الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إفريقيا تحتفظ بـ«بكارتها» رغم ما فعله الاستعمار

إفريقيا تحتفظ بـ«بكارتها» رغم ما فعله الاستعمار
إفريقيا تحتفظ بـ«بكارتها» رغم ما فعله الاستعمار




متابعة - محمد خضير
لم يشأ معرض القاهرة الدولى للكتاب أن ينهى ندواته حول إفريقيا قبل أن يتحدث عن قضايا التنمية وأزمة المياه ويحذر من تهديد وشيك على مصر بسبب ما ستعانيه من بناء السد الإثيوبى وأهمية تدارك الخطر قبل وقوعه.

يصف  محمد سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إفريقيا بأنها من القارات الواعدة والمهملة. يقول: إن إفريقيا مازالت تحتفظ ببكارتها بالرغم من أن الاستعمار وضع سيطرته على القارة، ونهب خيراتها على مدار عشرات السنين فضلًا عن أنها تعانى غياب البناء والهياكل والمؤسسات الاجتماعية والثقافية والسياسية، وتزايد معدلات البطالة والإعانة.
وحدد سالمان أهم مداخل التنمية فى الإفريقية بأن نرفع شعار «أفريقيا للإفريقى» أى أن البناء يأتى عن طريق المواطن الإفريقى فحسب، لافتًا أنه لا يمكن عمل تنمية صناعية أو زراعية بدون مياه ولا يمكن الاستمرار فى التنمية إلا فى إطار توافر المياه.
ويضيف سالمان أصبحت المياه مرتبطة بالقضية السياسية، والمياه الدولية المشتركة تمثل جزءًا من بشريتها، ويعيش 2 من كل 5 فى أنهار ويبلغ عدد البلدان التى تشترك فى أحواض المياه 145 دولة، وأكثر من 30 دولة فى العالم تقع فى أحواض مائية، وأهم الأحواض توجد فى القارة الأفريقية وتقع فى المنطقة الاستوائية، وأكثر من نصف القارة يتدفق عليها الهطول المطرى سنويًا، وعندما نتأمل الشكل الجغرافى لأفريقيا نجدها مرتفعة  فى الوسط ومعظم الحواف والسواحل منخفضة، والمياه العذبة 3٪ وحوالى 70٪ منهم فى صورة جليد فسيبقى 1٪ مياه جوفية.
ويشرح محمدسلمان خلال ندوة« قضايا التنمية فى أفريقيا.. المياه والتنمية» أن كمية المياه بقارة أفريقيا أقل من نسبة السكان حيث يبلغ عدد سكانها 13٪ من نسبة سكان العالم، وأن أكبر 7 دول فى العالم لاستهلاك المياه توجد فى منطقة الشمال الأفريقى التى يوجد بها شح مائي، مضيفًا أنه لا توجد مشكلة فى كم المياه ولكن المشكلة بها هى عدم وجود قدرة مالية لبناء البنية المائية التحتية.
ويواصل: أن القارة الأفريقية باستبعاد الدول العربية بها 314 مليون شخص لا يوجد لديهم إمدادات  مائية، و458 مليون شخص ليس لديهم إمدادات صرف صحى أى لا يوجد لديهم حمامات، وكان ذلك محل اهتمام أمريكا عام 200 وتوصلوا إلى أن الحل يستمر حتى 2015، ولكن حسب الإحصائيات تجد أن تحقيق إمدادات المائية سيتحقق فى 20140 وإمدادات المياه الصحية 2076، وهذا يدل على أن أفريقيا تعانى من فقر اقتصادى مائى.
ويشير إلى ان قارة أفريقيا، من القارات المهملة ودول الاستعمار أنهكتها من مواردها كما أنها تعانى من التهميش على مستوى التنمية وتأتى دولها متذيلة ترتيب الدول التى تعانى من التنمية طبقًا للإحصائيات الدولية.
