الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

إخوان سوريا يؤسسون حزب سياسى




 
فى الوقت الذى تشتد فيه حدة المعارك فى سوريا بين قوات النظام والجيش السورى الحر، أعلنت إسرائيل أنها تستعد لتدخل عسكرى محتمل فى سوريا «لمنع نقل أسلحة سورية لحزب الله اللبناني، فيما تتشاور واشنطن مع إسرائيل حول تأمين أسلحة سوريا الكيماوية.
 
 
وقال وزير الدفاع الإسرائيلى ايهود باراك: إن بلاده تستعد لتدخل عسكرى محتمل فى سوريا إذا سلمت الحكومة السورية صواريخ أو اسلحة كيماوية لحزب الله.
 
 
وفى مقابلة مع القناة العاشرة بالتليفزيون الاسرائيلي، قال باراك «أمرت الجيش بزيادة استعدادات المخابرات وإعداد ما هو ضرورى لنكون قادرين على دراسة تنفيذ عملية، مضيفًا: أن بلاده تتابع احتمال نقل أنظمة ذخيرة متطورة لاسيما الصواريخ المضادة للطائرات أو صواريخ أرض ـ أرض الكبيرة لكن من المحتمل أيضا أن يجرى نقل أسلحة) كيماوية من سوريا إلى لبنان.
 
 
وقال باراك «فى اللحظة التى يبدأ فيها الرئيس السورى بشار الأسد فى السقوط سنجرى مراقبة مخابراتية وسنتواصل مع الوكالات الأخرى.»
 
 
وفى واشنطن، قالت صحيفة نيويورك تايمز: إن إدارة الرئيس باراك أوباما تتحدث مع إسرائيل فى شأن إمكانية «تأمين» أسلحة كيماوية سورية، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة هى واحدة من أكبر المخزونات من نوعها فى العالم.
 
 
فى غضون ذلك، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا لجوناثان فريلاند بعنوان «المعركة فى سوريا هى معركة الشرق الأوسط بأكمله». ويقول فريلاند: إنه عند سقوط الأسد فإن المنطقة ستخسر ديكتاتورا قاسيا وحليفا لايران، وبذلك قد ترسم نهاية ثقافة سياسية فى المنطقة.
 
ويرى فريلاند إن الوضع فى سوريا يبدو وكأنه النهاية، منوهاً لشائعات حول هذه النهاية التى تشبه الايام الاخيرة للنظام السابق فى كل من تونس ومصر وليبيا.
 
 
وتقول هذه الشائعات بحسب فريلاند: إن زوجة الأسد ستهرب الى روسيا بينما الاسد نفسه يختفى عن الانظار الى ان يظهر على التليفزيون ليثبت انه حى يرزق، وهنا تكون نهايته الحتمية.
 
 
فيما ذكرت صحيفة الديلى تليجراف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سى آى آيه» تشارك فى سباق البحث عن «الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية» قبل فوات الأوان.
 
 
ويقول التقرير: إن مسئولى إدارة الرئيس الأمريكى قالو: إن سى آيه أيه أرسلت ضباطها إلى المنطقة لتقويم برنامج التسلح السورى، مضيفًا إن مهمتهم العمل مع المنشقين العسكريين للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات فى شأن أسلحة الدمار الشامل السورية».
 
وتشير الصحيفة إلى أن مايك روجرز، الرئيس الجمهورى للجنة الاستخبارات فى مجلس النواب الأمريكي، قال: إن الإدارة الأمريكية نشرت أخيرا «الموارد اللازمة لجمع المعلومات التى نحتاجها لاتخاذ قرار جيد فى شأن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وجماعات المعارضة واستراتيجيات نقل القيادة».
 
من جهتها، أعربت تركيا عن خيبة أملها لاستخدام كل من روسيا والصين حق الفيتو مجددا ضد قرار مجلس الأمن الدولى بشأن سوريا الذى كان يتضمن إلزام النظام السورى بوقف العنف.
وجاء فى البيان الخطى الصادر من وزارة الخارجية التركية أن مجلس الأمن لم يعد قادرا على القيام بمسئولياته مرة أخرى فيما يتعلق بالمسألة السورية، واصفاً قرار الفيتو الروسى والصينى بأنها خطوة خاطئة.
 
