السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

12 ألف دولار تكاليف موت عمر سليمان




وصلت إلى مطار القاهرة الدولى أمس الطائرة الخاصة التى تقل جثمان اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق والذى وافته المنية صباح يوم الخميس الماضى بعد صراع طويل مع المرض بأحد المستشفيات الأمريكية.
وكان فى استقبال الجثمان بمطار القاهرة بعض أفراد أسرته وعدد من قيادات المخابرات العامة والشرطة العسكرية، وقد تم نقل الجثمان بسيارة إسعاف من تحت الطائرة.
وتقام جنازة عسكرية للواء عمر سليمان صلاة عصر أمس من مسجد آل راشدان.
وذكرت مصادر مسئولة بالمطار قولها «وصل الجثمان على متن طائرة عسكرية من طراز سى 130 ملفوفا بعلم مصر، حيث تم نقله فور الإفراج عنه من سلطات الحجر الصحى داخل سيارة إسعاف إلى مستشفى وادى النيل القريب من مبنى المخابرات العامة، تمهيدا لإعداده للجنازة العسكرية التى قررت السلطات المصرية إقامتها له».
وكان فى استقبال الجثمان عشرات من أنصار سليمان ارتدي بعضهم قمصانًا سوداء عليها صورة الراحل وعلم مصر.
نفت إدارة مستشفى كليفلاند الجامعى فى ولاية أوهايو الأمريكية أن تكون قد منحت أى وسيلة إعلام مصرية خاصة أو عامة أى معلومات طبية عن نوع المرض الذى تسبب فى وفاة المريض المصرى الجنسية «عمر محمود حسين سليمان».
وأكدت إدارة المستشفى فى تصريح رسمى لـ«روز اليوسف» أن القانون الفيدرالى لولاية أوهايو رقم 5122 بند 31 والقانون رقم 3701 بند 243 يحظرا بشكل قاطع الكشف عن أية بيانات تخص المرضى فى مستشفيات الولاية وأن القانون يلزم الجميع بشأن الملف الطبى الخاص بالراحل اللواء عمر سليمان الذى وافته المنية مؤخرا بالمستشفى.
وتعجبت السيدة «ديبورا سالاى» المتحدثة الرسمية عن إدارة مجمع المستشفيات الجامعية بولاية أوهايو الأمريكية مما نشر فى وسائل الإعلام المصرية عن نوع المرض ووصفه الطبى العلمى مؤكدة أن اللواء سليمان توفى بشكل طبيعى من مرض أهمله فى حياته على مدار أكثر من 5 أعوام ماضية كان يمكنه فيها التيقن منه.
وأوضحت المتحدثة الرسمية أن المحاكم والجهات الأمنية الأمريكية الفيدرالية هى الوحيدة المخول لها الإطلاع على ملفات المرضى بالولاية شريطة وجود قضية يجرى التحقيق فيها بشكل رسمى والحصول على أمر من القضاء الفيدرالى بالولاية مؤكدة أن تلك الشروط لم تتحقق أصلا فى ملف الراحل عمر سليمان وأنه لا توجد أى تحقيقات أو جهات أمريكية أو مصرية طلبت تلك التحقيقات حتى يتم الكشف عن بيانات الملف الطبى للراحل.    
وفى كشف خاص لـ«روز اليوسف» أشارت إلى أن من بين المعلومات المتاحة أن تكاليف علاج المريض المتوفى «عمر محمود حسين سليمان» فى قسم أمراض القلب بالمستشفى قد بلغت 12 ألف دولار أمريكى علما ان أسعار مستشفيات كليفلاند الجامعية الأمريكية بولاية أوهايو معروف أنها الأقل سعرا على مستوى أسعار العلاج الطبى فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشارت المتحدثة باسم إدارة مستشفيات كليفلاند الجامعية الأمريكية أن الطبيب المعالج للمريض المتوفى عمر سليمان كتب ملاحظة غريبة عن حالة مريضه سجل فيها أن المريض كان يعانى من تدهور نفسى حاد لمتلازمة طبية نفسية خطيرة معروف أنها تخص الحزن على فقد الأحباء.
