجماعة؟!
فى البداية، يؤكد دكتور ناجح إبراهيم أن جماعة أنصار بيت المقدس هى الفرع المصرى لتنظيم غزاوى الأصل تكفيرى الفكر.. وهو يختلف فكريا وعمليا وتنظيميا مع حماس.
هذا الفرع المصرى يعد امتدادا لجماعة مصرية نشأت فى عام 2000،  وكان اسمها جماعة «التوحيد والجهاد»، وأسسها طبيب أسنان اسمه خالد مساعيد مع مجموعة من شمال سيناء، وخاصة رفح والشيخ زويد.. ثم حدثت تفجيرات طابا ودهب.. وكانت تستهدف السياحة الإسرائيلية، وبعدها ألقت السلطات المصرية  القبض على أكثر من 400 من أفراد الجماعة وقادتها.. لكن قائدها الرئيسى ومساعديه العسكريين هربوا.. وقاموا بأكبر تفجير حدث فى مصر وقتها وهو تفجير شرم الشيخ، وكان يستهدف المنطقة السياحية والفندقية، لكن التشديدات الأمنية حالت دون ذلك ففجروا السيارة فى حى مكتظ بالعمال المصريين من الدلتا والصعيد وأدى إلى مقتل 84 شابا وجرح العشرات فى مأساة مروعة.. بعدها قام الأمن المصرى ولأول مرة فى تاريخه باقتحام جبل الحلال وتكبد خسائر كبيرة، ولكنه استطاع الوصول إلى كل قادة التنظيم وتم قتلهم وقبض على بعضهم وصدرت عليهم أحكام بالإعدام.
ويضيف دكتور ناجح: فى أثناء ثورة 25 يناير هرب كل قادة التوحيد والجهاد من السجون المصرية بعد اقتحام السجون مع مجموعات أخرى من تنظيم «جند الله».. واستتبع انهيار الشرطة المصرية وأجهزتها السيادية انهيار كامل للأمن فى سيناء.. حتى إن أى ضابط أو شرطى لم يكن يستطيع أن يسير فى أى شارع من شوارع شمال سيناء.. وتم اقتحام معظم أقسام شمال سيناء والاستيلاء على أسلحتها ورفع علم القاعدة عليها.. وإعلان سيناء إمارة إسلامية مستقلة.. وكان «قسم ثالث العريش» يتعرض للقصف المدفعى أو الصاروخى يوميا من دون انقطاع.. وكان يتم خطف ضباط وجنود الشرطة  أو قتلهم أو عمل كمائن لهم باستمرار، لكن مصر المشغولة بالثورة وتداعياتها حكومة وشعبا أهملوا كل هذه الأخبار.
وانفتحت سيناء على الدنيا كلها، ودخلها كل من هب ودب وكل الجنسيات وكل الأسلحة وأهمها أسلحة الجيش الليبي، وتم بناء الآلاف من الأنفاق لكل الأهداف سواء للتجسس أو إدخال أو إخراج أسلحة أو مجموعات هاربة أو أغراض سياسية أو تجارية أو مخدرات أو  تهريب سيارات ووقود.
يتابع ناجح أن تدفق جزء كبير من السلاح الذى تم تهريبه من ليبيا إلى سيناء ومنها إلى أماكن كثيرة.. وبعضه بقى فى سيناء وكانت فيه أسلحة نوعية متطورة منها: صواريخ سام أرض جو، وآلاف قذائف (R.B.J) وصواريخ وقذائف متطورة أخرى.. وامتلك التنظيم كل هذه الأسلحة المتطورة.  

جماعة «الشوقيين»
ويواصل دكتور ناجح حديثه قائلاً أنه انضم أفراد كثيرون من الجماعات التكفيرية القديمة مثل جماعات «الشوقيين»  ومجموعات المطرية وإمبابة وبولاق وبنى سويف والفيوم والشرقية إلى حركة «حازمون»  التى جندت أيضا كثيرا من الشباب الجدد.. وهؤلاء جميعا انضموا بالتبعية إلى جماعة أنصار بيت المقدس.. التى تلقت قبلة الحياة بهذا الكم الهائل من الأتباع..  مع توافر الأسلحة التى لم يخطر ببالها أن تمتلكها.. وتحققت لها سيولة مالية ضخمة فى ظل الفوضى التى حدثت بعد ثورة 25 يناير وانهيار معظم مؤسسات الدولة.