 
وقد قرر مجلس الأمن التابع للامم المتحدة تمديد مهمة المراقبين الدوليين فى سوريا 30 يوما، وصدق المجلس بالاجماع فى جلسة عقدها الجمعة على قرار تمديد عمل فرق المراقبين التى كان قرار نشرها جزءا من خطة المبعوث الدولى كوفى عنان لاحلال السلم فى سوريا.
 
 
ميدانياً، لقى أمس 11 شخصاً مصرعهم برصاص قوات الأمن والجيش السورى النظامى فى مدن سورية متفرقة وأعلنت لجان التنسيق السورية أن هناك العديد من الانشقاقات الكبيرة حدثت باللواء 18 فى ريف دمشق، موضحة أن الانشقاقات أسفرت عن اندلاع اشتباكات داخل اللواء، وامتدت إلى قطعات مجاورة تابعة للفرقة العاشرة واضافت اللجان: إن الاشتباكات لا تزال مستمرة فى العاصمة دمشق بين الجيش النظامى والجيش الحر ويتواصل القصف على أنحاء عدة. وأعلنت مصادر تركية أن ضباط سوريين منشقين وصلوا للأراضى التركية من مجموعة من النازحين البالغ عددهم 700 شخص معظمهم من النساء والاطفال.
 
 
وذكرت صحيفة (وطن) التركية أنه لجأ ضابط برتبة عميد وأربعة برتبة عقيد و 16 برتب أصغر إلى تركيا وتم نقلهم إلى مخيم مخصص للهاربين من الجيش السورى.
 
 
وبهذا الشكل ارتفع عدد الجنرالات السوريين المنشقين فى تركيا إلى 22 جنرالا مع نحو 170 ضابطا آخر برتب مختلفة ومن المتوقع زيادة عمليات الانشقاق فى قوات النظام السورى بعد سيطرة الجيش السورى الحر على منفذين حدوديين مع تركيا وآخر مع العراق.
 
على صعيد النازحين السوريين، تدفق عشرات الآلاف من السوريين إلى خارج بلادهم، فى اليومين الأخيرين، نتيجة اشتداد القتال بين قوات الجيشين الحر والنظامى لا سيما فى العاصمة دمشق، واضطرت أعداد كبيرة من السكان للجوء إلى الأردن ولبنان، فيما اعتذر العراق عن عدم استقبالهم. أما حركة النزوح داخل البلاد فقد بلغت، بحسب مصادر أممية، أكثر من مليون شخص.
 
وأكد المجلس الوطنى السورى المعارض أن عدد اللاجئين السوريين فى تركيا ولبنان والأردن تجاوز أربعمائة ألف، مطالبا الأمم المتحدة بتوفير الرعاية الصحية والإنسانية لهم.
 
وفى وقت سابق أعلنت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين فى جنيف، سيبيلا ويلكس، أن نحو ثلاثين ألف سورى فروا إلى لبنان فى الساعات الـ48 الأخيرة، مضيفة: إن عدد السوريين الذين وصلوا الأردن خلال اليومين الماضيين تجاوز 900 شخص.
 
 
وفى هذه الأثناء، قالت المتحدثة: باسم مفوضية الأمم المتحدة إنه يعتقد أن نحو مليون نازح سورى اضطروا إلى ترك ديارهم بسبب القتال، وذلك حتى الأسبوع الماضى.
 
من جانب آخر، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين السورية الجمعة أنها بصدد تأسيس حزب سياسى له مرجعية إسلامية، يدافع عن دولة مدنية وديمقراطية ترقبا لرحيل محتمل لنظام الأسد.
 
 
وقال المراقب العام السابق للجماعة (المحظورة بسوريا) على صدر الدين البيانونى خلال مؤتمر صحفى بإسطنبول: إن الحزب المرتقب مفتوح لكل السوريين، وسيعمل بالتعاون مع كل القوى الوطنية.
 
 
وأضاف بتصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول التركية عقب اجتماعات لمؤسسات الجماعة استغرقت أربعة أيام أن الحزب سيدافع عن رؤية لدولة مدنية وديمقراطية وتعددية يتساوى فيها كل المواطنين.
 
 
من جهته، قال الناطق باسم الجماعة ملحم الدروبى: إن الجماعة مستعدة لمرحلة ما بعد الأسد ولديها خطط للسياسة والاقتصاد والقضاء. وقال أيضا: إن الإجراءات الفنية لتأسيس الحزب المرتقب شارفت على الانتهاء.