الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الغيطانى: الجيش المصرى مؤسسة «حضارية» وليست «عسكرية»

الغيطانى: الجيش المصرى مؤسسة «حضارية» وليست «عسكرية»
الغيطانى: الجيش المصرى مؤسسة «حضارية» وليست «عسكرية»




متابعة - محمد خضير
وسط حضور جماهيرى وإعلامى كبير، استقبلت القاعة الرئيسية بمعرض الكتاب، الشاعر والفيلسوف والمفكر السورى الكبير «أودنيس» فى لقاء حمل عنوان «نحو خطاب دينى جديد» استطاع خلاله الشاعر الكبير بأسلوبه ورؤيته الفلسفية العميقة وكلماته الموجزة أن يضع يديه على موطن الداء، ويقدم لنا الدواء، مرددًا عبارته الشهيرة «إذا ذهبت مصر ذهب العرب».
بدأ اللقاء بكلمات الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب قائلاً: ها هو ذا «أدونيس»، يعود ليطل علينا من جديد بمعرض القاهرة الدولى للكتاب بعد غياب ما يقرب من عقدين من الزمان، وهنا تعالت صيحات الحضور بالتصفيق وأكمل: ومن منا لا يعرف أدونيس فاسمه غنى عن أى تعريف، وكذلك غنى عن أى تقديم.

وأشار مجاهد: إلى أن أدونيس اعتاد أن يطل علينا من شرفتين، الأولى هى شرفة الشعر، فصحيح أنه لدينا شعراء كبار حملوا مشاعل النور فى الشعر العربى الحديث، ولكن يبقى أدونيس هو الأكثر تأثيرًا فقد وضع بصمة واضحة فى تاريح الشعر العربى العربى لا يضاهيه فيها أحد، أما الشرفة الثانية التى يطل علينا من خلالها، فهى شرفة التجديد الفكرى الذى يتأمل شئون الثقافة العربية كلها.
وفى سياق آخر شارك جمهور معرض الكتاب فى الندوة والاحتفالية التى نظمتها قاعة ضيف الشرف بالتعاون مع المركز الثقافى الروسى تحت عنوان «السد العالى.. الاحتفال بمناسبة مرور 55 عامًا على وضع حجر الأساس».
حضر الاحتفالية كوكبة من الخبراء والمهندسين المساهمين فى بناء السد العالى وهم اللواء المهندس رشدى عطية معاون قائد القوات الجوية، والمهندس يسرى حسين والمهندس محمد صادق مقلد، والمهندس باقل زكى صاحب فكرة تحطيم خط بارليف بضخ المياه.
فى البداية قال المهندس محمد مقلد إن السد العالى حقق مكاسب كهربائية للشبكة المصرية خاصة أن المعدات التى تعمل به معدات روسية وكهربائية بـ 113 ونصف مليون جنيه بسعر ميسر.
وقدم شريف جاد المهندس باقل زكى قائلاً: لقد عشنا فى وقت كان فيه خط بارليف سد منيع وكانت هناك صورة أنه غير قابل للهجوم واستطاع شاب مصرى أن يقهر فكرًا صهيونيًا طبقًا لدراسات غير صادقة والشاب المصرى الأسمر تحدى هذا الزعم واستطاع أن يضخ مياهًا ويهدم الساتر الترابى ويهزم العدو.
وفى كلمته أشار المهندس باقل زكى إلى أنه استلم فكرة تحطيم خط بارليف بالمياه من طريقة بناء السد العالى وقال عرضت الفكرة على سلاح المهندسين وكنت ضابط مركبات، وناقشت مع قادة العمليات هذه الفكرة وتحولت إلى واقع خاصة أن الحلول الأخرى كانت مشاكلها أكبر.. وبدأ يهتم القادة بفكرتى، حيث قاموا بعرضها على هيئة العمليات وبدأ الموضوع يأخذ وضع النظريات الهندسية وتمت الموافقة عليها من قبل الرئيس جمال عبدالناصر وتم فتح الساتر وتمت السيطرة على الضفة الغربية بحمد الله فى حرب أكتوبر المجيدة.
وعلى جانب آخر عرض الكاتب الكبير جمال الغيطانى رؤية شاملة لإبداعاته وأدبه وآرائه فى الندوة التى عقدت بقاعة ضيف الشرف احتفالاً بذكرى ميلاده السبعين، وخمسين عامًا على إبداعه، تحت عنوان «نصف قرن من الإبداع».
فى البداية أكدت «داليا إبراهيم» أن هذه الاحتفالية ليست احتفالاً بكاتب مبدع فقط، وإنما بأديب عاشق للتراث ومؤمن بقيمة الكلمة مضيفة أن الغيطانى لم يمنح قراءة مجرد رواية أو كتاب ولكنه علمه كيفية الامتداد فى الحضور والانتماء للهوية دون إقصاء أو تعال على الآخر صاحب الثقافة الأجنبية.
ورد الكاتب الكبير جمال الغيطانى: لم اختر تعليم فن السجاد الأمر وما فيه أننى قررت اختصار الطريق وإكمال تعليمى، فمجموعى وجهنى لقسم السجاد الشرقى وتخصصت فى فن صناعة السجاد الذى علمنى الصبر، خاصة أننى عملت مصمم سجاد لمدة أربع سنوات ودرست فى كلية الفنون التطبيقية ودرست فن الصباغة وأصبحت خبيرًا فى فن الألوان، وأضاف الغيطانى: السجاد ركن أساسى فى تكوينى ويحمل لى الخصوصية ولو عادت بى الأيام لاخترت نفس الطريق».
وأضاف الغيطانى: أن مصر الآن لديها رئيس قوى وجسم مفعم وفاعل بالحيوية ولديه إرادة قوية، ولكن الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية الآن، هى أحزاب ورقية، وتحتاج أن يكتمل نموها.
وأكد أن الجيش المصرى، هو العمود الفقرى للحضارة المصرية قائلاً: أنا أرى الجيش المصرى مؤسسة حضارية وليست عسكرية فهو تراث وطنى طويل جدًا.
وأخيرًا، قال الكاتب الكبير «جمال الغيطانى» التجربة الصوفية هى من أعظم التجارب التى أنتجتها الحضارة الإسلامية، مضيفًا أنها تجربة إنسانية لذلك تتماس كثيرًا مع الآداب العالمية مثل أسعار رامبو، التى ترى فيها طابعًا صوفيًا، مؤكدًا أن التجربة الصوفية هى الاتجاه الإسلامى الوحيد الذى يستطيع أن يحارب الفكر المتشدد الذى يشهده المجتمع العربى والمتسبب فى الإرهاب.