الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هانى سلامة: السينما من سيئ إلى أسوأ.. وتحولت من هيوليوود الشرق إلى سوق خضار

هانى سلامة: السينما من سيئ إلى أسوأ.. وتحولت من هيوليوود الشرق إلى سوق خضار
هانى سلامة: السينما من سيئ إلى أسوأ.. وتحولت من هيوليوود الشرق إلى سوق خضار




كتبت - مريم الشريف - محمد خضير


قال الفنان هانى سلامة إنه كان حريص على المشاركة فى ندوات معرض القاهرة الدولى، ليجتمع بالشباب وقال: قررت أن أحرص على حضور كل الندوات الثقافية لأنها تقربنى من جمهورى ليرانى عن قرب، وقال هذه اللحظات كانت الأسعد فى حياتى وعن القضايا التى حرص على الإشارة إليها ومناقشتها مع الجمهور، قال هانى سلامة خلال ندوة «سينما الشباب.. آفاق جديدة» التى أقيمت بمعرض القاهرة الدولى للكتاب: إن النظام الإدارى فى الدولة يمتلئ بالأخطاء الكبيرة منذ 40 عاما مضت ولن تستطيع الدولة والحكومات القائمة عليها فى الوقت الحالى أن تصلح من حالها إلا بعد وقت طويل من الزمن.
وأضاف سلامة أنه يجب على كل فرد فى المجتمع أن يراعى ضميره فى عمله حتى نرتقى بالبلد، وأن يكون مقتنعا بما قسمه الله له من عائد عمله. وأشار إلى أن المصرى يعمل 27 دقيقة فى اليوم وذلك بناء على الإحصائيات والدراسات التى أقيمت لهم للتعرف على وقت العاملين بالدولة.
وأكد الفنان هانى سلامة، أن مصر تعرضت لتجريف العقول وتسطيح الفكر طوال حكم مبارك وما قبلها، مشيرا إلى أننا بحاجة لثورة على أنفسنا لتطهيرها، وأضاف أنه بدأ بنفسه ويحاول تقديم فن يرضى ضميره من خلال تقديم مضمون جيد. وأضاف أن مصر لا بد أن تعود لتأخذ دورها الفعال فى التأثير الخارجي، واستخدام القوة الناعمة، كما كان يحدث فى الستينيات. وفى حديثه عن حال السينما الآن، قال سلامة أنها من سيىء إلى أسوأ، واندهش من مقولة إن مصر «هيوليوود الشرق»، قائلا إن هذه المقولة كانت تطلق على مصر فى فترة الخمسينيات والستينيات بسبب اختلاف الكم والكيف ونوعية الأفلام التى تقدم، وشبه الفن الآن بسوق الخضار بسبب العشوائية التى يعانى منها وطالب أصحاب رءوس الأموال أن يقدموا أعمالا فنية تنويرية لرفع من مستوى المشاهد وليس النزول به إلى حالة التدهور والانهيار.
وتابع سلامة: إن الدور الحقيقى للفن أن يقدم أعمالا فنية تنور الشعب وهذا ما يسعى إلى تقديمه فى الوقت الحاضر. وأكد الفنان هانى سلامة، أن الفنان محمد صبحى هو فنان قدوة، وهو أحد الفنانين الذين يقدمون فنا محترما، يخدم المجتمع وينميه، كما يعمل بشكل كبير من خلال مشروع العشوائيات ومكافحة الفقر وتنمية المجتمع من خلال فنه، وتمنى سلامة أن يسير صبحى على نفس نهجه الحالي، ويظل مشغولا بهموم الوطن وقضاياه.
وقال إنه يسعى خلال الفترة المقبلة لتقديم أعمال تنويرية، حيث يمثل الفن رسالة قوية للشعوب، ويكون بمقدوره توصيل رسائل بعينها للجمهور.