ويتهم أستاذ العلوم السياسية، دول أفريقيا بأنها تعانى من التخلف على صعيد ما يسمى بالناتج القومى والمحلى وتراجع التنمية والنمو الاقتصادى وتزايد معدلات البطالة، منوهًا أن هذه القارة بحاجة إلى أن تقفل المنهج التعاونى وأن تكون أفريقيا للأفريقى أبناء أفريقيا هم الذين ينمون بلادهم وليس غيرهم.
ويشدد على أنه لا يمكن أن يكون هناك تنمية فى أفريقيا فى شتى المجالات بدون الاهتمام بالمياه، ولا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة بدون اهتمام بالموارد المائية والبنية المائية التحتية.
ويقول: نيجيريا من أكبر سبع دول فى العالم استهلاكًا  للمياه والذين يستهلكون حوالى نصف المياه فى العالم وباقى الدول يستخدمون النصف الآخر، لافتًا إلى أن أفريقيا لا تعانى مشكلة الكمية فى المياه ولا على المستوى النوعى فى المياه ولكن المشكلة تكمن فى الصعيد الاقتصادى فى استخدام المياه.
ويتطرق محمد سلمان، إلى مشكلة دول حوض النيل حيث أوضح أن الصراع سيزداد مع تزايد مطالبات دول حوض النيل، والتى تتمثل  فى طلب إعادة التقاسم من جديد، وأن هذه المطالبات فى طريقها إلى الزيادة، وأيضًا تزداد فرص الصراع إذا أخذت دول حوض النيل بمبدأ بيع المياه فى ضوء حالة الفقر الشديدة التى تعانى منها دول حوض النيل، كما أن الدور الذى تلعبه بعض
أما الدكتور نادر نور الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فيؤكد على أن مياه الشرب فى العالم تمثل ملعقة شاي.
ويحصى نور الدين أن نسبة السكان فى دول حوض النيل 437 مليون نسمة، ويقول: مصر لديها 90 مليون نسمة، تحتاج إلى 90 مليار متر مكعب للشرب والزراعة ولا يوجد لدينا إلا 60 ملياراً فقط والآن مصر تعانى من أزمة حقيقية.
ويرصد: إثيوبيا بينها وبين الصومال نهر، وأيضًا تشترك مع جيبوتى بنهر آخر وعدد سكان إثيوبيا 90 مليون ولكن المقيم فى دول حوض النيل 36 مليون فقط، مضيفًا أن مصر دولة ذات تبعية مائية أى أن نسبة الاعتماد على الغير 9٪ وهذا أمر صعب، وأثيوبيا المياه الموجودة بها أكبر ثلاث مرات من مصر، وأن هذه الأزمة سوف تستفحل على المدى البعيد، موضحًا: لسنا ضد تنمية دولة أثيوبيا حيث أن مصر يوجد حجم هائل من الاستثمارات بها.
ويلفت نادر نور الدين إلى أن القطاع الزراعى يتحكم فى الدخل الأساسى لدول أفريقيا حيث إنه يوجد لديه عجز فى الصناعة و90٪ من دخل أفريقيا من الزراعة فهى أكبر ما يوفر عمالة للدول الأفريقية وعلى مصر أن تعى كيف تتم عملية التنمية داخل أفريقيا، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتبنى فكر التنمية فى أفريقيا، حتى يتم تعميق التعاون بيننا وبين أفريقيا.
والسدود التى تضعها دولة أثيوبيا ليست لتوليد الكهرباء ولكن لتخزينها، وأنها مستمرة فى بناء السد حتى تضعنا أمام الأمر الواقع، وإذا تمت الموافقة عليه سيؤثر على مصر بشكل كبير، وعلى مصر الانتباه لذلك، كما لا بد الانتباه إلى مبدأ بيع المياه التى جاءت  عن طريق البنك الدولى لتسعير المياه، وأن الحق بدون قوة أكيد سيضيع، وصحف العالم  قالت إن أثيوبيا تريد بناء سد فوق جثث المصريين، فهم يريدون التحكم فى كوب الماء الذى يشربه المواطن، والأمر خطير.
فعلينا الانتباه واتخاذ الإجراءات اللازمة، وإذا تم الضغط من قبل السعودية والإمارات مع مصر على إثيوبيا ستحل الأزمة.