الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بوتين» فى القاهرة لبحث قضايا «الإرهاب» والمشاركة بـ «المؤتمر الاقتصادى»

«بوتين» فى القاهرة لبحث قضايا «الإرهاب» والمشاركة بـ «المؤتمر الاقتصادى»
«بوتين» فى القاهرة لبحث قضايا «الإرهاب» والمشاركة بـ «المؤتمر الاقتصادى»




كتب - أحمد إمبابى وأحمد شاكر


وصل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى القاهرة صباح اليوم وكان فى استقباله بمطار ألماظة، الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وقامت الطائرات المقاتلة المصرية بتأمين طائرة الرئيس الروسى فور دخوله إلى الأجواء المصرية بالتنسيق مع مختلف القواعد الجوية والمطارات.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الروسى قناة السويس الجديدة، غدا بالإضافة إلى بعض المناطق الأثرية والسياحية فى مصر، من بينها مدينة الأقصر.
ويجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نظيره الروسى بوتين مباحثات مهمة حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتتضمن أجندة المباحثات المرتقبة الوضع فى منطقة الشرق الأوسط خاصة فى العراق وسوريا وليبيا والقضية الفلسطينية.
وتسعى مصر إلى الحصول على دعم الدول الصديقة فى حربها ضد الإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادى خاصة مع روسيا وحثها على المشاركة فى المشروعات التى ستطرح فى مؤتمر الاقتصادى الدولى فى شرم الشيخ.
وتعتبر زيارة بوتين للقاهرة نقطة فارقة فى تاريخ علاقات الصداقة التى تربط بين البلدين، فى ظل سياسة خارجية جديدة للقاهرة تسعى من خلالها إلى إحداث توازن فى علاقاتها بدول العالم فى أعقاب ثورتى 25 يناير عام 2011 و30 يونيو عام 2013. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد زار روسيا مرتين العام الماضى وقوبل بترحاب كبير من الرئيس بوتين، حيث كانت الأولى خلال توليه منصب وزير الدفاع فى فبراير الماضى فى موسكو والثانية بعد توليه منصب رئيس الجمهورية، وكانت فى أغسطس الماضى حيث التقيا بمنتجع سوتشى.
كما شهدت الفترة الماضية لقاءات وزيارات مصرية - روسية رفيعة المستوى من بينها زيارة وزير التجارة والصناعة فخرى عبدالنور لموسكو فى سبتمبر الماضى والمباحثات المهمة التى عقدت بين سامح شكرى وزير الخارجية مع نظيره الروسى سيرجى لافروف على هامش اجتماعات الأمم المتحدة فى نيويورك فى سبتمبر الماضى.
وفى سياق متصل أكد معهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» أن زيارة «بوتين» للقاهرة بمثابة فرصة للكرملين لتعزيز علاقاته مع مصر، وفرصة للرئيس الروسى للتأكيد على أنه لا يزال قائدا صاحب حضور عالمى.
فيما أعلن «فيتالى تشوركين»، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن بلاده قدمت لمجلس الأمن الدولى رسمياً، مشروع قرار يهدف لقطع التمويل عن تنظيم «داعش».
وأعرب «تشوركين» عن أمله فى أن يقر مجلس الأمن هذه الوثيقة، غدا الثلاثاء 10 فبراير، وقال: «قدمت رسميا لمجلس الأمن مشروع قرار بشأن مشكلة التجارة مع المجموعات الإرهابية فى سوريا والعراق».
وأوضح المندوب الروسى أنه سيتم عقد مشاورات للخبراء حول الوثيقة، آملا ألا تكون هناك مقترحات جديدة تعيق اعتماد القرار، قائلاً: «نحن عملنا طويلاً على مشروع القرار وتشاورنا مع مختلف الأطراف». وكانت روسيا وزعت على أعضاء مجلس الأمن فى وقت سابق مشروع قرار بشأن منع حصول الإرهابيين فى تنظيم «داعش»، على إيرادات وبالدرجة الأولى من بيع النفط.
من ناحية أخرى حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى، المجتمع الدولى من التراخى فى التصدى لتنظيم داعش الإرهابى، مؤكدا أن التراخى فى هذا الأمر يمكن أن يشكل تهديدا بوقوع هجمات حتى فى أوروبا وأن خسارة هذه الحرب تعنى دخول المنطقة بالكامل فى اضطرابات خلال الخمسين عاما المقبلة.
وقال السيسى فى حديث لمجلة «دير شبيجل» الألمانية، «كل ما أحاول أن أسعى إليه هو إنقاذ البلاد وما يربو على 90 مليون مواطن بتوفير الموارد الأساسية من غذاء ووقود ومياه، وهذا ما يتحتم على رئيس الجمهورية تجاه شعبه، وإذا لم ينجح فى توفير الاستقرار والموارد الاساسية للمواطنين فعليه أن يتنحى عن منصبه».
وأضاف أنه يشعر بأن المواطنين يتفقون معه فى الأهداف والرؤى وأن دعم وحب الشعب شعور جديد لم يعتده من قبل من خلال عمله فى المؤسسة العسكرية القائمة بطبيعتها على الأوامر العسكرية. ونفى رئيس الجمهورية ما يردده البعض من أنه جاء إلى منصبه عن طريق الانقلاب، موضحا أن هذا الوصف غير صحيح وتحليل الأحداث يؤكد أنه أيضا غير واقعى لأنه مبنى على ثقافة مختلفة ولا يمكن القياس بها على ثقافة المجتمع المصرى».
وأشار إلى أن «ما يصفه البعض بانقلاب هو بالنسبة لنا ثورتنا الثانية، ولو لم يكن هناك تدخل من الجيش كان الأمر سيتحول إلى حرب أهلية لو لم نبادر بالتدخل فسوف نكون نحن من يتحمل المسئولية الاخلاقية والتاريخية على ما سوف ستؤول إليه أحوال البلاد».
وتابع: «لو خرج على الحاكم مليون شخص فقط إلى الشارع مطالبين بتنحيه عن السلطة فيجب على السلطة أن تتنحى على الفور، ولكن فى منطقتنا ما زال الحاكم ليس لديه هذا الوعى».
وحول ما إذا كان السيسى توقع أن يشغل هذا المنصب خلفا للرئيسين الاسبقين مبارك ومحمد مرسى نفى الرئيس ذلك، مشيرا إلى أنه تشرف بشغله أعلى منصب قيادى فى المؤسسة العسكرية، وأنه فى الحياة العسكرية الفرصة للنجاح كبيرة لأن الحياة العسكرية محددة وواضحة، أما فى الحياة السياسية هناك عدة طرق ومفاجآت لا يمكن للمرء أن يتوقعها ولا يمكن مقارنة القرارات العسكرية بالقرارات السياسية، كل شخص يمتلك ملكات مختلفة وعديدة داخل شخصيته ولابد للشخص أن يعتمد على حدسه وتقديره للأمور». على حد قوله.
وأكد الرئيس جسامة مسئولية منصب الرئاسة، موضحا أنه «لا يوجد شخص يمتلك الحكمة والعقلانية ويعلم أن هناك جبلا من الصراعات والمشاكل تواجه البلاد ويسعى للحصول على هذا المنصب».