وأن الطبيب عندما سأل المريض عمر سليمان وجد أن السبب كان فى «حب المتوفى بشكل مرضى لبلاده» وهو ما أثر عليه بشكل عضوى حاد يصنف بين حالات رفض الحياة عقب فقد الأحباء وهو ما يجعل جسم المريض بطريقة غير إرادية لاستدعاء الأمراض الساكنة حتى تخلصه مما يعانى منه من مشاعر حب لا يمكنه بشريا السيطرة عليها.        
وطالبت إدارة المستشفى وسائل الإعلام المصرية مراعاة مشاعر أسرة المريض المتوفى والقانون الأمريكى الفيدرالى.
أحدث خبر وفاة عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق صدمة شديدة فى الوسط السياسي، حيث كان بمثابة المفاجأة المدوية لأنه كان غير متوقع.. وفى هذا السياق قال د. نبيل حلمى - أستاذ القانون والعضو السابق بالمجلس القومى لحقوق الإنسان - لـ«روزاليوسف»: إنه لا شك أن عمر سليمان شخصية مصرية أصيلة خدمت مصر إلى آخر نفس، مشيراً إلى أنه كان يعانى فى الفترة الأخيرة من بعض المشاكل المرضية.
وأضاف حلمي: إنه كان يخاف على مستقبل البلد، ولذلك قرر خوض الانتخابات الرئاسية، حيث أدرك أن المواطنين بحاجة إليه نتيجة خلفيته السياسية وقدرته القيادية ضارباً بعرض الحائط جميع المشاكل المتوقعة والمترتبة على دخوله هذه المعركة الشرسة.
وأكد حلمى على أنه كان يعانى من وعكة صحية شديدة اضطرته إلى السفر إلى الإمارات ثم تم نقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار حلمى إلى أن قرار مجلس الشعب بإصدار قانون العزل السياسى تم خصيصاً لاستبعاده من قبل فصيل سياسى معين ولذلك حكم ضده بعدم الدستورية.
وطالب الدكور رفعت سيد أحمد الخبير الاستراتيجى بضرورة التحقيق الجنائى فى واقعة وفاته وعدم الاكتفاء بالتقرير الطبى الأمريكى معللاً ذلك أن الراحل كان لديه معلومات عديدة حول ملف الإخوان والأمريكان الذين خشوا من فتح هذا الملف متسائلاً هل هذا قد يكون له دور فى الانتقام منه؟
وأشار سيد: إلى أنه لا يوجد يقين بصحة هذا الكلام الذى تردد حول وفاته لأن مكانته والأسرار التى كانت معه خاصة فى القضية الفلسطينية وعلاقة الأمريكان بالإخوان قد أدت إلى التشكك فى وفاته بأمريكا.
وطالب سيد اللواء مراد موافى رئيس جهاز المخابرات العامة بضرورة فتح الملفات التى زعم سليمان بأنه كان يمتلكها وضرورة نشرها خاصة ما قد أكده بأن لديه ملفاً خاصاً بوجود دور للإخوان فى حرق أقسام الشرطة أثناء الثورة، لافتاً إلى ضرورة الحصول على هذه الملفات حتى لا تقع فى أيدى الإخوان وتموت.
وأكد سيد أن الأمريكان مازالوا يريدون تحويل الشرق الأوسط إلى شرق أوسط أمريكا بلعبة إخوانية.
فيما عبر المستشار سعد عبدالواحد عن صدمته فى وفاة سليمان، مشيراً إلى أن هذا المصاب جلل لجميع الشعب المصرى لأن مصر كانت تحتاج لمثل هذا الرجل فى مثل هذه الظروف العصيبة، مؤكداً أنه قد حصل على أكبر عدد من التوكيلات أثناء ترشحه للرئاسة، ولكن لحسابات أخرى خاصة بالمجلس العسكرى كان لابد من عدم تواجد سليمان داخل السباق الرئاسى.
ونفى عبدالواحد أن تكون هناك شبهة جنائية حول وفاته خاصة أنه كان يعانى من مرض السرطان وسافر لتلقى العلاج ولذلك فلابد من عمل جنازة عسكرية له وتليق بمكانته.
بينما فسر حسين عبدالرازق قيادى حزب التجمع قدرة اللواء عمر سليمان على التفاوض واقتناص الفرص ضد جماعة الإخوان المسلمين بسبب عمله وخبرته الطويلة كمدير لجهاز المخابرات العامة المصري، فهذا يجعله يملك ملفات بالغة الخطورة والدقة على عناصر بجماعة الإخوان المسلمين والقوى السياسية بشكل عام، لافتاً إلى أن جهاز المخابرات لديه ملفات بسبب العلاقة الطويلة التى استمرت بين الإخوان ونظام مبارك والتى كان يشوبها صدام كان وقتها فى موقع المسئولية كمدير للمخابرات.
