الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الأوقاف» تخلت عن دورها فى دعم «الداعيات» بدورات تدريبية

«الأوقاف» تخلت عن دورها فى دعم «الداعيات» بدورات تدريبية
«الأوقاف» تخلت عن دورها فى دعم «الداعيات» بدورات تدريبية




حوار - دنيا نصر
«خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء» بهذا الحديث الشريف بدأت الدكتورة منال المسلاوي حديثها، مسئولة الداعيات بوزارة الأوقاف، مستنكرة من انتشار الفتاوى الدينية المغلوطة من قبل بعض الاعلاميين ونشرها على الساحة من خلال القيم الدعوية الخاطئة، واختفاء بث روح الدعاة فى المساجد، ناهيك عن قلة وجود الداعيات بل واختفائهن منذ اندلاع ثورتى 25 نياير، و30 يونيو، علاوة على قرار وزارة الأوقاف باستدعاء المرشدات الدينيات من جديد ونشرهن فى المساجد والساحة الدعوية التى أصبحت خالية تماما فى الوقت الراهن..وإلى نص الحوار:
■ بداية ما سبب اختفاء الداعيات من الساحة؟
- الداعيات موجودات بالفعل على الساحة الدعوية فهن مازلن بالمساجد ويقمن بعملهن على أكمل وجه، لكن أنوه إلى أن المتواجدات منهن الآن هم حاملات التصاريح الرسمية من وزارة الأوقاف، علاوة على أن المختفيات هن الذين ظهرن فجأة على الساحة الدعوية وفرضن أنفسهن عليها ومعظمهن لم يكن مؤهلات للعمل الدعوى، واللاتى فرضن من بعض التيارات المتأسلمة، وكن منتشرات بكثرة فى جميع المساجد والزوايا، لكن بعد 30 يونيو اتخذ الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، مجموعة من القرارات كان منها عدم السماح لغير المصرح لهم بممارسة الدعوة فاختفت الكثيرات ممن كان يقمن بالدعوة بالمساجد.
■ وماذا عن دورهن فى مكافحة الإرهاب؟
- المرأة لها دور كبير جدا فى مكافحة الإرهاب، ولا ننسى أن لها أيضا دورا فى نشره وتدعيمه، ولا يغفل علينا فى الفترات الماضية أن النساء هن من كن ينادين للمظاهرات والخروج فى الوقفات، علاوة على أن بعضهن كن ينزلن إلى المساجد بكثرة لحث المصلين وتحريضهم على النزول بأسرهم وأولادهم للمظاهرات، حيث كانت الفرصة أمامهن لتشكيل عقول الناس على هواهن، خاصة الناس البسطاء فى المناطق الشعبية كان من السهل جدا التأثير عليهم، أما الآن المرأة الداعية الموجودة على الساحة الدعوية والمصرح لها بذلك وضعها يختلف لأنها تم التحرى عنها أمنيا من قبل الجهات المختصة ومعظمهن يتمتعون بالاعتدال والوسطية وهذا هو المطلوب.
■ حدثينى عن المواصفات الخاصة بالمرأة الداعية؟
- المواصفات التى يجب أن تتحلى بها المرأة الداعية هى الإلمام بالكتاب والسنة، وأن تكون قدوتها الرسول صلى الله عليه وسلم، والتحلى بمكارم الأخلاق، وأن تتسم بالهدوء والوقار، إلى جانب أن تتحلى بالصبر والنظافة فى مظهرها التى هى عنوان الإسلام، علاوة على الرقى فى تعاملاتها مع الناس لأنها قدوة لغيرها، أن تضع كلن منهن دستورا نصب عينهيا حتى تخرج بالصورة المطلوبة للإمام القدوة، وأنا شخصيا أضع لنفسى دستورا أرجع إليه من أن لأخر ويتمثل فى: «ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللهو عمل صالحاو قال إننى من المسلمين»، و«أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، و«ما عليك إلا البلاغ»، وقوله تعالى: و«ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وأيضا «إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء»، و»جادلهم بالتى هى أحسن»، و»يؤتى الحكمة من يشاءوا من يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثير»، هذه هى القواعد من وجهة نظرى المتواضعة أعتقد لو سار عليها الأئمة والدعاة بالإضافة لثقافة الإمام ولباقته أعتقد إنها كفيلة بأن تخرج للمجتمع خطاب معتدل يقضى على الفوضى والعشوائية والإرهاب من جذوره.
■ كداعية.. ما أهم الدروس التى تحرصين على تدريسها للسيدات؟
- أحرص دائما على نشر سماحة الإسلام ووسطيته والأخلاق الفاضلة التى دعا إليها ديننا من خلال شرح سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم النبوية ، وسيرة أمهات المؤمنين حتى نتخذهم قدوة فى حياتنا ونتعلم من الدروس المستفادة من سيرهم وكيفية تطبيق ذلك فى حياتنا وتعاملاتنا مع  أسرنا وأزواجنا، فضلا عن إننى أحرص على توعية النساء توعية صحيحة بدينهن من خلال تفسير القرأن الكريم تفسيرا مبسطا حتى يستطيع النساء فهم ما يدعو إليه الإسلام، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية، كذلك فقه العبادات لأن النساء يرغبن فى معرفة الكثير عن أمور الدين والعبادات، علاوة على تناول الأمور المتعلقة بالأسرة المسلمة وتربية الأبناء.