وعن تفاصيل مسلسله الجديد «قسمتى ونصيبى» المرشح للعرض على الشاشة فى شهر رمضان المقبل، قال إن تجربته تشبه إلى حد كبير تجربة النجمين الكبيرين أحمد زكى وسعاد حسنى فى المسلسل الشهير «هو وهى»، مشيرا إلى أن مسلسله الجديد فى حلقات متصلة - منفصلة، ويدور فى عدة حلقات شبيهة بالأفلام التليفزيونية.
وقال إنه يناقش فى أغلب حلقات المسلسل العلاقة بين الرجل والمرأة والمشكلات التى تواجههما فى الحياة وكيفية التغلب عليها.
وأكمل هانى أنه يقدم حوالى «15» شخصية جديدة ومختلفة، على 15 فيلما، كل منهم حلقتان، ويشاركه العمل كل من نيكول سابا وشيرى عادل ودرة وريهام حجاج، ومن تأليف عمرو محمود ياسين وإخراج على إدريس.
وعن مسلسله السابق، قال سلامة: إن «الداعية» حقق نجاحا كبيرا وتعرضنا بسببه لهجوم كبير من الإخوان المسلمين آنذاك. وأنا مؤمن بأن واجبى يحتم على من خلال مهنتى أن أتطرق لهذه الموضوعات، حتى نتعرف على بعض أكثر كمصريين، وحتى لا نسمح لمصرى بتكفير مصرى، فنحن نعانى كثيرا من المفاهيم المغلوطة، ووصلنا إلى مرحلة أن المسلم يكفر المسلم.
وقال هانى قررت فى الأساس أن أقدم هذا العمل لوجه الله، حتى لو كان ذلك سيكلفنى عمري، لأننا كنا نعلم جميعا أن هذا العمل قد يخلف ردود فعل غير محسوبة، ووقتها فكرت فى أقصى شيء من الممكن أن يفعلوه وهو أن يحبسونى أو يطاردونى أو حتى يغتالوني، وقلت إنه لن يحدث شيء من دون إرادة المولى عز وجل.
وفى نفس السياق تحدث المخرج خالد يوسف فى الندوة التى قام بإدارتها الناقد نادر عدلي، تحدث خلالها يوسف قائلا: إن ما عرفه عن تدفق المصريين على معرض الكتاب أول دليل على الثقافة العامة التى يتمتع بها شباب مصر فى الوقت الحاضر، وأن هذا الشباب هو من أعظم الأجيال التى مرت على مصر.
مضيفا: وهو ما يدفعنى للقول إن مستقبل مصر بخير، وأن هذا الجيل سيقدم إنجازات كبيرة فى كل فروع العلم والفن، وبالنسبة لشباب السينما أكد خالد أن شباب السينمائيين سيخرج منهم من هو أعظم من يوسف شاهين وصلاح أبو سيف، وكل الدراسات العلمية التى أجريت على رواد السينما تؤكد أن الشباب بين سن 14 و24 هم من يقبل على دور العرض فى العالم، وهذا الشباب سيغير نظرة المجتع للفن كما سيغير فكر صناع السينما ويجبرهم على صناعة أفلام حقيقية تعبر عن طموح الشعب المصرى إلى العدالة الاجتماعية والحرية. وتحدث المخرج الكبير عن حملات التخوين التى يتعرض لها شباب الثورة وقال إنها «مثل الحرت فى بحر» ولا معنى لها، لأن الشباب الذى قام بثورة عظيمة سواء فى موجتها الأولى فى 25 يناير أو الموجة الثانية فى 30 يونيه هم كل طوائف مصر، ولو أن أجهزة المخابرات كانت تعلم شيئا عن الثورة لكانت من باب أولى قد أجهضتها، وأكد أن التاريخ وحده سيكشف الحقيقة كاملة وينصف هذا الشباب الذى ضحى بنفسه من أجل رفعة هذا الوطن.
