الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أسرار تحت الكوبرى» يواصل تشويه المجتمع باستضافة الحالات «الشاذة»

«أسرار تحت الكوبرى» يواصل تشويه المجتمع باستضافة الحالات «الشاذة»
«أسرار تحت الكوبرى» يواصل تشويه المجتمع باستضافة الحالات «الشاذة»




كتب - عمر حسن
عندما تشاهد برامج الاعلامى اللبنانى «طونى خليفة» تحصر الواقع المصرى بين أربعة أشياء: مخدرات، جنس، جريمة، دجل و شعوذة، وكأن مصر ليس بها من التحضر والتنوير ما يستحق أن يبرزه ذلك الاعلامى فى برامجه تلك، فتارة يستضيف المشعوذ وتارة يأتى بـ«شاذ» أو متحول جنسى ويفرد الحلقات له ولغيره من المرضى ويدافع عن حقوقهم بشكل غير مباشر بما يضفى على الشذوذ  وغيره من الأمراض شرعية أمام المشاهدين، وهو ما يعطى بدوره صورة انعكاس عما وصل إليه الحال فى مصر.
لا شكّ فى أن طونى خليفة يعرف جيداً كيف يكون ظهوره على الشاشة جذاباً من خلال تقديم  سلسلة برامج تلامس المحظورات داخل المجتمع، ويكون بذلك قد رسّخ خليفة صورة الإعلامى المشاكس والباحث عن الإثارة  فى أذهان مشاهديه منذ برنامج «لمن يجرؤ فقط» على lbc مرورا بانتقاله إلى قناة «الجديد» وتقديمه برنامج «للنشر»، الذى فتح فيه مواضيع احتكرتها المجلات «الصفراء» لفترة طويلة بحثاً عن الإثارة، إلى أن استقر به الحال فى قناة «القاهرة و الناس» والتى كانت له بمثابة منصة للتنكيل بالمجتمع المصرى وتصويره على أنه مجتمع فاسق جاهل يسير وراء الدجل والخرافات ويتعاطى المخدرات ويمارس الفحشاء.
لا ندعى بذلك أن مصر خالية من الأمراض الاجتماعية مثل الجريمة والمخدرات وغيرهما، ولكن عرض مثل هذه القضايا يتطلب إعطاء الحل أو حتى تسليط الضوء عليه للفت المسئولين، كما أنه يتطلب أيضا تقديم نموذج ناجح فى كل حلقة لعدم تصدير طاقة سلبية للمشاهدين وإشعارهم أنهم يعيشون وسط بركة من الفسق والمجون.
بالأمس استضاف خليفة فى برنامجه «أسرار من تحت الكبري» المذاع على قناة «القاهرة و الناس 2» محمد عبد الله رئيس تحرير جريدة الشباب ومعه شابة تدعى «آشى مصطفى»، وهى فتاة تمردت على واقعها واتخذت قرارا أن تتحول إلى «ايمو» انتقاما من المجتمع الذى ظلمها واغتال أنوثتها عن طريق التحرش وهو ما دفعها إلى تغيير ملامح شكلها عن طريق اخفاء معالم أنوثتها وتشبهها بالرجال و تلوين شفتاها ومنطقة أسفل العين باللون الأسود فى مظهر أشبه «بعبدة الشيطان».
ظهرت الفتاة محطمة النفس نتيجة تعرضها للخيانة من أقرب الناس إليها، ومتمردة على المجتمع بشكل كلى، رافضة إقامة أى علاقة عاطفية مع أى شاب أو ممارسة الجنس من خلال الزواج، بل إنها ترفض حتى اقامة صداقة مع فتاة أو التقرب من شخص أو حتى الاعجاب بأحد؛ فهى تكره الجميع، تكره حتى أسرتها وتنفصل عنهم، لا تؤمن بقضاء الله وقدره وتقول أن ما يحدث لها من ظلم فى الحياة شىء يدفعها إلى سؤال الله «لماذا لا تحميني؟».
 إن عرض مثل هذا النموذج فى القنوات الفضائية يصور مصر على أنها غابة اجتماعية متوحشة ،تُنتهك فيها الحرمات فى غياب تام للقانون فالمشاهد ربما لا يميز أنها حالة شاذة بين الشباب وهو ما يدفع بعض الشباب لمحاولة تقليدها عندما يمرون بشعور محبط مثلما مرت هى به، فهى تقول إن القانون لا يدافع عنها وأنها لا تمتلك القوة الكافية لاسترجاع حقها فهى «طيبة» كما وصفت نفسها، لذا فهى حاولت اخفاء مظاهر هذه الطيبة حتى تنفر الناس منها فيخافونها ويبتعدون عنها.
 ينوى خليفة استكمال الحلقة فى أجزاء أخرى بعد أن عرض على الفتاة مساعدتها عن طريق التحضير للقاء بينها وبين المطربة غادة رجب التى قالت الفتاة إنها تحبها وتتأثر بها، فعرض محمد عبد الله أن يرتب لذلك اللقاء بنفسه بالتعاون مع خليفة لمحاولة إثناء الفتاة عما هى عليه.