ثم حاصرت حازمون مقر وزارة الدفاع ومعها بعض القوى السياسية الأخرى وعلى رأسهم الاشتراكيون الثوريون.. ثم قامت الصاعقة المصرية بفض هذا الحصار، بعد قيام عدة مسلحين بإطلاق النار على رقيب ضمن حراسة وزارة الدفاع فأردوه قتيلاً.. وأسقطت عملية الفض عددا من الجرحى والقتلى فى صفوف المحاصرين.. وكان معظمهم من التكفيريين الذى اتبعوا حازم أبو إسماعيل وانضموا تحت لواء «حازمون».. وتوقع بعض المحللين وقتها أن التكفيريين بدأ ثأرهم مع الجيش المصري.. بعد أن كانت كل عملياتهم قبل ذلك موجهة للشرطة فحسب.. بل ويعتقد كثير من المحللين أن مذبحة رفح الأولى كانت ردا على عملية الفض.
رغم أن حصار وزارة الدفاع المصرية كان سبة فى جبين من حاصرها، إذ إن هذه السابقة لم تحدث فى تاريخ مصر كله.. بل إن الشعب المصرى لم يفكر فيها بعد نكسة 5 يونيه 1967.
كما أن التكفيريين نسوا وقتها أنهم الذين بدأوا بالحصار لأكثر من أسبوع فضلا عن سيل هادر من الشتائم وتكفير الجنود والضباط بالاشتراك مع بعض الثوار.. ولم يرد أحد من الجنود أو الضباط، كما نسوا أن قناصا من التكفيريين هو الذى بدأ بالحرب والقتال.. ومن يبدأ بالحرب فلا يلومن إلا نفسه.. لكن التكفيريين نسوا ذلك.. وقاموا بأكبر مذبحة للجيش المصرى على أيدى المصريين فى سابقة فريدة لم تحدث من قبل.
وزادها قسوة أنهم قتلوا الجنود فى مذبحة رفح الأولى وهم صائمون يفطرون وقت أذان المغرب، كما أنهم قتلوا الجرحى بما يخالف حتى الأعراف الدولية فى الحرب.
وفى مذبحة «كرم القواديس» قاموا بضرب عربات الإسعاف وقتل الجرحى أيضا.
وهذا يشبه ما كان يفعله الخوارج مع خصومهم.. مع أن على بن أبى طالب وهو الذى سن قتال البغاة مثل الخوارج قال فى أوامره لجيشه التى أصبحت فقهًا يدرس بعد ذلك «أنه لا يجوز التزفيف على الجرحى» أى لا يجوز الإجهاز عليها فى الحرب.. فقد كان رحيما بهم ولكنهم لم يرحموه وغدروا به وقتلوه وهو خارج لصلاة الفجر.. ولولا حذر معاوية وعمرو بن العاص لكانا قتلا كما قتل الإمام علي.
معظم الذين تدربوا فى معسكرات أنصار بيت المقدس ذهبوا إلى سوريا.. وقد يذهب المنضم إلى سوريا أولا ويعود إلى المعسكرات ثانية.. وهذه المعسكرات كانت فى قرى برفح بعد ثورة 25 يناير بعدة أشهر.. وكانت على مرآى ومسمع من الجميع وجاءت إليها جنسيات متعددة.
وظل التنسيق والتدريب والهروب المشترك متواصلا دائما بين المجموعات التكفيرية الغزاوية - وهى غير حماس -  وبين أنصار بيت المقدس ولم يتوقف أو يتعطل أو يقل تدريجيا إلا بعد عزل مرسي، وبعد قيام الجيش المصرى بإغلاق الحدود وهدم الأنفاق والسيطرة على الحدود.. أما قبل ذلك فمن يطارد فى سيناء يهرب إلى غزة ومن يطارد فى غزة يهرب إلى سيناء.. وهكذا.  يقول دكتور ناجح كانت هناك خطة متكاملة لدى أنصار بيت المقدس وقادتها الكبار الذين كانوا يعيشون فى القاهرة لتحويل سيناء إلى إمارة إسلامية يتكون فيها تنظيم عسكرى عولمى multinational  من كل الجنسيات والبلاد.. ويستقطب كل من يرغب فى القتال سواء ضد الحكومات الكافرة «كما يسمونها فى الدول العربية حول فلسطين» أو ضد إسرائيل لتحرير فلسطين.
والغريب أنهم صنعوا كل شيء لقتال المسلمين ولم يتحركوا خطوة فى الفكرة الثانية.. ولن يتحركوا فى الغالب.

تكوين القضاء الشرعى
كانت لدى التنظيم فكرة تكوين ما يسمى بالقضاء الشرعى.. وتم إعداد دورات للبعض فى ما يسمى القضاء الشرعى بأفكار غاية فى السطحية والسذاجة لا تليق بهذا الاسم العظيم «القضاء الشرعي».
وتعد جماعة أنصار الشريعة هى أكثر الجماعات التكفيرية المصرية شبها بداعش فكرا وسلوكا وممارسة.
