الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«خناقة» الإعلاميين حول الأزهر

«خناقة» الإعلاميين حول الأزهر
«خناقة» الإعلاميين حول الأزهر




كتب - عمر حسن
شهدت الآونة الأخيرة هجوما كبيرا على مؤسسة الأزهر وعلى شيخها الإمام الأكبر «د.أحمد الطيب» مما ترتب عليه احداث «خناقة» اعلامية على شاشات التليفزيون ،بين مطالب بتنحيه، وآخر متهم المناهج الأزهرية بدعم الفكر الداعشى فى العراق وسوريا، وثالث يرى أن كل هذه الانتقادات تنم عن جهل ومن لا يعلم عليه أن يصمت، وما لا يعرفه المهاجمون، أو يعرفونه ولا يلقون إليه بالاً، أنهم يقدمون خدمة مجانية للتطرف.
فقذائفهم التى تنطلق صوب الأزهر، إنما تستهدف اسكات صوتَ المؤسسة الوحيدة التى تمثل وسطية الدين الاسلامى فى مصر، وتدعو بذلك إلى ترك ساحة التفسيرات الدينية لدعاة التطرف وجماعاته ورموزه الذين وقف الأزهر سداً منيعاً لهم قرابة الأربع سنوات، أسهم الأزهر خلالها فى إنهاء حلم المتطرفين فى السيطرة على مصر، بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى.
إلا أن بعض الاعلاميين يسعون الآن لهدمه وتشويه ثوابته وضرب كتبه ومناهجه - عن جهل أو علم - وهو ما فعله الاعلامى «يوسف الحسيني» حينما قال فى برنامجه «السادة المحترمون» على قناة «اون تى فى» إن كتب الأزهر والمناهج التى تُدرس فيه هى التى ساندت الفكر الداعشى فى تطبيق منهجه الدموى من حيث قطع الرؤوس وحرق الأحياء مثلما فعلوا مع الطيار
 الأردنى «الكساسبة» قائلا: «عندكوا مناهج تودى فى داهية»، ومستشهدا على ذلك بكتاب الامام ابن كثير «بداية ونهاية» الذى يدرس بالأزهر، والذى جاء به بعض «الكلام الفارغ» كما أسماه وهو أن «أبى بكر» -رضى الله عنه- قد قام بتطبيق عقوبة الحرق حيا على أحد الاشخاص عقابا له على فعل معين قام به.
وأضاف الحسينى أن داعش طبقت الكلام المكتوب فى الكتاب الذى يدرس فى الأزهر، وأن هذا الكتاب وغيره من الكتب الدراسية الأزهرية يدرسها مختلف المسلمين من جميع أنحاء العالم ويطبقون ما فيها حرفيا.
بينما أكمل الاعلامى «إبراهيم عيسى، مقدم برنامج 30/25 ما بدأه الحسينى من هجوم على الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، حول وجود قيادات أزهرية ينتمون للاخوان منهم الدكتور محمد عمارة، رئيس تحرير مجلة الأزهر وعباس شومان، والشيخ حسن الشافعي، مستشار الأزهر قائلا: يا شيخ الازهر أن حوله ثلاثة رجال ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وهم: رئيس تحرير مجلة الأزهر، ووكيل الأزهر، ومدير مكتب شيخ الأزهر.
وأضاف خلال برنامجه على قناة اون تى فى قائلا:» أى حد هيقولى الأزهر يحارب الإرهاب هقوله اخرس» فى اشارة منه أن الأزهر وشيخه يتعاونان مع الاخوان المسلمين لنشر الارهاب بسكوته عن وجود هؤلاء بداخله.
على جانب آخر وجه الاعلامى «عمرو أديب» مقدم برنامج «القاهرة اليوم» ضربات موجعة لشيخ الأزهر مطالبا اياه بالتنحى بعدما فشل فى إدارة المؤسسة الأزهرية من وجهة نظره، واستنكر كيف أن انجلترا تسعى لتجديد الخطاب الدينى ومراجعة موضوعات الخطب فى المساجد للتأكد من خلوها من أى محتوى ارهابى فى حين أن الأزهر وشيخه لا يبالى بتجديد الخطاب الدينى بشكل فعال، فمؤسسة الأزهر وضعها قاتل كما وصف.
وأشار أديب إلى أن شيخ الأزهر لا قدسية له وأنه موظف فى الدولة شأنه شأن أى موظف آخر، وبما أنه لا يوجد قانون لعزله فعليه أن يتنحى بعد أن أعطيناه فرصة 10 سنوات دون وجود انجاز حقيقى قائلا: «10 سنين كفاية عليك يا مولانا».
وبناء على تلك التصريحات ،خرج الاعلامى «أحمد المسلمانى» ليرد على ذلك الهجوم ويتهم المهاجمين بالجهل مدافعا عن مؤسسة الأزهر وشيخها فى برنامجه «القاهرة الآن» على قناة الحياة، قائلا» إن الأزهر قوة  مصر الناعمة ولا لكسر هذه القوة».
وأضاف أنه فى الآونة الأخيرة يتكلم البعض عن الأزهر وشيخه بما لا يعلم، فجهل البعض بأبسط علوم الدين لا يسمح لهم بالحديث عن الأزهر بما لا يليق به، وأن الجرأة فى الحديث يكمن وراءها جهل أكثر منه رغبة فى التطوير والتجديد.
وأوضح أن الأزهر هو المؤسسة الأولى لدى أكثر من مليار و600 مليون شخص حول العالم، فالحديث عنه إن كان باخلاص نية فهذا محمود ومرغوب وإن كان بغرض استهداف الامام الأكبر والمشيخة بهدف هدم الأزهر وبدعوى البناء فهذا كلام أغبياء.
وفى اشارة منه للمهاجمين دون ذكر أسمائهم قال: «البعض غير مقتنع بالدين الاسلامى ويستغل الهجوم على التطرف الدينى لكسر شوكة الاسلام» وأوجب على المتصدرين لهذه الأمور من المنتقدين والناقمين على أداء الأزهر أن يتسلحوا بالعلم قبل أن يبدأوا بالهجوم.