الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

محاولات لضرب هوية مصر من خلال «النيل»

محاولات لضرب هوية مصر من خلال «النيل»
محاولات لضرب هوية مصر من خلال «النيل»




متابعة - محمد خضير


أكد المشاركون فى ندوة قاعة كاتب وكتاب خلال مناقشة كتاب «قناة البحرين الاسرائيلية.. مؤامرة القرن» من تأليف اللواء جمال يوسف، أن الهدف من إنشاء مشروع قناة البحرين الأحمر والميت، والتى تنوى كل من إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية إنشاءها لوصل البحرين الأحمر والميت، هو تحقيق الحلم الصهيونى فى مشروعات إقامة الشرق الأوسط الجديد بما له من أهمية استراتيجية على المنطقة وتأثير سلبى مباشر على الأمن القومى المصرى والعربى.
وقال الدكتور مصطفى الفقى الذى أدار الندوة، إن الكتاب يدور حول موضوع يرتبط بأوضاعنا التى تمر بها المنطقة الآن، مشيرًا إلى أنه مرتبط بمجموعة المحاولات التى تستهدف مصر.
وأضاف الفقى: إن مصر تواجه ضغوطًا خارجية وداخلية وهذا أمر غير مسبوق ولم نرى مصر مستهدفة كما هى الآن، فلا أحد يريد لها انطلاقًا كبيرًا أو السقوط الكامل، لأن سقوطها يعنى سقوط المنطقة العربية بأكملها، ولكن مكتوب لها أن تحلق على ارتفاع منخفض.
وتابع: إن هناك محاولات لضرب شخصية مصر وهويتها من خلال النيل، وقناة السويس، مضيفًا إنها عملية تشويه للهوية.
وقال الفقى: إن الصراع بين القومية والمصلحة يغلب المصلحة فى الآخر، لافتًا إلى أن بعض الأشقاء يساعدون الغرب إما بوعى أو بغير وعى فى التأثير على مصر.
ومن جانبه قال اللواء جمال يوسف، مؤلف الكتاب، إن سبب تناول هذا الموضوع يعود إلى عام 2006 عند قرأءة خبر عن اتفاق بين اسرائيل والأردن وفلسطين لبحث قناة البحرين التى تصل بين البحر الأحمر والميت، ولاحظت أنه مر مرور الكرام ولم يهتم أحد بالخبر.
وأضاف: إن ظروف إصدار الكتاب تأتى فى عام 2013 عندما انسحب الفريق الاستشارى برئاسة عصام شرف من مشروع قناة السويس فى عهد الرئاسة السابقة ووجد أن تطوير القناة لا بد أن يأتى فى إطار فكر استراتيجى كامل.
وتابع: إن الفكرة التى يتناولها الكتاب هى فكرة قديمة وتعود إلى مؤسس الدولة الاسرائيلية فى القرن الـ 19، حيث أدركوا أن القوة الرئيسية التى تعوق إقامة الدولة هى مصر، وبالتالى لا بد من التأثير السلبى على مكانتها وذلك بالتأثير على قناة السويس.
وأوضح يوسف أنه فى عام 2003 كانت الفكرة مطروحة من الجانب الأردنى ورفضها الجانب الاسرائيلى بسبب أن فلسطين سيكون لها الحق فى هذه المياه ثم عادت ووافقت عليها فى عام 2005، لافتًا إلى أن الدول الثلاث الموقعة على الاتفاق تدعى أن سبب إنشاء القناة هو الحفاظ على البحر الميت الذى انحصرت المياه عنه بسبب تحويل روافد نهر الأردن من قبل إسرائيل.
وأشار إلى أن اسرائيل تحولت من جانى إلى حام للبيئة بسبب ترويجها لمشروع قناة البحرين وأنه إنقاذ للبحر الميت من الانحصار، موضحًا أن الأردن ترغب فى تحلية المياه بالبحر الميت بتكنولوجيا اسرائيلية من خلال توصيله بالبحر الأحمر.. ودعا الشباب إلى إدراك أن هناك أمنًا قوميًا مصريًا يتطلب المعرفة والعلم والترفع عن الخلافات السياسية.
وأكد مؤلف الكتاب أن حروب المياه المقبلة ليست حروبًا عسكرية وإنما هى حروب عن طريق العلم الذى بدونه لن نستطيع مواجهة الأعداء، إلى جانب الاصطفاف من جميع المواطنين.
