الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محرقة مستشفى «الجذام» تهدد بكارثة صحية

محرقة مستشفى «الجذام» تهدد بكارثة صحية
محرقة مستشفى «الجذام» تهدد بكارثة صحية




تحقيق ـ نسرين عبد الرحيم
استمرارا لمسلسل الإهمال تعانى مستعمرات الجذام التابعة لقرية عبدالقادر التى تقع غرب الإسكندرية من الإهمال الشديد، حيث ضعف التيار الكهربائى، والانقطاع شبه الدائم لمياه الشرب التى تعد شيئا مهما لمريض الجذام، ناهيك عن تعرض عنابر المستشفى للانهيار نتيجة لعدم ترميمها منذ زمن بعيد، إذ يعود تاريخ المستعمرة واسمها لمن أنشأها من الإنجليز.
فضلا عن أن المستشفى والأرضيات لا يعرفان عرف النظافة، ولا يوجد به فرش للأسرة، علاوة على انتشار الحشرات والزواحف، بل والثعابين والقطط، بالإضافة إلى الطحالب والشوائب داخل خزانات المياه، وعدم وجود أمن لحماية المستعمرة، التى تتكون من ثلاثة عنابر وحديقة على مساحة تقارب 40 فدانًا، حيث يقوم  بعض المرضى القدامى المقيمين فى المستعمرة بزراعتها.
يقول الحاج صلاح الدين عطية، إننى أعمل فى مطبخ المستعمرة منذ عام 91، مشيرًا إلى أن المستشفى يعانى الإهمال من قبل وزارة الصحة، منوها إلى أن المطبخ وجميع مبانى المستعمرة معرضون للانهيار نظرا لتهالكها، حيث تم تشييد مبانيها منذ عهد الإنجليز.
وأضاف أن هناك مشاكل متعددة تتعلق بضعف شبكة الكهرباء وانقطاعها بصورة دائمة، ناهيك عن اختفاء الماء الذى يعد أهم شىء بالنسبة لمريض الجذام، إذ يحتاج المرض إلى نظافة دائمة، لكن ما يحدث أن هناك انقطاعًا دائمًا للمياه، حينها يكون الاعتماد على موتور يعمل ساعتين صباحًا وساعة مساء، منوها إلى أنهم يعتمدون على خزان مياه غير نظيف وبه شوائب، فضلا عن أن الطعام الذى يقدم للمرضى داخل المستعمرة ليس بجيد.
وأكد الحاج عطية أن المستعمرة لا يوجد بها أمن رغم أن مساحتها 40 فدانا، والتى يسهم بعض المرضى فى زراعتها لجنى ما يزرعونه، لافتا إلى أن عدم وجود أمن يعرض المستعمرة لهجوم البلطجية، حيث تعرضت المستعمرة للسرقة من قبل، موضحا أن عدد المرضى داخلها 32، و4 أطباء «أسنان ـ أنف وأذن ـ صيدلى»، والمدير تخصص جلدية، لا يأتى إلا مرتين فقط فى الأسبوع.
وأشار عطية إلى أن الأمر الأخطر من ذلك كله هو المحرقة، الموجودة فى قلب المستشفى، حيث يتم من خلالها حرق مخلفات المستشفى وعدد من المستشفيات الأخرى بنطاق المحافظة، منها مخلفات «دار إسماعيل شرق المدينة ـ برج العرب»، مشيرا إلى أن تلك المخلفات عبارة عن «سرنجات ـ محاليل بلاستيك ـ رواسب المرضى ـ مخلفات الولادة»، حيث تحضر العربات محملة بالمخلفات ليتم حرقها بالمستعمرة، ما يعرض المرضى لمضاعفات، وسكان المناطق المجاورة للاصابة بالأمراض والأوبئة.
ونوه إلى أن المحرقة يتم تشغيلها الساعة 3 بعد منتصف الليل، فضلا عن أن من يعمل بها هو عبد الفتاح، مريض سابق بالجذام، مشيرا إلى أن أمنية هاشم، مديرة المخزن، هى المسيطرة على المستشفى بأكمله، ناهيك عن أنها صاحبة القرار الأول والأخير بخصوص تشغيل المحرقة بعد منتصف الليل.
وتابع: عندما تأتى تبرعات إلى المستعمرة، يتم ادخالها إلى المخزن ولا يتم صرفها إلا بمعرفة أمينة المخزن، منوها إلى أنه سبق أن تبرع أحد المواطنين ببطاطين للمرضى، وقام  طارق، الإخصائى الاجتماعى، بتوزيع البطاطين على المرضى ما أسعدهم، إلا أن أمينة المخزن قامت بتحرير مذكرة ضده.
وأضاف عطية: «أعمل بالمستشفى من 30 عامًا، ودخلى منخفض جدا، حيث لايتعدى مرتبى الأساسى 450 جنيهًا.
واستكمل أنور قديس: «كنت مريضًا بالجذام وتم تعيينى بالمستعمرة من خلال نسبة الـ5% إعاقة، مشيرا إلى أن المحرقة تسبب ضررًا كبيرًا لجميع السكان بالمنطقة والمقيمين بالمستشفى، مضيفا أنه سبق أن قام العرب بمنع عربتين محملتين بمخلفات المستشفيات، كانتا قد حضرتا إلى المستعمرة لحرق المخلفات، وتم تحرير محضر بالواقعة.
وألمح أن الأهالى اشتكوا كثيرا، إلا أنه لا حياة لمن ينادى، لافتا إلى أن المستعمرة تعد من المناطق السكنية وليست منطقة خالية من السكان كما يعتقد البعض، حيث يوجد بقرية عبد القادر مدينتى مبارك «ا» ومبارك «ب»، إلى جانب مصنع ومعسكر القوات المسلحة وحى شارع الشجر.
من جانبه، استنكر القائم بأعمال مدير المستشفى، من وجود محرقة داخل منطقة سكنية، لكن تلك الأزمة مسئول عنها مديرية الصحة، منوها إلى أن العدوى بمرض الجذام تتوقف على درجة مناعة الأشخاص، مشيرا إلى أن سبب الميكروب يأتى دائمًا من التلوث والفقر الشديد الذى يعكس بدوره تدنى مستوى النظافة العامة فى تلك المناطق والعشوائيات والقرى النائية.
فيما لفت رئيس حى العامرية إلى أنه سبق أن تقدم بشكوى لوكيل وزارة الصحة بمحافظة الإسكندرية تضرر خلالها من وجود المحرقة، الغريب هنا أن وكيل وزارة الصحة بالمحافظة أكد فى رده على الخطاب أن المحرقة تمت إغلاقها على خلاف الحقيقة.