والتنظيم  فى بداياته كان يتبع القاعدة ويدين بالولاء لـ أيمن الظواهرى .. ولكنه ترك هذه التبعية وقفز من مركبها الذى أصابه العطب ليركب السفينة الأكبر وهى داعش التى أعلنت الخلافة رسميا.. وخلعت يد الطاعة من الظواهرى بل طلبت منه النزول على طاعتها.
 يضيف دكتور ناجح: تعد أنصار بيت المقدس أول جماعة تكفيرية فى مصر تذبح بعض السيناوين، والغريب أنها فعلت ذلك بحجتين متناقضتين.. فقد ذبحت مجموعة بعد التحقيق معها ومحاكمتها فى محاكمها السرية بتهمة التعاون مع إسرائيل.. وذبحت المجموعة الأخرى بحجة التعاون مع الجيش المصري.. وقد ذبحت فى الشهر الماضى قرابة 17 سيناويًا.
هذه هى جماعة أنصار بيت المقدس التى لا تحسن شيئا سوى القتل والذبح والموت.. أما صنع الحياة الصالحة فلا تعرف عنه شئيا. 
 من جانبه، أكد الشيخ جابر قاسم وكيل المشيخة الصوفية أن أول ظهورعلنى  لتلك الجماعة كان 25/1/2011، وكانت قبل ذلك قد أنشئت بهدف تحرير بيت المقدس، ثم انقلبت عقب تولى محمد مرسى حكم مصر وأصبحت تؤيد السلفية الجهادية التى تعتبر من لا يحكم بأمر الله كافرًا.
ومنذ السبعينيات كانت الجماعات التكفيرية تتخذ سيناء كمأوى لها، لكن مع ثورة 25 يناير تطور الامر وتحالفت انصار بيت المقدس مع الجماعات التكفيرية واعلنت سيناء إمارة اسلامية تخضع لسيطرتهم، وبدأ السلاح المتطور يصل اليهم عن طريق غزة والتمويلات الخارجية ومن ليبيا، حتى كونت جيشًا بسيناء وبدأت تظهر بالعربات البيضاء وعليها الرايات السوداء، وضمت جميع التيارات السلفية الجهادية التى تتبنى أفكارا قائمة على تكفير الحاكم وأركان حكمه حتى وصلوا الى تكفير المجتمع، وأصبحت جماعة انصار بيت المقدس عقب ثورة يناير على علاقه وثيقة ومرتبطة بأفكار باقى الجماعات التكفيرية مثل جماعة التكفير والهجرة وجماعة أنصار الجهاد والسلفية الجهادية والجماعات الجهادية المنتشرة فى الشيخ زويد ورفح بل واصبحت افكار تلك الجماعات تتطابق مع افكار تنظيم القاعدة ومنذ السبعينيات كانت تلك الجماعة التكفيرية المنتشرة فى سيناء تتستر تحت ادعاء أنها أنشئت لمحاربة اليهود وتحرير بيت المقدس، ومنذ عام 1995 وحتى 1998 أنشأ شخص يدعى هشام السعدنى الجناح العسكرى لتلك الجماعات بهدف محاربة اسرائيل  ثم تطور الأمر من خلال ظهور جماعة التوحيد والجهاد التى قامت بتفجيرات شرم الشيخ ودهب ونويبع سنة 2004، ووصل بهم الامر الى ان  كونوا مجلسًا سمى «المجاهدين أكناف بيت المقدس» واستوطنوا بسيناء واعتبروا مرجعية تنظيم القاعدة مرجعيتهم.
ويضيف قاسم أن  الفكر الجهادى كان موجودًا فى مصر منذ منتصف السبعينيات بعد قتل السادات على يد الجماعات الاسلامية، ومن المعروف أن الاخوان المسلمين هم اول جماعة نشأت عام 1924، وخرجت منها جميع التيارات الدينية الأخرى ومنها التكفيرية التى كانت تحلم بدولة الخلافة، ونسوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم توفى ولم يترك سوى أركان الدولة التى هى الحكومة التى يجب ان تقوم على العدالة والمساواة والأخوة، ولم يقل إنه سيأتى من بعده خليفة رسول الله، بل سيدنا ابو بكر قال أنا خليفة رسول الله، ولم يقل خليفة الله وعمر بن الخطاب، بل قال عن نفسه أمير المؤمنين ولم يقل المسلمين، ولكن جميع التيارات الدينية لهم فكر مختلف يقوم على الأوهام، فالغريب ان اتباع بن لادن كانوا يعتقدون أنه لن يموت أبدا وأنه الخليفة المنتظر وهذا من فعل اليهود.