واستكمل قائلاً: إن من أسباب إقامة مشروع قناة البحرين تطوير منطقة المشروع واستصلاح أراض جديدة، وهنا لا بد من التركيز على أن إسرائيل تستهدف قصة استبدال الأرض للفلسطينيين وتوسيع الاستيطان.
وأوضح يوسف أن هناك سبلاً للدفاع وهى إعاقة تنفيذ المشروع وهو دفاع سلبى، وهناك دفاع آخر وهو ضرورة إقامة مشروعات تقضى على هذا المشروع، لافتًا إلى أن مشروع قناة السويس هو أحد تلك المشروعات، التى تتطلب تعمير سيناء للمساهمة فى تنمية القناة.
ودعا يوسف إلى قيام الدولة بجذب استثمارات أجنبية عالمية للاستثمار فى سيناء لخلق مصالح مشتركة مع دول العالم وبالتالى يتحول الدفاع من مصر إلى الدول الأجنبية إلى عدم التأثير على مجرى قناة السويس من قبل أى دولة أخرى.
وشدد المؤلف على أنه لا توجد الآن أدبيات فى السياسة، وأن المسيطر هو المصالح التى تسعى كل دولة لتحقيقها حتى لو على حساب دولة أخرى.
وشدد المؤلف على أن إنشاء قناة البحرين ليست نهاية الحلم الصهيونى وإنما بدايته إذ يرغبون بعد الانتهاء منها فى إنشاء قناة تصل بين البحر الميت والبحر المتوسط لخلق قناة موازية لقناة السويس.. وعلى جانب أخر أكدت الكتابة الصحفية إقبال بركة، خلال الندوة التى عقدتها قاعة ضيف الشرف بمعرض الكتاب بعنوان «قراءة تسوية فى تجديد الخطاب الدينى»، إن تجديد الخطاب الدينى، يتطلب مشروعاً قومياً يتفق مع الإرادة السياسية، خاصة أن المشروع الذى تبنته جماعة الإخوان، أنتج مجتمعاً متخلفاً دينياً.
وتساءلت بركة فى بداية حديثها هل يؤيد الإسلام الحقيقى حرق البشر أحياء، أو سبى النساء؟، وأجابت قائلة: نحن نعيش وفق تعاليم الإسلام السمحة الرحيمة، لكن الجماعات والحركات الإسلامية يناصرون عداء المرأة حيث يرفضون تسليحها بالمعرفة والعلم كما يمنعونها من الذهاب للعمل بحجة أن الإسلام يمنع عمل المرأة، واستشهدت على ذلك بقصة الباكستانية ملالا يوسف التى ناضلت من أجل المطالبة بحق المرأة فى العمل وباقى الحقوق.
وأضافت «بركة» أنه منذ القرن السادس الهجرى توقف الاجتهاد فى الفكر الدينى وظل متوقفاً حتى فى القرن العشرين الذى حدث فيه زخم الاختراعات العلمية والبشرية وتضاءل الاجتهاد من العلماء، مؤكدة أننا نعيش فى رحاب الأفكار التى تعوق مسيرة المرأة.
ومن جانبها قالت الأديبة  «سلوى بكر»، أن ما حدث فى القرن العشرين يوازى ما حدث فى تاريخ البشرية كلها ويستمر حتى القرن الواحد والعشرين، وأبدت تعجبها من أن ينتظر الأزهر توجيهات من رئيس الجمهورية لكى يقوم بتصحيح الخطاب الدينى.
وانتقدت «بكر» حالة التقاعس وعدم الاجتهاد فى البحث الدينى خاصة أنها قضية تخصنا، مشيرة إلى أن الدولة شخصية اعتبارية لا دين لها وعندما يتم الخلط بين الدين والدولة فلن يتم تجديد أى خطابات فى المجتمع وخصوصاً الخطاب الدينى.
وطرحت «بكر» تساؤلاً حول هل سيتم تجديد الخطاب الدين المسيحى؟ وأجابت قائلة إنه يحتاج إلى تجديد لأن الكنيسة القبطية لم تتجدد بينما الحياة تتجدد.
وأوضحت «بكر» أن الخطاب الدينى الذى انتجته جماعة الإخوان المسلمين ألقى بظلاله على المجتمع بشكل أو بآخر ولذلك يجب أن يكون هناك خطابات جديدة لأن العالم أصبح قرية صغيرة والخطابات يمكن أن يتم الحصول عليها من هنا أو هناك.
وقالت: إن هناك مسافة كبيرة بين ثقافة وقيم الشباب حالياً وبين الأجيال القديمة، مؤكدة أن الأجيال الجديدة أصبح لديها منظومة فكرية مغايرة تماما عما تحمله الأفكار القديمة وأن لم نسمح بتجديد الخطابات العامة فلا جدوى من تجديد الخطاب الدينى.