الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جدل حول «ديانة» مؤلف مسلسل «البابا شنودة»

جدل حول «ديانة» مؤلف مسلسل «البابا شنودة»
جدل حول «ديانة» مؤلف مسلسل «البابا شنودة»




كتبت- آية رفعت

أعلن الكاتب د.مدحت العدل عن شروعه فى كتابة مشروع درامى جديد يحمل السيرة الذاتية للبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وبدأ بالفعل فى جمع معلومات حول البابا خاصة الجوانب الانسانية فى حياته، مؤكدا ان العمل سيتناول سيرته منذ مولده وحتى وفاته فى عام 2012 واضاف انه قد قدم لاحدى الشركات المنتجة معالجة قصيرة عن تصوره للمسلسل ولكن لم يتم البت فى توقيت البدء فى تنفيذ المسلسل حتى الآن إلا أن الجدل بدأ مبكراً.


وقال المؤلف مدحت العدل: «عرض علىّ أحد المنتجين الشباب، وهو مسيحى الديانة، تقديم مسلسل لسيرة البابا شنودة وذلك بسبب عدم رغبته فى تولى كاتب مسيحى للعمل لكى لا يتخذ شكل فيلم تسجيلى قبطي، وتحمست للفكرة خاصة مع تعمقى فى جنى المعلومات حول الشخصية فالبابا مر بالعديد من الصعاب والمنحنيات فى حياته فهو كان ضابط جيش ويتمتع بحس إنسانى عال.
 وأعمل على تقديمه بشكل موضوعى من مختلف الجوانب.
 وقد طلب منى المنتج أن أرشح مخرجا مسيحى الديانة لتقديم السيناريو فرشحت أمير رمسيس ولكن الامر متجمد حتى الآن إلى ان تتوافر السيولة المالية اللازمة لتمويل مثل هذا المشروع الضخم».
وعن فكرة تقديم كاتب مسلم لسيرة رجل دين مسيحى وتخوفات البعض من فكرة ان يظهره بشكل ملائكى لكسب ثقة ومحبة المسيحيين والكنيسة.
 قال الكاتب عاطف بشاى: «لا ارى اى مشكلة فى تقديم الفكرة من وجهة نظر كاتب مسلم فالديانة لا تهم بقدر ما يجب ان يكون على وعى بالامور وملم بالاحداث التى مر بها الشخصية وأن حقه ان يقدمها بوجهة نظره الخاصة كما انى من اشد المعجبين بكتابات العدل وارى انه مثقف وواع ولكنى ارجو منه تناول الشخصية من مختلف الزوايا وليس مجرد ارضاء للكنيسة.. لأنه لو تم تناول الشخصية بدون ذكر عيوب او التطرق لبعض الاخفاقات فى حياته فسوف تكون قصة بعيدة عن الموضوعية وغير واقعية».
كما قال بشاى إنه يرفض استعانة العدل بالكنيسة فى كتاباته حول البابا مؤكدا انها ستخفى الكثير من الحقائق وانها شكل من اشكال السيطرة على حرية الرأى والتعبير وتقييدها ولا يجب يجب عليه الاستعانة بأباطرة التحريم والمنع من رجال الدين سواء الاسلامى او المسيحي، مؤكدا انه يمكنه الاستعانة بهم فى المواد العلمية الظاهرية من حيث احتفاليات التتويج والملابس وغيرها من المراسم الدينية والصلوات وغيرها من التفاصيل التى يجب الاستفسار عنها.
من جانبه قال المخرج هانى جرجس فوزى انه لن يرى جدوى فى خروج هذا المشروع للنور الا برضا الكنيسة وبالتى لن تقر بموافقتها الا إذا كان العمل يمجد فى شخص البابا ولا يتعرض لأى اخفاق فى حياته واستشهد بعلاقة مع الكنيسة حول فيلمه «بحب السيما» الذي قدمه منذ سنوات ولاقي مشاكل بسبب تطرقه لموضع التطرف الدين المسيحى، وأضاف قائلا: «المشكلة ليست فى ديانة الكاتب بقدر ما هى فى تحكم الكنيسة والرقابة فى الامر وطريقة معالجته، فأنا اتوقع تدخل الكنيسة لوقف المشروع اذا كان غير مرض لها حتى لو كان يتعرض لوقائع تارخية مثبتة الا ان الرقابة الدينية فى مصر تسير على هذا الشكل، فاعتقد ان العدل سيدخل فى صراع ما بين موافقة اهله والكنيسة على موضوع يظهر البابا كملاك ليس له اخطاء ابدا او ان يقدم عملا موضوعيا بمعنى الكلمة ويظهر جوانبه الشخصية والحياتية بحلوها ومرها».
وأضاف فوزى ان اعمال السير الذاية فى مصر لا تقدم الشخصية بموضوعية رغم انه على الكاتب ان يتوخى الحذر فى كل كتاباته حتى تصل المعلومة الصح للجمهور الذى لا يقرأ الكتب ويكتفى بالمادة التاريخية من خلال الاعمال السينمائية والدرامية.
 وأضاف ان العدل لديه مادة فيلمية هائلة حول البابا شنودة خاصة انه كانت له مشكلة مع الرئيس الراحل محمد انور السادات والذى حبسه فى الدير لفترة كبيرة ثم مشكلات مرت على المسيحيين فى مصر اثناء فترة التسعينيات وهى حرق الكنائس بالاضافة للمشاكل التى واجهتهم فى الفترة الاخيرة من حياته من حوادث قتل وارهاب.
أما الناقد يوسف شريف رزق الله فقال ان القصص والسير الذاتية ليست حكرا على احد سواء من ديانة او من بلد معينة لكن أهم شىء ان يكون الكاتب يتمتع بقدرة وذكاء على نقل الحياة بشكل معينة ويجب اتاحة الفرصة لأى كاتب ان يقدم شخصية البابا من وجهة نظره وفى النهاية سيكون الحكم على المعالجة الخاصة به، وأضاف رزق الله قائلا: «يمكننا ان نحكم على العمل بشكل سلبى او ايجابى عندما نراه او نقرأ السيناريو ولكنى حتى الان اتمنى ان يتم تقديمه برؤية واضحة وصريحة وبدون اى ضغوط. وسأحكم عليه فور الانتهاء من المشروع وعرضه».