الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«إسرائيل» تشعر بالرعب بعد إعلان «حزب الله» أنه لم يثأر بعد

«إسرائيل» تشعر بالرعب بعد إعلان «حزب الله» أنه لم يثأر بعد
«إسرائيل» تشعر بالرعب بعد إعلان «حزب الله» أنه لم يثأر بعد




ترجمة - سيد مصطفى

أكد وزير الخارجية الإسرائيلى «أفخيدور ليبرمان» أن الفشل فى غزة شجع حزب الله على مهاجمة إسرائيل، حيث هاجم وزير الخارجية الرد الإسرائيلى على هجمات حزب الله، موضحا أنه يخدم مصالح المنظمة الإرهابية قائلا: «الجرف الصامد هو المثال المعاكس للردع».
وأكد ليبرمان أن التصعيد فى الشمال جاء مع غياب رد الفعل الإسرائيلى لمهاجمة حزب الله، ما أسفر عن مقتل جنديين وقال إن القرار يؤدى إلى «أن تجرى الهجمات الإرهابية عبر الأراضى السورية ضد إسرائيل على أساس منتظم وفقا لتقدير حزب الله».


وأضاف أن كل من يقول نحتاج إلى احتواء الحدث والانتظار، لا يعى أنه فى الممارسة العملية تسمح إسرائيل لحزب الله ببناء القوة حتى الحدود الإسرائيلية مع سوريا، حيث يمتلك الإرهابيون كميات كبيرة من الأسلحة الفتاكة بحيث يمكن أن تعمل ضد تل أبيب فى أى وقت من الأوقات.
وأوضح ليبرمان أن هذا الأسبوع جرت تجربة صاروخية لحماس وقبل أسبوع من ذلك شوهدت مسيرات حماس التى رفعت فيها الأسلحة المتطورة التى تبنى ضد إسرائيل، ودلل ليبرمان على ضعف الردع الإسرائيلى أنه بعد سنوات كانت النتيجة أن حزب الله لم يردع حقا بعد ما تعرض له من إسرائيل خلال حرب لبنان 2، وكيفية تصدع هذا الردع بسبب ما حدث.
وجاءت أقوال ليبرمان وفق تصريحات أخرى أدلى بها حيث رأى أن الرد غير متناسب لمهاجمة حزب الله، والذى ينسجم مع هدف المجتمع الدولى الذى أعلن عن نفسه قبل أسبوعين فى أعقاب الأحداث فى أوروبا.
وأشار ليبرمان إلى أن إسرائيل اضطرت مرة أخرى لإغلاق المطارات، وهذه المرة فى حيفا وروش بينا، وإغلاق الطرق والمواقع السياحية ووقف الحياة اليومية للكثير من الإسرائيليين، حيث يملى العدو توقيته على إسرائيل، واصفا الوضع بأن المنظمات الإرهابية تحاول أن تتحكم فى مفتاح الكهرباء للحياة العادية للمواطنين فى إسرائيل.
الردع الإسرائيلى
يأتى ذلك فيما لم تهدأ أصوات الخطر بداخل إسرائيل بعد التصعيد الأخير على الحدود السورية الإسرائيلية، وبالرغم من دعاية نتانياهو واليمين الإسرائيلى بما اسموه قوة الردع الإسرائيلى، إلا أنه لا تزال قطاعات كبيرة من المجتمع الإسرائيلى متخوفة من رد حزب الله خاصة بعد تصريحات قادته بأنهم لم يثأروا لقتل «مغنية» بعد، وأكدوا أنه لا تزال كل الاحتمالات مفتوحة للمعركة القادمة التى بدأت فى القنيطرة، وباتت تخيم على وجوه الكثيرين من ساسة تل أبيب ومحلليها علامات الحذر من السيناريو الأسوأ، الذى ينتظروا قدومه من الشمال فى ليلة لا يزال موعدها غامضا لهم.
قال الكاتب الإسرائيلى «أمنون لودر» خلال مقاله المنشور بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن حزب الله اختار الطريق الأسهل للرد على عملية اغتيال جهاد مغنية بينما لا تزال عملية القنيطرة ضربة رادعة لقواته وأيضا مؤثرة على الدعم الروسى الواصل للتنظيم أثناء الحرب.