■ هل توجد عقبات من بعض المتشددات لمنع إعطاء النساء دروسا بالمساجد؟
- لا يوجد عقبات الأن لأنه لا  يوجد متشددات فجميع من على الساحة الأن كلهم من الوسطيين.
■ وماذا عن ترحيب النساء وحضورهن إلى المساجد؟
- هناك الكثيرات من السيدات يحرصن على الحضور للمساجد لتلقى العلوم الشرعية ومعرفة الكثير عن الدين والتفقه فيه والتوسع فى القيم الدعوية حتى يصبح لهن فكرهن الخاص بهن.
■ أعلنت وزارة اﻻوقاف مؤخرا عن احتياجها لداعيات.. فما الأمر؟
- إطلعت على الإعلان الذى نزل على الموقع الإلكترونى للوزارة وكان بصدد طلب متطوعات للعمل فى نشر الطب الوقائى وتنمية بشرية ودعوة، وكنت أتمنى إنه بدل من أن تطلب الوزارة أناسا جددا أن تهتم بالداعيات الموجودات حاليا لديها، وذلك بتدعيمهن بدورات تدريبية فى جميع المجالات، فنحن لسنا منقطعين عن العالم الخارجى، ودائما ما نقوم بالتوعية الصحية للسيدات فى حدود ما لدينا من معلومات، ككيفية الوقاية من بعض الأمراض المستحدثة كإنفلونزا الطيور وغيرها من الأمراض التى لم تكن موجودة من قبل، لكن من الممكن أن تكون رؤية الوزارة أعمق من ذلك كأن يكون لديها الرغبة فى زيادة عدد الداعيات لأن بالتأكيد العدد الموجود لا يستوعب جميع المساجد.
■ فى ظل الإرهاب الذى نشهده.. هل المرأة الداعية فى خطر؟
- المرأة شأنها شأن الرجل فأحيانا ما يتعرض الإمام وهو على المنبر لمضايقات من البعض فكذلك المرأة، وقد تعرضت من قبل لبعض التضييق والمضايقات من البعض قبل 30 يونيو، خاصة فى فترة الانتخابات لكن «الحمد لله عدت على خير».
■ ماذا تقولى فى حادث حرق الأردنى معاذ الكساسبة من قبل تنظيم داعش؟
- أقول أن هذا مرفوض تماما فليس فى الإسلام هذا الأمر فنحن نرفض بشدة الهمجية والوحشية التى لم يشهدها الإسلام من قبل، ولا أحد ينسى أن الإسلام هو دين الرحمة والرفق واللين.
■ البعض يردد أن الدعوى النسائية اختفت.. فما رأيك؟
- الدعوة النسائية موجودة بالفعل لكن بحاجة إلى الاهتمام بها وتفعيل دورها فى المجتمع وألا يكون دورها قاصرا على ضرورة  وجود الدعوة بالمدارس، فيجب أن يكون بكل مدرسة داعية،  أو على الأقل زيارة شهرية من الدعاة للمدارس، على أن تكون تلك الزيارات بالتعاون بين وزارتى الأوقاف والتربية والتعليم فى محاولة للقضاء على الفوضى التى تعترى بعض الطلبة نتيجة غياب دور المربى فى الأسرة أو المدرسة، فلا يجب أن تتم الدعوى النسائية بصورة أو بيان أو إعلان فى التليفزيون لأن صورة الداعية نفسها يجب ان تحترم ولا تتعرض لمثل هذه البدع.
■ لما تنعدم الثقافة الدينية عند نسبة كبيرة من سيدات مصر؟
- نظرا لانشغال النساء دائما بالبيت والأولاد والزوج أو إنهماكها فى عملها وعدم توفر الوقت الكافى لديها لتثقيف نفسها دينيا، أو لبعد بعض النساء عن المساجد نتيجة ظهور فئة متشددة من قبل جعلت كل شىء حرام، ما جعل النساء تعكف عن الذهاب للمساجد.
 ■ من وجهة نظرك هل سيستمر اﻻرهاب فى البلاد؟
- الإرهاب فى طريقه للانهيار لكن من مع الوقت يجب أن نكون على حذر من عودته مرة أخرى وأن لا نترك الأمور كذلك، أو نعطى الأمان، فالإرهاب ممكن مع الوقت يهدأ ثم يبدأ فى الظهور تارة أخرى إذا لم يجد من يتصدى له، ومن العوامل التى ساعدت على تفشى الإرهاب ترك البلاد فى الفترة السابقة، خاصة منطقة سيناء، والعريش، ورفح، دون اهتمام حتى إحتلها الإرهاب وتمكن منها ومن مداخلها ومخارجها، وأعتقد أنه بعد توجيهات رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسى، بتنمية تلك المناطق والاهتمام بأهلها، إلى جانب إهتمام وزارة الأوقاف بارسال القوافل الدينية إليها سوف يختلف الأمر تماما.