وتابع قاسم: إسرائيل جن جنونها عندما قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتقليص مسافة خط الحذر بيننا وبين غزة لأجل حماية حدود مصر، ما يؤثر على الحدود بيننا وبين إسرائيل فى حدود 5 كيلومترات، لذلك فإن أمريكا قابلت جمال حشمت وقيادات الاخوان واخرجت حماس من المنظومة الارهابية، ولم تدع سوى حزب الله، أى لأنها رأت ان السيسى سيقلص الحدود ويقوم بتنمية سيناء.
ونفس الشىء الذى حدث ايام السادات، فعندما علموا أن السادات سيقوم بتنمية سيناء، وبدأ يخطط لنفق مع شركات يابانية، اعتبر هذا خطرا على اسرائيل ومن خلال الجماعات المتطرفة قامت إسرائيل بالتخلص من السادات.
 وأعتقد أن تمويل تلك الجماعات وراءه إسرائيل وتركيا والجماعات المتطرفة بالسودان وليبيا وأفغانستان وفلسطين «حركة حماس».
وشدد قاسم على أن أمريكا تؤيد الإخوان الآن كيدا فى الرئيس عبد الفتاح السيسى لأجل اسرائيل التى حصرها الرئيس فى خط الحذر 5 كليوات داخل الحدود المصرية.  

تحرير القدس
 فيما أكد دكتور رفعت لقوشة أن جماعة «أنصار بيت المقدس»، كان هدفها الأساسى فى بداية النشأة تحرير القدس من الاحتلال الإسرائيلى، وبالتبعية تحرير جميع الأراضى الفلسطينية، ولذلك كانت إسرائيل فى أصل إنشائه هى العدو، وجرى بعض الاشتباكات بين أنصار بيت المقدس وإسرائيل فى البدايات، ولكن فجأة، توقفت هذه الاشتباكات بين الجماعة وبين القوات الإسرائيلية، بما يعطى انطباعا بأمرين الأول أنه قد حدث اختراق إسرائيلى للجماعة من ناحية، وحدث تفاهم بين إسرائيل والجماعة من ناحية أخرى، والاختراق له شواهده، أكثرها بروزًا أنه كان يسبق أى عملية لجماعة بيت المقدس تحذيرات إسرائيلية لرعاياها تأتى من إسرائيل بمغادرة سيناء، وفى بعض الأحيان، كانت المواقع الإسرائيلية تستبق الحدث وتعلن عنه، ومن ثم هناك شواهد على الاختراق.
يبقى بعد ذلك التفاهم، فالشواهد تقول إن التفاهم تم على أساس أن تحل القضية الفلسطينية مبدئيًا على أساس تبادل الأرض ما بين إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية، التى بمقتضاها يتم تهجير عدد من الفلسطينيين إلى سيناء، فى نفس الوقت تترك إسرائيل زاوية مفتوحة لجماعة بيت المقدس وآخرين مرتبطين بها لإقامة إمارة إسلامية فى سيناء، فى مراجعة هذا التفاهم لابد من النظر الى جزئيتين.
الجزئية الأولى هى النقلة الفكرية التى حدثت داخل جماعة أنصار بيت المقدس والمكاسب الاستراتيجية لإسرائيل، فما يتعلق بالنقلة الفكرية التى حدثت لجماعة أنصار بيت المقدس، أنهم استبدلوا الهدف، فبدلا من من تحرير القدس والأراضى الفلسطينية، أحلوا بديلا له وهدفًا آخر له الأولوية، وهو إقامة الخلافة الاسلامية، ومن هنا بدأ الاتصال بين جماعة أنصار بيت المقدس وداعش.
على الجانب الآخر المكاسب الاستراتيجية لإسرائيل، بالإضافة إلى أنهم سوف يغلقون ملف المسألة الفلسطينية بتبادل الأراضى، فإنهم قد يحظون بفرصة لانهاك الجيش المصرى وكسره من خلال العمليات المتبادلة التى تقوم بها أنصار بيت المقدس وحلفاؤهم، هذه هى صورة الخريطة الآن على الارض.. كل هذا يقود إلى استنتاج مباشر، وهو أن الإرهاب قد بدأ الآن بالفعل حربه ضد مصر.. وعن التمويل، أكد لقوشة أن أنصار بيت المقدس الآن لديها ارتباطات بداعش، وبأطراف أخرى، وبالتالى عن طريق داعش والأطراف المخابراتية يمكن بسهولة الحصول على التمويل، فقضية التمويل لم تعد قصة معقدة عن طريقها يمكن الحصول على التمويل والسلاح والمحترفين الذين يقومون بتنفيذ العمليات وينسقون لها.