الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أهالى شارع «التليفزيون».. أحياء بدرجة أموات

أهالى شارع «التليفزيون».. أحياء بدرجة أموات
أهالى شارع «التليفزيون».. أحياء بدرجة أموات




الأقصر ـ أسماء مرعى
منازل أشبه بالأكواخ المهجورة، مبنية من الطوب اللبن، جدرانها متصدعة.. سقفها من القش والحطب.. باتت الأمطار فى فصل الشتاء شبحا يطاردهم، كل هذا فى منطقة امتداد آخر شارع التليفزيون بمحافظة الأقصر، حيث لا تختلف الحياة بالنسبة للأهالى عن الموت، وسط تعنت المحافظة والمسئولين فى منح المضارين تصاريح بالبناء بحجة إدراج المنطقة فى الخطة الحالية وتخصيصها لإنشاء ميدان عام.
تفقدت «روزاليوسف» المنازل الآيلة للسقوط، واستمعت إلى الاهالى ومدى معاناتهم من الحياة المأساوية.
يقول حسن أحمد عبد المطلب، احد الأهالى بالمنطقة: «إن حياتنا أصبحت مستحيلة، فمنازلنا مبنية بالطوب اللبن، ومهددة بالانهيار بين اللحظة والأخرى بسبب كثرة التشققات والتصدعات، ما يدفعنا إلى انتظار الموت تحت الأنقاض من حين لآخر»، منوها إلى أنه قدم العديد من الشكاوى للحصول على تصريح لإعادة بناء منزله، إلا أن الشكوى استقبلها المسئولون بالرفض التام، مستنكرا من إصدار قرار إزالة لمنزله وإنشاء ميدان عام مكانه.
ويلفت عبد المطلب إلى أن الدولة عليها إيجاد بدائل تتلاءم مع حجم القرارات التى يريد المسئولون تنفيذها لمجرد انشاء ميدان عام، متسائلا: «كيف يتم صرف ملايين الجنيهات على ميدان عام؟ فى الوقت الذى لم يجد فيه عدد من الفقراء مأوى لهم سوى المنازل المهدمة التى لا سقف لها سوى الحطب والبوص.
نادية شحات أحدى المضارين، أرمله، لديها 4 بنات، وولد متزوج فى نفس المنزل ولديه 3 أطفال، وتعمل بائعة «جرجير»، ويعيشون فى منزل متهالك، تقسمت حوائطه وتشققت أرضيته، مكون من غرفتين آيلتين للسقوط مسقوفتين بقش وحطب، ودورة مياه غير آدمية، ومدخل صغير لا يتجاوز مترين تضع فيه بوتاجازا ومتعلقات مطبخها بجواره.
وطالب عدد من المضارين محافظ الأقصر بالنظر إلى تلك المنازل المهدمة التى لا يقوى بشر على العيش بها، فضلا عن كونها آيلة للسقوط لتهالكها، علاوة على أنها تتسبب فى تعريض حياتهم للخطر أثناء سقوط الأمطار خاصة مع موجة السقيع التى شهدتها ربوع البلاد خلال الآونة القليلة الماضية، متسائلين: «هما المسئولين مش هيتحركوا غير لما حد يموت كالعادة، ويجوا ياخدونا جثث هامدة من تحت الأنقاض».
 وتقول عايدة حسن: أضطر فى الشتاء للهروب لمنازل جيراتنا خوفا من انهيار المنزل على رؤسنا إثر سقوط الأمطار، مؤكدة أنها قامت فى الشتاء الماضى أثناء نزول الأمطار بغزارة بنقل اجهزتها لمنزل جيرانها، وحررت محضر ضد مجلس مدينة البياضية تتهمه بالتقاعس وعدم اعطائهم تصاريح بالبناء إلا أن المحضر  لم يحرك ساكنا - على حد قولها -.
من جانب آخر يقول العميد أيمن مدنى، رئيس مجلس مدينة البياضيةـ إن المثلث السكنى من المنطقه خصص لإنشاء ميدان عام، موضحا أنه لم يتم نزع منازل من الأهالى، إلا بعد صرف تعويضات لهم، منوها أن مجلس المدينة أرسل للأملاك العامة بمحافظة الأقصر خطابا طالب خلاله بسرعة العمل وانهاء اجراءات نزع ملكية تلك الأراضى من المواطنين، مشددا على بحث الحالات وحصر التلفيات وتعويضهم ماديا بما يتكافأ مع الخسارة التى يتعرضون لها جراء تنفيذ قرارات النزع.