ولفت إلى أن سليمان كان الرجل الأقوى بعد ثورة يناير وخاصة فى علاقته مع الإخوان والتفاوض معهم فى السماح بعمل أحزاب سياسية وتقنين وضعهم بشكل سياسى وترك ساحة العمل السياسى والاجتماعى لهم مؤكداً أن هذا الأمر تم بسبب معرفته بنقاط قوى وضعف الجماعة وعلاقتها الدولية.
وأكد عبدالرازق أن شخصية وتدخل عمر سليمان فى الحياة السياسية نبع من تزايد دور أجهزة الأمن المصرية فى السياسة العامة وهذا بدأ مع حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واستمر مع الرؤساء المتوالين، حيث كانت التقارير الأمنية هى المؤشر الأساسى فى السياسة العامة وترشيح الشخصيات للأعمال فى أجهزة الدولة المختلفة فتزايد عدد الأجهزة الرقابية الأمنية إلى 16 جهازاً رقابياً.
وأوضح عبدالرازق أن دور سليمان السياسى انتهى بخروجه من انتخابات الرئاسة وتم استبعاده لأسباب غير منطقية وبالتالى فعمر سليمان غاب عن المشهد السياسى منذ استبعاده من المشهد الانتخابى.
انتقد د. فاروق أبوزيد العميد السابق لكلية الإعلام جامعة القاهرة تداول الشائعات فى مواقع التواصل الاجتماعى حول غموض وفاة السيد عمر سليمان فى ذلك التوقيت، مؤكداً على عدم صحة تلك الأنباء، وأنه توفى فى مستشفى بالويالات المتحدة الأمريكية.
وأكدت ياسمين أحمد المنسق الإعلامى للحملة الشعبية لتأييد عمر سليمان للرئاسة على أن وفاة السيد اللواء عمر سليمان طبيعية فى مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة، ولا صحة للأخبار المغرضة المنتشرة عبر صفحات التواصل الاجتماعى مشيرة إلى أن هناك تربصاً بموته فهو كان مسلماً مريضاً فمات موتة الكرام البررة، مطالبة بعدم تداول وترويج الشائعات حول هذه الشخصية العظيمة التى يحبها الملايين من العرب.
وأشارت إلى أن الحالة النفسية للواء عمر سليمان على أحوال مصر ازدادت سواء مما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل كبير والتى وصلت بها مصر فى نهاية المطاف من سيطرة تيارات بعينها على مقاليد الأمور بمصر، مؤكدة أن هذا قضاء الله وأجله والدعوة له بالمغفرة والرحمة له أمر ضروري، وأن يوم الجنازة الشعبية للجنرال فى جامع آل رشدان والعزاء اليوم الأحد فى جامع الأبيض أمام سيتى ستارز يجب أن يكون يوم تجمع للأمة المصرية الداعية للدولة المدنية لجميع التيارات وخاصة الأغلبية الصامتة التى أيدته ويجب أن يكون المشهد مهيباً يعبر عن توجهات الأمة المصرية وليس جماعة بعينها وعسى أن يكون رحيله بداية الدولة المدنية على يد محبيه من شعب مصر.
وأثنت على حديثهم د.هويدا عدلى أستاذ علم الاجتماع السياسى قائلة: إن سليمان قرر خوض الانتخابات لإسقاط الشاطر وحازم صلاح أبوإسماعيل معتبرة أن قراره كان صائباً، حيث إن ترشح وفوز أي منهما كان سيقود مصر إلى طريق مظلم على حد تعبيرها.
وترى هويدا أن الخطأ الذى رصدته عليه لجنة الانتخابات الرئاسية من المستحيل أن يقع فيه شخص مثل عمر سليمان منتقدة العمليات السياسية التى تم تنفيذها لاستبعاده واصفة ذلك بالألاعيب.
 
 
 

 
 
رد من مستشفى كليفلاند الجامعى الرسمى على طلب بيانات اللواء عمر سليمان