الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السدة الشتوية» تكشف إهمال «المحليات» و«الرى» لـ«بحر يوسف»

«السدة الشتوية» تكشف إهمال «المحليات» و«الرى» لـ«بحر يوسف»
«السدة الشتوية» تكشف إهمال «المحليات» و«الرى» لـ«بحر يوسف»




الفيوم ـ حسين فتحى


«بحر يوسف» يشطر مدينة الفيوم إلى شطرين، يعتبر شريان الحياة الوحيد لأبناء المحافظة، وبمثابة حلقة الوصل بينه وبين النيل، حيث تعمل ترعة الإبراهيمية على نقل المياه من النيل إلى بحر يوسف.. البحر الذى شقه سيدنا يوسف عليه السلام قبل الآف السنين ليروى من الإنسان الزروع والحيوان، لكن للأسف الشديد أصبح هذا البحر مصدر وجع وآلام وأمراض للإنسان، علاوة على أنه يتسبب فى إصابة الآلاف من أبناء الفيوم بأمراض الكبد والفشل الكلوى نتيجة تلك الملوثات.
يبدأ تلوث بحر يوسف منذ بداية دخوله مدينة الفيوم عبر المنطقة السكنية بـ«قحافة»، حيث بلغت التعديات المدى خاصة أن البلطجية قاموا ببناء محلات تجارية ومقاه على حرم البحر، والكارثة أن تلك الأبنية تحوى بها دورات مياه تصرف مخلفاتها داخل مياه البحر دون رقيب ولا حسيب، وبعدها بحوالى كيلو متر استغل أهالى منطقة البحارى غياب الرقابة على مياه البحر، وأمام فيللا السودانى قاموا بمد ماسورة الصرف الصحى داخل مياه البحر العتيق.
أمام سنترال الفيوم تبلغ المأساة ذروتها، حيث تطل على زائرى الفيوم ماسورة أخرى تحمل مياه الصرف الصحى وتلقى بها فى بحر يوسف، إلى جانب وجود مخلفات عيادات الأطفاء منها سرير تم إلقاؤه، المثير أن هذه الفترة التى تشهد ما يعرف بالسدة الشتوية والغرض منها تطهير الأباحر والترع وإعادة صيانتها، باتت حلما بعيداً عن التنفيذ ولم يشهد البحر أى عمليات تطهير من نوعها.
طارق حسنى عبد التواب، يصف ما يحدث من بنى الإنسان لبحر يوسف بالكارثة، خاصة أن مصدر المياه النقية التى تروى جميع الكائنات على أرض المحافظة، ومن يعيش الانسان والحيوان والدوع، منوها إلى أنه من غير المعقول أن يتم إلقاء مياه الصرف الصحى وسط بحر يوسف، خاصة أن هناك الآلاف يشربون هذه المياه مباشرة دون وصولها لمحطات التنقية والتقرير، مطالبا أجهزة الدولة بإعادة النظر فى مراقبة ومتابعة مياه بحر يوسف.
أحمد عبد المنعم، محاسب، يشير إلى قيام الأطباء بإلقاء نفايات العمليات خاصة أطباء الأسنان والنساء والتوليد، مشيرا إلى أن من يعملون فى هذه العيادات والمستشفيات يختصرون الطريق وعدم قطع المسافات الطويلة إلى أقرب أماكن مخصصة للتحويلات، علاوة على قيامهم بالإلقاء فى مياه البحر الذى يمر من أمامهم.
أيمن بكرى، مدير مدرسة، يؤكد أن هناك ماسورة للصرف الصحى انفجرت منذ عيد الفطر من العام الماضى، بمدخل منطقة باغوص، تقوم بإلقاء مياه الصرف الصحى فى بحر يوسف، لافتا إلى أن مسئولى الصرف الصحى أعلنوا بأنه سيتم إصلاحها حتى الآن، وأن كل ما فعلوه إنهم وضعوا شريطاً أصفر كتبوا عليه كلمة «منطقة عمل» ومنذ ذلك التاريخ ومازال العمل جاريا؟.
عرفة سعيد، موظف، يشير إلى أن محيط بحر يوسف بمنطقة الصوفى تحول حمام سباحة للأحصنة والحمير، حيث يقوم أصحاب الحناطير والعربات الكاروا بإجراء عملية الحموم لتلك الحيوانات والتى تلقى بفضلاتها وسط المياه، ما يؤدى إلى تلوث البحر، مطالبا ببناء أسوار مرتفعه تمنع وصول الحيوانات إليها.
الدكتور حسام السقا، مدير عام فرع التأمين الصحى بالفيوم، يؤكد ارتفاع نسب المصابين بأمراض الكبد والفشل الكلوى إلى أكثر من 20% نتيجة الملوثات، خاصة مياه الشرب، موضحا أن هذه النسب مرتفعة، قائلا: «فرض الرقابة والسيطرة على تلك المخالفين والخارجين عن القانون فى المحافظات».