وعن سؤال حول عدم إخراجه لفيلم يتحدث عن ذوى الإعاقة، قال خالد يوسف إنه ضد هذا الفكر الذى يخصص ذوى الإعاقة ويستغلهم فى عمل أفلام، فالمفترض أن أى شخص فى المجتمع من ذوى الإعاقة هو فرد طبيعى ويجب التعامل معه على هذا الأساس، ولذلك لا ينبغى تخصيص أفلام عن حالات الإعاقة، بل يمكن أن يكون بطل الفيلم مصابا بإعاقة دون أن يكون هذا هو محور الحدث، وهذا سيساعد فى دمج ذوى الإعاقة فى المجتمع.
وعن أسرار اعتصام وزارة الثقافة، قال المخرج إن هذا الكلام ربما يقوله لأول مرة، حيث كان الحديث عن الاعتصام من قبل عما بعد الاعتصام، أما مرحلة التخطيط والتجهيز فلم أتحدث عنها من قبل، وأكشف اليوم أن ثلاثة أشخاص كانوا وراء هذا التخطيط وكنت واحدا منهم، وعلمنا وقتها أن نية الإخوان تتجه لأخونة الوزارة، فقلت وقتها وصرحت أنهم لن يستطيعوا لأنهم لا يملكون أى من أدوات الثقافة، وتربيتهم تتم على مبدأ السمع والطاعة الذى يقتل الإبداع، أما المثقفون فلديهم الحرية والتمرد اللذان يمثلان أساس الإبداع.
ومن هنا بدأ التخطيط للاعتصام، وعلمنا وقتها أن كل تليفوناتنا «مركوبة» أى مراقبة وهو ما جعلنا نتواصل بشكل شخصى ولا نتحدث فى أى تليفون إلا للضرورة، واخترنا 15 من أهم أدباء ومثقفى مصر فى حجم بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم من هم على شاكلتهما، واتفقنا على الاعتصام داخل الوزارة حتى يرحل النظام، وقمنا بحركة تمويه كبيرة فى هذا اليوم تفاديا لإجهاض الاعتصام ومنعنا من دخول الوزارة، فقمنا وقتها بإعلان عن مسيرة لكل الفنانيين والأدباء تخرج من دار الأوبرا وأخبرنا كل وسائل الإعلام.
وتجمع عدد من الشباب ووسائل الإعلام فى هذا اليوم بالفعل فى الأوبرا، وذهبنا نحن إلى الوزارة بشكل فردى لا يثير أى شبهات وتجمعنا فى مكتب الوزير، وقلنا لمدير مكتبه إننا هنا للحديث مع الوزير فى مستقبل الثقافة خلال الفترة القادمة، وعندما اكتمل العدد وأصبحنا بالفعل داخل الوزارة أعلنا نية الاعتصام واتصلت بالشباب ووسائل الإعلام المتجمعة فى الأوبرا واخبرتهم الخبر، فحضروا جميعا إلى الوزارة وبدأت الأحداث!
وعن بعض الأعمال التى أعلن عنها ولم ينفذها حتى الآن ومنها فيلم «أولاد حارتنا»، قال إنه تمنى تحويل رواية «أولاد حارتنا» للأديب الكبير نجيب محفوظ، لعمل سينمائى، للرد على الذين أساءوا لأديب نوبل، موضحا أن الفكرة توقفت عندما قابل بنات نجيب محفوظ وأخبروه أن الرواية مباعة لشركة أجنبية، وكل الحقوق الخاصة بالنشر أو تحويلها لعمل مسموع أو بصرى تخص هذه الشركة.
وأضاف كنت أود تنفيذ فكرة العمل ليعرف الشعب المصرى الذى لم يقرأ الرواية ولا يعرف شيئا عنها سوى أنها استهزاء بالذات الإلهية حقيقتها، ولو كانت الرواية تتعرض للذات الإلهية لما كنت أقدمت على ذلك لأن الشعب المصرى وقتها سيرجمنى بالحجارة!!