الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عار على «الكرة المصرية»

عار على «الكرة المصرية»
عار على «الكرة المصرية»




كتب- وليد العدوى
رفض أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة تقديمهم الإستقالة وذلك عقب كارثة ستاد الدفاع الجوى وطالبوا بضرورة عودة النشاط الكروى الذى أوقفه مجلس الوزراء مع صرف 25 ألف جنيه لأسرة كل من الضحايا ..هكذا يتعامل مسئولو الكرة فى مصر
فقد تحول جمال علام بين ليلة وضحاها من رئيس لاتحاد كرة القدم إلى متهم فى قضية قتل جماعي، رغم عدم توجيه الجهات الرسمية التهمة إليه، الا أنه سيظل فى نظر الجميع والرأى العام متهمًا وشريكًا أساسيًا فى مذبحة استاد الدفاع الجوى، بسبب جهلة وعدم أحقيته بالمنصب الذى يشغله، والذى يتطلب من صاحبه قدرة ليست فقط على قراءة الأجندة الرياضية الضعيف فيها بالطبع، وانما ايضا على تفنيد وفهم الأحداث السياسية الجارية فى البلد للتعامل معها فكرة القدم لم تعد  مجرد لعبة للترفيه وانما صناعة اقتصادية ضخمة ذات أبعاد سياسية ودولية، كلها أمور من الصعب بل من المستحيل أن يفهمها جمال علام صاحب القدرات المحدودة والمفعول به دائما من قبل عضو الاتحاد الدولى لكرة القدم هانى أبوريدة والذى دفع به إلى المنصب لأغراض شخصية.
لم يفهم جمال علام الأحداث السياسية الملتهبة فى البلد، التى كانت من المفترض أن تحول بينه وبين سعيه لعودة الجماهير إلى المدرجات خوفا من حدوث كارثة، خصوصًا أن الصدام بين جماعات الألتراس ورجال الشرطة لا ينتهى، فضلا عن تربص جماعات الإخوان التى تنتظر وتحلم بهذه الكوارث للزج برجالها لتنفيذ ما هو أكبر وأضخم وفقا لمخططاتها الشيطانية، إلا أن جمال علام لم يفهم كعادته كل هذه الأمور وظل يضغط دون أن يفهم على وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم لعودة الجماهير مع بداية الدور الثانى حتى وقعت الكارثة الكبرى فى مشهد مكرر لأحداث فبراير 2012 عندما وقعت مذبحة بورسعيد وراح ضحيتها 74 من جمهور الأهلي، ليعود جمال علام فى نفس الشهر ويكرر فعلته فى 2015 بمذبحة جديدة.
تسبب جمال علام بقدراته المحدودة فى ارباك المشهد السياسى المعقد أصلا بزيادة الهجوم على رجال الشرطة، بعد أن تصدروا المشهد الدموى مجددا، فبدلا من أن يريح الجميع ويواصل خوض المباريات دون جمهور إلى ان تهدأ الأجواء فى البلاد، سعى بكل قوة لإعادة الجماهير التى دفعت الثمن غاليا من دمائها وأرواحها، فلم تكن هناك جريمة لاستمرار الدورى دون جمهور، فضلا عن توفير عشرات الآلاف من الجنيهات والتى تتكبدها وزارة الداخلية فى نقل الضباط والمجندين لتأمين المباراة الواحدة على أن يتفرغ رجال الشرطة لما هو أخطر على الصعيد السياسي.
يشارك فى الجريمة بجانب جمال علام ومجلسه الذى يرفض الاستقالة رغم الدماء التى أريقت، رئيس نادى الزمالك صاحب الصولات والجولات فى الصدامات، ومؤخرا شارك بتوزيع تذاكر المباراة بهدف كسب شعبية زائفة قبل انتخابات البرلمان ليشعل كعادته الأجواء التى دفع ثمنها المشجعون الأبرياء، حيث زعم رئيس النادى أنه طبع 5000 تذكرة، تم توزيعها من خلال أعضاء مجلس الإدارة على دوائر معارفهم وأصدقائهم، مع غياب تام لنقاط بيع التذاكر وغياب الاجراءات المعتادة من وزارة الداخلية والتى تعلن عن آليات وشروط الدخول والخروج والتأمين واماكن بيع التذاكر وتوزيعها، لكن تحريات وزارة الداخلية كشفت أن المطبوع هو 10000 دعوة لدخول المباراة، تم توزيعها بشكل عشوائي، حيث وزع رئيس النادى وأعضاء مجلس الإدارة 5000 دعوة، فيما تم توزيع البقية مجانًا عند بوابة «عمرو حسين» بنادى الزمالك، بعد ملء الاستمارات الخاصة بالمشجعين، وأن الوزارة لم تصلها أى تذاكر وهو ما شكل ضغطًا وكثافة عديدة رهيبة على رجال الشرطة أمام البوابات الأمر الذى شجع البعض منهم على التدافع لتعطشهم ورغبتهم فى دخول المباراة بعد غياب سنوات عن المدرجات.
سبق أن أصدرت النيابة العامة عشر  توصيات عقب التحقيقات التى تم إجراؤها فى أحداث مذبحة بورسعيد وتجاهلها مسئولو وزارة الداخلية واتحاد الكرة وهى (تزويد جميع الملاعب الرياضية بكاميرات مراقبة، والتأكد من كفاءتها فى نقل الأحداث بصورة تساعد على كشف مثيرى الشغب - الاستعانة فى تأمين دخول الملاعب ببوابات كاشفة للمعادن والمواد الخطرة على نفقة الأندية، وخضوع الجماهير للتفتيش الوقائى - الإيقاف الفورى لأساليب التأمين القائمة على إبقاء المشجعين بالمدرجات لفترة طويلة، ووضع خطط بديلة عن ذلك لإخلاء المدرجات فى حالات الطوارئ مع نشر لوحات إرشادية لأماكن الخروج وإخلاء الجماهير -  وضع قواعد صارمة غير قابلة للتفاوض تحكم الملاعب الرياضية، وتلتزم بها جميع الأندية على نحو يكفل إنهاء جميع الظواهر السلبية فى الملاعب -  تخصيص مجموعة من العاملين فى الاتحاد المصرى لكرة القدم يرتدون زيًا مميزًا للمشاركة فى تنظيم دخول الجماهير ووجودها بالمدرجات - التنسيق مع رؤساء كل الأندية لتخفيض قيمة تذاكر مدرجات الدرجة الثالثة، والتى تمثل القاعدة العريضة من الجماهير-  دعوة رؤساء مجالس إدارة الأندية لعقد لقاءات متكررة مع «الألتراس» خاصة قبل المباريات لوضع ميثاق عمل بينهم يحقق الالتزام بالتشجيع المثالى -  ترشيح مجموعة من قيادات «الألتراس» المؤثرين للمشاركة فى عملية تنظيم دخول الجماهير إلى المدرجات مع ارتدائهم زيًا مميزًا أو وضع علامة مميزة لهم - دراسة مدى إمكانية إنشاء سور شبكى دائرى داخل المدرجات فى مواجهة الجماهير وعلى بعد 4 صفوف من الكراسى ويخصص للوجود الأمنى - العمل على ضرورة تقوية الفواصل وزيادة ارتفاعها بين المدرجات بهدف منع الجماهير من القفز من درجة لأخرى.