هجوم ضخم
وأكد لودر أن على حزب الله أن يفكر مرتين قبل أن يرد بقوة على الهجوم الإسرائيلى، الذى أودى بحياة مغنية وعدد من قادة الحرس الثورى الإيرانى، حيث إن نتانياهو ضغط عليهم ليقوموا بهجوم ضخم، لكن الحديث الأخير لحزب الله بين أنه ليس فى حاجة لتصعيد الحرب مع إسرائيل حاليا، وفى تقديره أنه يمكنه إعادة صياغة حساباته بحسب الخلفية الاقليمية وذكائه التكتيكى بالمعركة، ولكن بالرغم من ذلك يمكن أن يحدث هجوم للحزب وسيكون لإسرائيل رد مؤلم ولكن الحزب يعتقد أنه يعرف ما هو الوقت المناسب للتعامل مع أعدائه.
وبين المحلل أنه فى الفكر الإسرائيلى كان يمكن تجنب تلك الأخطار عن طريق هجمة جوية مضادة تضرب طول الحدود السورية اللبنانية، ولكن فى الواقع باتت إسرائيل محاصرة، حيث تحول الشمال لمجموعة غير مسبوقة من التنظيمات الإرهابية والجهادية، بينما توجد فى الجنوب حماس والتى تعتقد تل أبيب بأنها بريئة وطفولية، لكن كل ردود الفعل محتملة كان أبسطها ما قام به حزب الله بإشعال الحرائق فى جبل دوف عندما هاجم الدورية الإسرائيلية وقتل أربعة من أفرادها، ما سبب إغلاق الشمال الإسرائيلى كله.
تسع سنوات
وأوضح لودر أنه فى هذه المناسبة وبعد ما يقرب من تسع سنوات على اغتيال مغنية الكبير وهو الأب «عماد مغنية»، لم يتمكن حزب الله من تنفيذ هجوم الانتقام له، لأن فى ذلك الوقت كانت لا تزال قدرات التنظيم محدودة، لكن الآن بات يجوز له حق الردع وشن هجوم واسع، حيث أن نصر الله يظن أنه بإمكانه أن يدفع إسرائيل إلى الحرب.
الرد فى شكل هجوم على الحدود وهو الشيء الذى حدث هذا الأسبوع، ووصفه المحلل بأنه لا يزال هو الخيار الأسهل والأبسط ويعد نوعا من إطفاء الحرائق لها، لكن الحقيقة الأصعب أن الجيش الإسرائيلى أصبح عرضة للخطر، وهذه هى النقطة التى يجب أن تهتم بها إسرائيل على الجانب الفعلى والرسمى فى تاريخ هذه الكارثة.
وبطبيعة الحال، ونظرا للعقلية الإسرائيلية فى السنوات القليلة الماضية، ارتبطت الانتخابات المقبلة بالتصعيد اللبنانى الإسرائيلى المشترك بالجولان.
ومن المؤكد أنه إذا لم تكن هناك حادثة اغتيال القنيطرة لم يكن ليحدث شيء من هذا القبيل، لكن من المؤكد أن ذلك كان سيحدث فى وقت لاحق، لكن على شكل تصفية شرسة بدلا من تقدم ملحوظ وإيجابى بعملية القنيطرة لإسرائيل، حيث كانت ستجد تل أبيب رقبتها تحت رحمة جنرال إيرانى فى الجولان مع كبار قادة حزب الله.
القضية النووية الإيراينة
وأشار لودر إلى التقارير التى خرجت من رئيس الموساد بوردو، وهو ما نشر لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى الذين زاروا إسرائيل بأن التعامل مع القضية النووية الإيرانية ينبغى أن يكون بأسلوب العصا والجزرة، موضحا أنه فى الآونة الأخيرة أصبح الكثير من الجزر والعصى ليس له قيمة، حيث أكد كل من المتحدث باسم أوباما ويهود باراك بعد عملية القنيطرة، أنهم فعلوا ما بوسعهم لتهدئة آيات الله الخمينى وأن الخيار العسكرى لم يعد مناسبا.
وأضاف المحلل أن العملية أثرت الأسبوعين الماضيين على الانتخابات حيث إن الدعاية التى أجريت ركزت على ثلاثة جوانب وهى «السلام ومستوى الأمن والحياة الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أن المنافسة فى السلام تعنى أن أى شيء يمكنك القيام به - وهو يقصد العمليات العسكرية وقتل الأبرياء - ويمكننى أن أثبت أنى أفعل ما هو أفضل وهى قاعدة غير منطقية، لكنها هى المطبقة بإسرائيل، حيث يقول كل من نتانياهو «الملقب لدى الإسرائيليين بببى» والليكود بأنه إذا كانت ثقة الناس بحزب العمل وليفنى يكمن فى دفاعهم عن السلام فهم أفضل فى تأمين الدولة وتحقيق هذا السلام.