■ ما مدى تأثير ما تبثه القنوات الفضائية على الفكر والعقيدة وثوابت الدين؟
- إننا فى هذا الزمن نشهد ونعاصر أمورا كثيرة مستجدة، ومنها هذه القنوات الفضائية التى لم يبق بيت إلا دخلته إلا ما قل وندر، وكل قناة من هذه القنوات لها أهداف تصبو إليها، وأكثرها قنوات تبث برامج فيها من المحظور ما جعل بعض الدول غير المسلمة تعلن اعتراضها عليها، كما حصل من اعتراض فرنسا على القنوات الأمريكية، فكيف بالمسلمين؟، وخطر هذه القنوات يتعدى كثيرا من الجوانب، سواء الدينية، أو الدنيوية، واضرارها وخطرها على العقيدة والاخلاق، فمما لا شك فيه أن لكل أمة من الأمم ثقافتها وأخلاقها التى تغار عليها وتنازع فى سبيلها، وبعضها ثقافات لا ترتبط بدين، وبعضها يرتبط بدين محرف، وأما أمة الإسلام فعقيدتها وأخلاقها لها خصائص تميزها عن غيرها من الأمم، فعقيدتنا ثابتة لا يجوز لنا أن نساوم عليها، وأخلاقنا المستندة إلى أدلة شرعية صحيحة يجب علينا أن نفخر بها ونعتز.
وخطر هذه القنوات على عقيدتنا تتمثل فى بث بعض الشبهات حول بعض الثوابت، وعرض بعض ما يمكن أن يغرس بعض المفاهيم الخطيرة فى نفوس الأطفال والجهلة ونحو ذلك، فعلى سبيل المثال تطاول أعداء الإسلام على شخص النبى صلى الله عليه وسلم، ووصفه بالأوصاف المنفرة كما حصل من بعض غلاة النصارى فى أمريكا وإيطاليا عقب أحداث نيويورك، ومن ذلك ما يبث من شبهات حول القرآن، والسنة، والتشريع، فضلا عن السخرية بالمتدينين عن طريق الرسوم المتحركة أو المسلسلات الفكاهية، والاجتماعية ونحوه.
فكم من القنوات التى تبث لشباب وشابات المسلمين ما تجعل الواحد منهم يفقد صوابه، ويضحى من ساعته بـ«عرضه ـ دينه ـ سمعته ـ أسرته»، فلا شك أن منازعة ومغالبة هذه القنوات من أوجب الواجبات الآن، وتذكير الجاهلين، ووعظ المتساهلين، وإيجاد البدائل التى تقاوم هذه القنوات أو تخفف أضرارها على الأقل.
■ فتاوى غير المختصين يتناولها بعض الإعلاميين منهم أحمد موسى وإسلام البحيري.. فما رأيك؟
- حينما تصدر الفتوى من غير أهلها، وتصير وسائل الإعلام والفضائيات تتسابق تسابقا غير شريف إلى انتزاع الفتاوى والأحكام من كل من هب ودب لمجرد السبق الإعلامى وجذب المشاهدين، وكثر الخلط فى أمور الدين فى العقيدة والأحكام ، وتجرأ الناس على القول على الله بغير علم، وتكلم الرويبضة «الشخص التافه»، كما أخبرنا بذلك النبى صلى الله عليه وسلم وحذر، وهذه فتنة فى الدين «والفتنة أشد من القتل» ما أخبر الله سبحانه، يكون لا بد من حماية أجيالنا من غوائلها بالتربية الجادة التى تغرس فى قلوبهم وعقولهم بالتربية الدينية وأصولها وأحكامها وسننها وآدابها، وفى وجدانهم حقيقة التدين والإيمان والإكثار من استخدام الوسائل المعاصرة لنشر الفقه فى الدين ونهج السلف الصالح عبر كل وسيلة متاحة بحدود الضوابط الشرعية، والوقوف أمام موجات الانفلات بحزم وحكمة وتعاون جاد رشيد يستنهض الهمم ويستثمر الطاقات على منهج شرعى وعلمى مدروس وباعتدال وحكمة، ويجب على هؤلاء الاعلاميين مراعاة ضميرهم الدينى والاخلاقى فى نشر القيم الدعوية وتصحيح المفاهيم القرانية والسنية.
■ كيف ترين انتشار الشيخ خالد الجندى فى برامج «التوك شو»؟
- الشيخ خالد الجندى رجل له احترامه لاخلاقه ودينه ومجتمعه، فهو محب من الجميع وليس من نوعية الشيوخ الذين يستغلون الدين تحت مسمى «الشو الاعلامى».