وكانت الحرب قد استيقظت من جديد بعد الهجوم الإسرائيلى على الجولان والذى أدى إلى مقتل القيادى بحزب الله «جهاد مغنية» ومع رد حزب الله باستهداف الدورية الإسرائيلية، مما أعاد إلى الأذهان تكرار سيناريو 2006  على الجنوب اللبنانى، وهى المعركة السابقة التى خاضها الطرفان.
انتخابات مفصلية
ويقول محمود برجاوى القيادى بقوات «النصريين المرابطين» اللبنانية أنه كان ضروريا من حزب الله أن يكون له رد ضد عملية القنيطرة، واصفا العملية بأنها من القنيطرة بدأت ومنها انتهت، وذلك بسبب أن الصهاينة فى ظل انتخابات مفصلية قريبة لا يمكنهم توسيع الحرب الآن لأنها ستؤثر سلبا على نتانياهو.
وأوضح برجاوى فى تصريحات خاصة أن عناصر حزب الله فى ظل إنهماكهم فى حرب تشرد الشعب السورى فى كل من القلمون ويبرود، والمشاركة بقوى عسكرية أيضا لا يمكنه الاستمرار فى مد زمن الاشتباك، ولهذا حتى الكيان الصهيونى قال إنها انتهت.
وبين برجاوى أن حزب الله كان ومازال فصيلا مقاوما لكن بعد أن بدأت الأخبار تتوالى بما حدث فى القصير ضد  الشعب السورى - وليس ضد داعش، وضع علامات استفهام عن مدى استعداد الفصائل اللبنانية على احتواء فصيل يلفظ كلمة مقاومة، ويقف إلى جانب بشار كشخص، وليس مع الشعب السورى ولقد وجهنا عدة مرات أسئلة عن لو كانت المعارضة السورية غير سنية، هل كان حزب الله سيتدخل بالحرب ضدهم؟
وأضاف برجاوى أن داعش حتى فى حرب غزة كانت متفرج فى ظل 300 شهيد، أما فيما يتعلق بقوات اليونيفل لقد سقط فى مجزرة قانا 13 جنديا من قوات اليونيفل بقصف مباشر على مركزهم ولم نسمع ادانة حتى أمريكا رفعت الفيتو ضد أى قرار بحق إسرائيل.
ومن جانبه أكد الدكتور منصور عبدالوهاب مترجم رئيس الجمهورية السابق، أن الصدام لن يكون مثل 2006، لكنه سيقتصر على عملية هنا وعملية هناك، فحزب الله يريد أن يقوم بنوع من التوازن فهو مشغول بما يحدث بسوريا، وله فترة كبيرة غائب عن ساحة المقاومة.
كسر يد أى شخص
وأوضح عبدالوهاب فى تصريحات خاصة أن القيادة الإسرائيلية يمينية، ونتانياهو يريد أن يشعر المجتمع الإسرائيلى بأنه يتعرض لتهديدات ولذلك يختلق الأعداء مثل حزب الله وحماس، كما أن إشعال الموقف يزيد من أسهمه فى الانتخابات المقبلة، وإظهار إسرائيل بأنها يمكنها كسر يد أى شخص يحاول المساس بأمنها.
وأشار عبدالوهاب إلى أنه كان لا يوجد أفضل من حزب الله ليقوم بتلك المناوشات مع إسرائيل، وذلك لأنه سيقوم برد فعل عنيف على إسرائيل، لكن حماس غير مؤهلة لهذا الدور، حيث سيكون رد فعلها ضعيفا، فهو يريد توصيل رسالة للمواطن الإسرائيلى بأن الحامى له هو اليمين الذى يظهر البطش والقوة.
ويقول إبراهيم البحراوى أستاذ اللغة العبرية بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن التصعيدات جاءت فى إطار يخدم إسرائيل بالدرجة الأولى، باعتبارها عملية دعائية تسبق الانتخابات، ونفذ حزب الله عمليته بقذيفة مضادة للدروع، بينما القصف الإسرائيلى لجنوب لبنان سيدفع فاتورته المواطن اللبنانى البسيط.
وأكد البحراوى فى تصريحات خاصة أن حزب الله أخلى مقره قبل العملية التى قام بها، وذلك شيمة التنظيمات غير الرسمية، حين يقوم بأى عملية من يتحمل تبعاتها المواطن العربى، موضحا أنه بعد العملية لم يكن ينقص حزب الله سوى أن يرقص قادة إسرائيل، لأن ذلك من شأنه أن يدفع الأصوات الإسرائيلية لأقصى اليمين المتشدد بقوة.
وأضاف البحراوى أن حاليا بإسرائيل لا يوجد من يتحدث عن مفاوضات أو تسويات لكن بدأت المزايدات على من سيكون أكثر قوة فى عملية الرد.